\التجدد الاخباري\
“سورية كرمة قد نمت قدما أمام وجه الشمس … وأعطت عنبا لذيذا ، تمجدت بطعمه الآلهة … وخمرا سحريا ، شربت منه الإنسانية ، فسكرت … ولم تصح بعد من نشوتها” \جبران خليل جبران\
هنا، مشهدان يشهدان على “إلياذة سورية” الخالدة، ينقلهما (شهيدان حيان\ الناجيان فقط) من همجية وبربرية المحتل الفرنسي في ذلك اليوم الوطني :
(ابراهيم الشلاح) و (محمد مدور)
\المصدر : استنادا إلى التقرير المحفوظ لدى وزاره الداخلية السورية حول الواقعة -يومذاك-\
كان إبراهيم الياس الشلاح (أبو نبيل) ، جنديًا في الدرك السوري ، وكان في الخدمة عندما صدرت أوامر من ضابط فرنسي الى شرطة حرس مبنى البرلمان أداء التحية للعلم الفرنسي. رفضوا جميعًا ، وقد استخدم هذا ، كذريعة من قبل الفرنسيين لقصف مبنى البرلمان ، ثم غزوه وإشعال النار فيه. تلا ذلك غارة جوية على مدار 24 ساعة على دمشق . نجى “شلاح” من الهجوم الفرنسي ، وعاش فترة كافية للاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال سوريا عام 1996، رحل (ابو نبيل) يوم الاثنين في الـ 24 من أيلول\سبتمبر عام 2002.

تم التقاط هذه الصورة لـ”الشلاح” في 17 نيسان\ أبريل 1996.
هنا،
شهادة “ابراهيم الشلاح “
الراوي “ابراهيم الشلاح” من حامية المجلس النيابي تاريخ اللقاء مع الشهيد الحي (9/6/1945).
في التاسع من حزيران عام 1945, أستدعى المفوض “يوسف سقاباشي” , الضابط في الضابطة العدلية ومساعد نائب الجمهورية بدمشق الشرطي “إبراهيم الشلاح” إلى مقر شرطة دمشق بناءا على أمر من مديرية الشرطة العامة القاضي بالتحقيق مع الشرطي السيد “إبراهيم الشلاح” ، وأعد المفوض “يوسف سقاباشي” التقرير التالي :
«في الساعة التاسعة من صباح يوم السبت الموافق في التاسع من شهر حزيران 1945 , نحن مفوض المركز “يوسف سقاباشي” , الضابط في الضابطة العدلية ومساعد نائب الجمهورية بدمشق نثبت ما يلي : بناءا على أمر مديرية الشرطة العامة ، القاضي بالتحقيق مع الشرطي السيد “إبراهيم الشلاح” رقم 287 الذي أصيب بجروح مختلفة ضمن البرلمان أثناء الحوادث الأخيرة ، وعليه فقد ذهبت إلى مستشفى الإيطالي وقد شاهدته ممدداً على فراشه ، وهو مصاب بجروح في رأسه وأنفه ويده وساقه وعليه فقد بوشر بالتحقيق معه على الوجه التالي:
هويته : أسمي “إبراهيم إلياس الشلاح” من سكان محلة باب توما رقمي 287 شرطي في مجلس النواب , عمري 35 سنه متأهل ولي أولاد متعلم سوري.
إفادته : حدثنا عن كيفية مصرع المفوض “سعيد القهوجي” ورفاقه وأسباب الحادث الذي أصبت فيه.
فأجاب : في مساء يوم الثلاثاء الواقع في التاسع والعشرين من شهر أيار 1945, بينما كنت في البرلمان مع بقية المراتب وعلى رأسنا المفوض “سعيد القهوجي” ، وكان أجتماع لمجلس النواب يعقد بالبرلمان في الساعة الخامسة ، وإذ بالسلطة الإفرنسية من الأركان الحربية ترسل إنذاراً إلى الحامية الموجودة في البرلمان من الدرك والشرطة بوجوب أخذ التحية الرسمية للعلم الفرنسي حين إنزاله من على بناء الأركان الحربية . وإلا , فالسلطة المذكورة مضطرة لإطلاق النار . وبالحال , أنفضت جلسة مجلس النواب لأنه لم يكتمل النصاب القانوني .
