
خاص \ حصري
التجدد الاخباري
كشفت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية السورية ، الدكتورة “بثينة شعبان”، كواليس (قمة جدة) ، متحدثة عن تفاهم «غير معلن وغير مكتوب».
وفي مقال نشرته بصحيفة “الوطن” السورية الرسمية 2023/05/22 ، تحت عنوان : ” كيف كانت القمّة؟” ، أكدت شعبان أن «القمة كانت منظمة تنظيماً هائلاً ومحكماً».
وأوضحت ، أن اختلاف القمة التي ترأسها ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، وبين القمم السابقة ، تجلى في «المنطلق والتوجه والرؤى والطرح والتنظيم والأهداف والنتائج المنتظرة، حيث تخلصت قمة جدة من العقلية القديمة التي حكمت العمل العربي لمراحل عديدة وهي: إما أن نتفق معاً على كل شيء، وإما لا علاقة أبداً بين بلداننا».
ولفتت المستشارة شعبان إلى أن «كلمات الزعماء كانت قصيرة ومكثفة أكدت أنها تتسم بالجدية والرغبة في مقاربة الهدف»، مشيرة إلى أنه «مع هذه الاستدارة لا يريد أحد أن يزيد من حجم التحديات أو التوقعات وكأن هناك تفهما غير معلن وغير مكتوب، أن لكل بلد أولويات واعتبارات، وأن الهدف ليس أن يتخلى أحد عن رؤاه ومصالحه بل أن يتفهم رؤى ومصالح الآخر، وهذه مقاربة واقعية واعدة».
انتهى الاقتباس

\ ادارة التحرير \
وكانت «قمة جدة» \ 19 \ أيار- مايو الجاري ، استطاعت ان تطوي الصراعات الإقليمية ، وأن تثبّت «حياد» العرب ، مرحبة في بيانها الختامي بالاتفاق السعودي ـ الإيراني ، وتعزيز الدور العربي في سورية ، وكذلك البناء على اجتماعات جدة للتهدئة في السودان ، وأهمية الحوار لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان الى جانب دعم جهود الحل في اليمن ، وتجديد الدعم لـ «المجلس الرئاسي» ، مع التشدد في رفض التدخلات الخارجية بالشؤون الداخلية العربية ، والتأكيد على محورية القضية الفلسطينية ، وأن المبادرة العربية للسلام لا تزال مطروحة ، ورفض الميليشيات المسلحة الخارجة عن الدولة ، الى جانب التمسك بالقيم ، ورفض هيمنة ثقافات بعينها .
حيث اجتازت القمة العربية الـ 32، التي عُقِدت في مدينة جدة السعودية ، صفحة أليمة من الصراعات والخلافات العربية ـ العربية والإقليمية، بعد أن عقدت مكتملة النصاب بمشاركة “سورية” ، التي عادت الى الجامعة العربية بعد 12 عاماً من القطيعة ، وسط ترحيب بأجواء الانفراجة الإقليمية بين دول عربية من جهة ، و(إيران) و(تركيا) من جهة أخرى.
فبعد أكثر من عقد من الاستقطاب الجيوسياسي والحروب المدمرة والاضطرابات الاجتماعية ، التي تهدد بضياع كيان الدولة السورية وتشرذمها، كرّست القمة العربية، التي عقدت الجمعة الماضية في جدة، فكّ “عزلة دمشق” الإقليمية، لكنها طرحت تساؤلات إن كان ذلك يسهّل حصول سورية على مساعدات تحتاجها بشدّة في مرحلة إعادة الإعمار أم لا، وعن مصير الملفات العالقة مع وجود مناطق خارجة عن سيطرة السلطات الحكومية ، وإمكانية دفعها للقبول بتسوية سياسية معلّقة منذ سنوات.
تشكك … وارتياح
وفي ظل حذر غربي بشأن إعادة تأهيل العلاقات مع سورية ، وتشكك في أن تتمكن الخطوة العربية ، التي أنهت القطيعة مع دمشق ، في إنعاش فرص «إحياء سورية» ما قبل الحرب ، التي اندلعت منذ أكثر من 12 سنة ، شارك الرئيس السوري بقمة جدة، للمرة الأولى منذ تجميد عضوية بلده في الجامعة العربية عام 2011.
