التجدد- مكتب إسطنبول
– ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي في كل من “سوريا ولبنان وتركيا” ، بأنباء عن اعتقال السلطات التركية للفنان السوري المعروف “علي الديك”، وذلك إثر إحيائه حفلة زفاف في ولاية (هاتاي) التركية، وسخريته من الرئيس التركي رجب (أردوغان)، بقوله للحضور “نحن هنا… أين أردوغان؟“، فيما غنّى بالمقابل للرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، مما أجج مشاعر الاستياء ، والنقمة ضدّه من قبل بعض الأتراك.
وطلبت السلطات التركية من أهل العريس ، تسليم تسجيلات الحفلة، بعد أن نفوا عن (الديك) تعرّضه لأردوغان (الرئيس)، مُشيرين إلى أنّه كان يقصد “والد العريس”، واسمه أردوغان، (أيضاً).
وحضر الحفل ، عدد من أعضاء البرلمان التركي عن حزب “الشعب الجمهوري”، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، فيما وصفت بعض الصحف الموالية للحكومة التركية ، الواقعة بـ”الفضيحة”، وذكرت أن الفنان علي الديك “أشاد باستمرارٍ خلال الحفل ببشار الأسد والمسلحين المناهضين لتركيا”.
وبالرغم من أنّ بعض الأخبار ، ذكرت أنّ (الديك)، غادر تركيا، فإن العديد من الصفحات التركيّة ذكرت، عبر “تويتر”، أنّ الأجهزة الأمنية التركية ، اعتقلت المطرب السوري، وفتحت تحقيقاً معه بتهمة إساءته إلى مقام الرئاسة التركية. وحاول أحد أصدقاء علي الديك ، نفي توقيفه في إسطنبول، فذكر أنّه اتّصل به وأنّه بخير، كما أفاد أنّه أرسل إليه مقطع فيديو من الحفلة، وهو يغني فيه لـ(لأسد ونصر الله). وأوضح علي الديك، في مقابلة معه عبر “يوتيوب”، أنّه كان يقصد والد العريس أردوغان، منتقداً الصحافة التي حرّفت ما حصل.
يُذكر، أنّ تُهمة إهانة الرئيس ، تلاحق الآلاف من الأتراك، إذ يمكن أن يُحكم على أي شخص ينتقد أردوغان ، أو حكومته بالسجن لمدة تصل إلى (أربع سنوات) بموجب المادة 299 من القانون الجنائي التركي ، أو عامين بموجب المادة 301 من نفس القانون، التي تعاقب على إهانة الرئيس.

الديك يوضح
ليتم لاحقا ، تداول خبر على صفحات محلية في مواقع التواصل الاجتماعي ، حول الإفراج عن (الديك)، فيما أعلن الفنان السوري عبر صفحته على الفايسبوك – قبل يومين – انه سيشرح ملابسات كل ماحصل معه في تركيا ، خلال لقاء تلفزيوني له على احدى القنوات السورية المحلية ، داعيا جمهوره الى متابعة هذا الحوار .

وكانت نقلت صحيفة (غازيت دوفار) التركية، في السادي من الحالي، أن تحقيقًا فُتح بحق علي الديك، للفظه عبارة “أين أردوغان” خلال حفل زفاف أحياه في مدينة “سامنداغ”- ولاية هاتاي، جنوبي البلاد.
وقالت الصحيفة، إن مزاعم اعتبرت عبارة علي الديك “نحن هنا، أين أردوغان”، هي إشارة إلى الرئيس التركي.ولم تذكر الصحيفة تفاصيل تتعلق بإيقاف علي الديك ، أو حجزه في تركيا، سوى أن المطرب السوري غادر مدينة (أنطاكيا) التركية في 6 من آب الحالي بسبب التحقيق، بعد أن كان من المقرر عودته في 4 من الشهر نفسه.
وأوضحت الصحيفة أن عبارة “أين أردوغان” ، التي اعتُبرت إساءة للرئيس التركي، كانت نداء لوالد العريس (أردوغان راي)، وهو رجل أعمال تركي منحدر من مدينة سامنداغ، تربطه قرابة بعيدة بـ(علي الديك)، الذي أتى إلى المدينة لإحياء حفل زفاف “نجل” رجل الأعمال.
ونفى رجل الأعمال، بحسب الصحيفة، أن يكون علي الديك ، أساء لأردوغان، مشيرًا إلى أنه غنّى أغاني عربية فقط، واستخدم عبارة “أين أردوغان” في إشارة إليه (والد العريس).وتحدث (راي) عن فتح تحقيق بشأن الزفاف، وتسليم مقاطع مصوّرة منه إلى النيابة العامة، مشيرًا إلى أن نتيجة التحقيق أظهرت عدم ترديد شعارات متعلقة بالرئيس التركي. ولم يذكر راي أي تفاصيل حول إيقاف علي الديك.