وفي الساعة التاسعة عشرة , أنزل العلم الفرنسي ولم تأخذ الشرطة أو الدرك التحية الرسمية للعلم الفرنسي . وبعد برهة عشر دقائق , بوشر بإطلاق الرصاص والقنابل وغيرها من الأسلحة المتفجرة على البرلمان من جميع أطرافه، وأخذنا بالرد عليهم بالمثل حتى نفدت الذخيرة، فدخلنا إلى قاعة البرلمان الداخلية ، ودام إطلاق الرصاص والمتفجرات حتى الساعة العشرين والنصف تقريباً بشكل متواصل.
وفي هذه الأثناء , طلب مني السيد “شفيق المملوك” , قائد الدرك , الصعود إلى الطابق العلوي لإسعاف الجرحى . فأخذت معي ثلاثة من الدرك وبينهم السيد “ياسين البقاعي” وزحفنا كي لا نصاب بشظايا القنابل وأنزلنا الجرحى . وأثناء نزولنا , أصيب السيد “ياسين البقاعي” بطلقة رصاص في رأسه وتوفي في الحال ، وأخذنا بإسعاف الجرحى في الصالون بوسائل بدائية . ومن بين الجرحى , زميلي السيد “محمد مدور” ، الذي أصيب بشظايا قنبلة ، وأستمر إطلاق النار حتى تهدمت واجهة بناء المجلس النيابي . فسألت عن المفوض السيد “سعيد القهوجي” , فقالوا إنه خرج إلى الحديقة , فتبعته ووجدته مع اثنين من الشرطة وهما السيدان “مشهور المهايني ومحمود الجبيلي”.
وإذ بالدبابات والمصفحات ، تهجم من الباب الخلفي الحديدي وبرفقتها مشاة من السنغال ، وهم يطلقون النار . وكنا أربعة : “مشهور المهايني ومحمود الجبيلي وسعيد القهوجي وأنا” ، وأتجهت الدبابات إلى باب المجلس الداخلي وأخذوا يطلقون النار عليه حتى تهدم . وعندما خرج رجال الدرك والشرطة الموجودون في المجلس , فإذا بالجنود الفرنسيين يطلقون عليهم الرصاص من الرشاشات ، وما زلنا نسمع أصوات الأستغاثة والأنين . وإذ بخمسة من رجال الدرك يدخلون إلى القبو حيث نحن موجودون من النافذة الخلفية ، وقد شوهدوا من قبل الجنود الفرنسيين , فاتجهت أنظارهم إلينا وأخذوا يطلقون نيران أسلحتهم وكانت ذخيرتنا قد نفدت .
وطلب منا قائد الحامية الفرنسية الخروج , فخرجنا رافعين أيدينا إلى الأعلى . فتقدموا منا وأخذوا ينحروننا ويفتشوننا وكانوا يأخذون الأشياء الثمينة كالساعات والخواتم والنقود وغيرها . حاول أحد الجنود أن يخرج خاتماً من إصبع أحد الدركيين , فلم يستطع إخراجه فما كان منه إلا أن ضربه بساطور على مفصل إصبعه , فقطعه وأخرج الخاتم وصاح الدركي من الألم وللحال ضربوه بالرصاص من الرشاشات . أما نحن , فكنا ننتظر مصيرنا حتى فرغوا من تفتيشهم ، وصفونا نحن الثمانية : أربعة من الشرطة وأربعة من الدرك ، صفاً واحداً وأخذوا يطلقون الرصاص من بنادقهم وسقطنا جميعاً على الأرض . وكانوا يضربون كل فرد يتحرك إذا وجدوه لا يزال حيا ً.
