aren

«تكتك»: صحيفة الحراك العراقي … التي بدأت في ساحة التحرير وتنتهي فيها
الخميس - 21 - نوفمبر - 2019

1572886211347475200

غلاف الصحيفة

التجدد +(رويترز)

«إذا قتلتمونا كلنا من ستحكمون؟» يقول عنوان أحدث عدد من صحيفة (توك توك) ، التي يصدرها يطبعها ويوزعها نشطاء مناهضون للحكومة العراقية على آلاف المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد.

وتعرض الصفحة الأولى، صوراً لمتظاهرين يلوحون بالأعلام في تحد لحملة تشنها السلطات بعد أسابيع من الاضطرابات الدامية ،التي أخرجت البلاد من حالة هدوء نسبي دامت عامين بعد هزيمة تنظيم «داعش». وتحمل الصحيفة اسم مركبة بثلاث عجلات،أصبحت رمزاً للاحتجاجات العراقية لاستخدامها بنقل الجرحى من المتظاهرين إلى المستشفى الميداني، وبدأ صدورها منذ أقل من شهر.

وبدأت (توك توك) ، كمحاولة للتغلب على التعتيم الإعلامي ، الذي فرضته السلطات التي قطعت خدمة الإنترنت لأسابيع وبلورة مطالب الاحتجاجات التي اجتاحت بغداد وجنوب العراق.

ويقف وراء المشروع نشطاء لهم خبرة في مجال النشر الإلكتروني ، وهم يكتبون المقالات ويحررون الصحيفة ويطبعونها في ورش طباعة محلية ويوزعون نحو (ألفي نسخة) على خيام المتظاهرين عدة مرات في الأسبوع. ويقول رئيس تحريرها “أحمد الشيخ ماجد” ، وهو جالس في مقهى ببغداد يراجع المقالات على جهاز كمبيوتر محمول إن الصحيفة تعد أحد السبل القليلة التي تمكن المتظاهرين في الشارع من الحصول على تقارير حقيقية يعتد بها عن الاضطرابات الجارية في البلاد.

وجاءت تسمية الصحيفة ، تيمنا بسواق عربة «التوك توك» ، الشباب الذين كان لهم الدور الأبرز في إسعاف المصابين، ونقلهم إلى المستشفيات القريبة، إلى جانب قيامهم بنقل المؤن ، ومياه الشرب والأدوية والمستلزمات الضرورية إلى المتظاهرين في “ساحة التحرير”.

الصحيفة بحسب القائمين عليها ، تتضمن أيضاً أخبار الاحتجاجات الأخرى في بقية المحافظات، كذلك فيها مجموعة من أعمدة الرأي ، لمشاهير الكتاب العراقيين ، التي تتمحور حول الاحتجاجات، إلى جانب إعادة نشر البحوث والدراسات حول الموضوع نفسه. تم طباعة 2000 نسخة في العدد الأول، وربما سيكون هذا الرقم هو الثابت في الاعداد الاولى من هذه الجريدة ، التي تمولها جيوب المساهمين فيها من صحفيين ، ومن خلال التبرعات الخاصة، فيما يتم توزيعها (مجانا) في ساحة التحرير.

الجريدة ، تصدر بقطع صغير، وهي من ثماني صفحات، يشرف على تحريرها (6) من الصحافيين المتطوعين، والمحرك لهذه المجموعة ، الصحافي والشاعر “أحمد عبد الحسين” ، حيث تتضمن  (أحياناً) ، ما ينشر من مواد في الصحافة والمواقع المحلية والعربية ، حول مظاهرات العراق. وبشأن المدة المحددة لإصدار الصحيفة، يقول الداعمين لها ، ” الصحيفة بدأت من ساحة التحرير وتنتهي بها” ، بمعنى أنها ستستمر في الصدور ، لحين انتهاء الاعتصامات والاحتجاجات المحقة وتحقيق أهدافها.