وكانت صحيفة “يني شفق” التركية، قالت في تقرير صادر في 5 من آب الحالي، إن المطرب السوري علي الديك ، أحيا حفلًا في مدينة سامنداغ ، وهتف بشعارات تشيد برئيس النظام السوري، بشار الأسد، من خلال المقاطع التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي للحفل. وأضافت أن شعارات مناهضة للرئيس أردوغان ، رُددت خلال الحفل، بحسب المعلومات الواردة في الصحف المحلية، وحضر الحفل نائبان عن حزب “الشعب الجمهوري”، هما “محمد غوزال منصور، وعصمت توكديمير”.
وشارك رئيس بلدية سامنداغ، والنائب في البرلمان التركي عن حزب “الشعب الجمهوري”، رفيق آريلماز، صورة تجمعه مع علي الديك عبر حسابه الرسمي في “تويتر” في 4 من آب الحالي.
Sanatıyla ve Suriye halkına karşı gerçekleşen emperyal saldırılara karşı dimdik duruşuyla tanıdığımız Suriye’li sanatçı sevgili Ali Dik’le bir araya geldik güzel,hoş bir sohbet gerçekleştirdik. Kendilerine bir kez daha ilçemize hoş geldiniz diyorum. pic.twitter.com/ugcYV8J3L6
— Refik ERYILMAZ (@RefikEryilmaz01) August 4, 2021
ورحب آريلماز بعلي الديك في تغريدة قال فيها، “التقينا بالعزيز الفنان السوري علي الديك الذي عرفناه بفنه ووقوفه ضد الهجمات الإمبريالية على الشعب السوري، ودارت بيننا محادثة لطيفة وممتعة”.
والفنان علي الديك ، معروف بدعمه وتأييده للحكومة السورية ، وللرئيس بشار الأسد، وأثار دخوله إلى تركيا ، استياء لاجئين سوريين معارضين للدولة السورية .كماتزامن دخوله إلى تركيا في حين تشهد البلاد تصاعدًا في الخطاب العنصري ضد اللاجئين السوريين من قبل أكبر الأحزاب التركية المعارضة حزب “الشعب الجمهوري”، وناشطين أتراك على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان زعيم حزب “الشعب الجمهوري” التركي المعارض، كمال كليشدار (أوغلو)، قال في تموز الماضي، إنه سيعمل على ترحيل جميع اللاجئين السوريين من تركيا في مدة زمنية أقصاها (سنتان) حال وصل حزبه إلى الحكم.
الإعلام التركي: وصمة عار
وسائل إعلام تركية، أغليها محسوبة على النظام الحاكم في البلاد ، انتقدت حفل الزفاف الذي أحياه الفنان علي الديك. وتحت عنوان: “حفلة وصمة عار في صمنداغ”، قالت صحيفة “تركيا غازيتسي”، إن “علي الديك، رجل الإرهابي معراج أورال، أقام حفلاً موسيقياً في هاتاي، بينما كانت تركيا تكافح حرائق الغابات في العديد من النقاط”.
وأضافت: “ردد المطرب المناهض لتركيا شعارات مؤيدة لبشار الأسد جزار سوريا”، بحضور نائبين عن حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، متسائلة: “كيف دخل المغني علي الديك، الذي أهان تركيا بشدة مراراً، إلى البلاد؟”، وفق تعبيرها.
من جهتها، قالت صحيفة “يني شفق” التركية، إن الحفل “الفاضح” الذي أحياه الديك في تركيا، تضمن شعارات مناهضة للبلاد وللرئيس التركي رجب أردوغان، بينما كانت تركيا تكافح لإخماد الحرائق.
يذكر هنا أن الرئيس التركي أردوغان ، حقق رقما قياسيا في عدد القضايا ، التي رفعها محاموه بحق أتراك ، تمّ اتهامهم بالنيل من مكانة الرئيس، فقد تم فتح ما مجموعه 45 ألف تحقيق مع أفراد في مزاعم إهانة الرئيس، منهم 9773 يحاكمون في عام 2020، وفقًا لإحصاءات نشرتها وزارة العدل التركية.
وبحسب الإحصاءات القضائية لعام 2020، حوكم 9773 شخصا، بينهم 152 أجنبيا، بموجب هذه المواد. وكان من بينهم 290 قاصرًا، بينهم 84 تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 و 206 تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 عامًا. وفي هذه الإجراءات تمت تبرئة 1519 شخصًا وحُكم على 3655 بالسجن. وفي قضايا أخرى علقت الأحكام ، أو أسقطت التهم الموجهة إليهم.