كلنا نحب غناء عبد الحليم حافظ ، ولكن ما سأكتبه هنا، كلام في السياسة لا يغير من محبتنا لغناء حليم، ولكنه ربما يساعدنا في فهم حالنا العربية .
بالتزامن مع انقعاد القمة العربية الاخيرة ، عنونت صحيفة “الاهرام العربي” ، احدى صفحاتها الرئيسية ، بعنوان :” عبد الحليم صوت العرب” ، للايحاء بان العرب صوت واحد في القمة ، ولاحياء وحدة العرب ، ولو عبر مطرب محبوب ، فهل لم يبق من صوت حي للوحدة العربية ، الا عبد الحليم حافظ؟!!.
ربما للأمر وجه آخر ،لان عبد الحليم غنى – اضافة للحب والغرام – لجميع الزعماء والملوك العرب ، وقبل ان يشتهر بانه مطرب عبد الناصر ، غنى لـ”محمد نجيب ” ، أغنية بعنوان (موكب المجد)، يمجد فيها الرئيس نجيب ، كما غنى لـ”جيفارا” ، ولشدة صداقته بملك المغرب ،الحسن الثاني ، احتفظ الملك بمقاسات حليم عند خياط ايطالي ، وكلما خاط لنفسه بدلة ، خاط مثلها لحليم ، فهل كان حليم صديق الرؤوساء والملوك العرب الى درجة جعلت الاهرام ، تحتفل به كـ(صوت للعرب) بالتزامن مع قمة الرؤوساء والملوك ؟!
هل من خراب للعرب ، الا يجدوا مايعبر عن قمتهم ، الا تجربة مطرب عاطفي ؟ وهل من دمار للكيان العرب ، أفظع من الا يجد الرؤوساء والملوك العرب ، مايمثلهم ، ويكون صوتهم ، الا مطرب مدحهم ، او مدح أمثالهم بين ماغناه من غرام وشوق ، ولوعة، صادقة او كاذبة؟
كان يجب على (الاهرام العربي) ، ان كانت تريد اعتماد عبد الحليم ، كتعبير عن قمة الرؤوساء والملوك العرب ، ان تعنون صفحتها بـ (عبد الحليم حافظ لاحبائه الرؤوساء والملوك : مغرور حبيبي كتير عايز اكلمه )، خاصة وان حليم بعد ان يقول لحبيبه (القادة العرب)المغرور ، انه يريد أن يكلمه ويفهمه ، كان جواب الحبيب (القادة) أنه (مارضيش … مارضيش) … لم يرض أن يسمع أو أن يفهم.
وبالفعل هذا هو حال قادة العرب اليوم ، لايريدون ان يسمعوا ، أو أن يفهموا. ان الزمان لم يعد يحتمل استمرار الطغيان والعمالة ، وخدمة الاجنبي للبقاء على الكراسي ، انه الخراب وهو لا يرضى أن يسمع ، أو يفهم؟!