وأمل الأسد ، الذي التقى ولي العهد السعودي الأمير “محمّد بن سلمان بن عبد العزيز”، أن تشكّل القمة «بداية مرحلة جديدة للعمل العربي، للتضامن فيما بيننا للسلام في منطقتنا والتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار».
وقوبل الحديث العربي عن طي صفة وفتح صفحة جديدة بتاريخ العلاقات بارتياح في الشارع السوري بشكل عام ، وتفاؤل أكبر بشأن المستقبل ، وإن كانت التحديات كثيرة.
ورغم أن القوات الحكومية استطاعت خلال السنوات الماضية وبدعم من حليفين رئيسيين ، هما : (إيران وروسيا)، السيطرة على الجزء الأكبر من مساحة البلاد، فإن مناطق واسعة خصوصاً في شمال شرق و(شمال غرب) البلاد لا تزال خارج سيطرتها. ويضمّ بعضها ، أبرز حقول النفط والغاز ومساحات زراعية خصبة ومياهاً وفيرة.
تسوية … وتوازن
من جانب آخر، أكّد القادة العرب، في مقررات قمة جدّة، «ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرّج نحو حل الأزمة» السورية ، التي أتمّت عامها الثاني عشر. ورغم هدوء الجبهات وجمودها في السنوات القليلة الماضية. لكن الحرب لم تنته خصوصاً مع وجود قوات أجنبية داخل البلاد ، تقدم الدعم لأطراف داخلية متنازعة، بينها القوات الأمريكية الداعمة للمقاتلين الأكراد، وتركيا الداعمة لفصائل معارضة منتشرة قرب حدودها ، والتي بدأت تبدي في الأشهر الأخير، مرونة أكبر تجاه دمشق.
وفشلت جولات تفاوض عدة بين ممثلي الحكومة و(المعارضة)، قادتها الأمم المتحدة في “جنيف”، في إرساء تسوية سياسية للنزاع. ووسط تشاؤم بإمكانية إطلاق تسوية سياسية برعاية أممية بين الأطراف السورية، رأى البعض أن الجامعة العربية «ابتعدت عن المعارضة السورية» ، وتدفع اليوم نحو «توازن بين إيران والدول العربية التي تنافسها» خصوصاً في ظل خطوات المصالحة بين الرياض وطهران.
اللجوء … والمخدرات
من جهة ثانية، اتفق القادة العرب فيما يتعلّق بسورية على «تعزيز التعاون العربي المشترك لمعالجة الآثار والتداعيات المرتبطة باللجوء والإرهاب وتهريب المخدرات». وتعدّ هذه القضايا أساسية بالنسبة إلى دول عربية عدّة، مع وجود أكثر من 5.5 ملايين لاجئ سوري في دول الجوار، في وقت يشكّل تهريب المخدرات، أحد أكبر مصادر قلق دول خليجية وخصوصاً (السعودية)، التي باتت سوقاً رئيسية لحبوب «الكبتاغون».
وتشكّل العقوبات الغربية المفروضة على دمشق ، عائقاً أمام تمويل دولي شامل لإعادة الإعمار، بمعزل عن تسوية سياسية تدعمها الأمم المتحدة.
ويأتي ذلك ، وسط تشكك بقدرة المؤسسات الرسمية السورية على إعادة هذا العدد الهائل من اللاجئين ، وتوفير المستلزمات الضرورية لهم بعد سنوات الصراع . وفيما بدا بمنزلة تفعيل لتعاون (عربي – سوري) في ملف مكافحة تهريب المخدرات، قُتل مهرّب مخدرات بارز مع عائلته ، الشهر الجاري ، جراء غارة على منزله في جنوب سورية، نسب تنفيذها إلى “الأردن” ، الذي تحوّل إلى طريق عبور لتجارة الكبتاغون.