وكان نصيبي من هذه الرصاصات ، رصاصة دخلت في ثديي الأيسر ، وخرجت من ثديي الأيمن وأخرى في خاصرتي والثالثة في يدي حطمت عظم مشط الكف. وحين حركت رأسي , ضربني أحد الجنود السنغال على رأسي ، محاولاً قطعه , فأصابني في أنفي وأخذ الدم يسيل على وجهي. وحين حركت يدي من دون شعور , داس أحدهم عليها بحذائه العسكري , فلم أعد أتحرك أبداً وضربني ضربة أخيرة من بسطاره على رأسي لكي يتأكد من موتي وبقيت محافظاً على وعيي الكامل على الرغم من كل هذه الإصابات، التي أصبت بها وذلك حفاظاً على حياتي .
وتوجهوا إلى المفوض السيد “سعيد القهوجي” , فقطعوا يده ورجله وفقؤوا عينه , فتوفي في الحال . كما قام الجنود بربط أحدهم في شباك البرلمان ، وأخذوا يضربونه بالحراب في كل أنحاء جسمه ، حتى فارق الحياة . ثم دخلوا إلى مبنى المجلس , فوجدوا السيد “عبد اللـه برهان إبن حسين باش إمام” , فأخرجوه وسألوه عن بقية الأفراد ، فقال لهم : قتلتوهم ~ اللـه يقتلكم . فصاح الجنود : تحيا فرنسا , فقال لهن : فلتسقط فرنسا . فما كان من أحد الجنود ، إلا أن قطع رأسه بضربة ساطور , فتدحرج رأسه على الأرض ، ونفر الدم على باب المجلس ولا يزال أثره موجودا ، وخطا خطوة ونصف الخطوة من دون رأسه ثم سقط على الأرض ، وكان بدني يقشعر من هول هذه المناظر الوحشية.
ثم تركونا ، وذهبوا إلى جهة البرلمان اليسرى , فلويت رأسي إلى الجهة اليسرى، وشاهد حركتي هذه ، أحد الجنود , فأطلق رصاصة على رأسي ، ولكن اللـه لم يرد إصابتي , فلم تنطلق الرصاصة , فتركني وذهب.
وفي نحو الساعة الرابعة والنصف صباحاً , جاء بعض الجنود ومعهم سيارة كبيرة ، وأخذوا ينقلون جثث القتلى من الدرك والشرطة , فشعرت أنني بينهم ، وجثث القتلى فوقي وتحتي ، وسارت بنا السيارة إلى حيث لا أدري ، وتوقفت السيارة ، وأخذوا يلقون الجثث في حفرة كبيرة. وحينما وصل دوري , بدرت مني حركة ، فصاح الجندي هذا حي ، وألقاني على الأرض ، وجاء آخر ومد يده إلى عنقي وحسبته يريد خنقي، فصرخت , فقال : هذا حي حقاً خذوه إلى المستشفى وقال آخر ما فائدة نقله إلى المستشفى؟ وطلب أن يصب عدة رصاصات في رأسي حتى يريحني , ولكن اللـه سلمني ، وذهب صوت الجندي ، هباءا ، ونقلت إلى السيارة ، ثم إلى المستشفى العسكري الفرنسي، حيث وجدت نفسي بين يدي الأطباء الدكتور “صباغ” والدكتور “شارل” والدكتور “بيرقدار”، وبعدها غبت عن الوعي.
وفي اليوم التالي , شاهدت الدركي “عبد النبي برنية”، مضروب برأسه بضربة ساطور ، وفارق الحياة بعد مدة وجيزة . ثم جاءت سيارة الجيش البريطاني ، ونقلوني إلى المستشفى الإيطالي . وهكذا , أستطعت أن أروي قصة البرلمان لأنني الوحيد ، الذي بقي حياً من هذه المجزرة الرهيبة ، والعمل الإجرامي من قوم يدعون المدنية ، وينادون بشعار الحرية.
وهنا،
شهادة “محمد مدور”
الراوي “محمد مدوّر” من حامية المجلس النيابي تاريخ اللقاء مع الشهيد الحي (1/6/1985).
في الساعة السابعة ، موعد تنزيل العلم الفرنسي، خرجت فئة من جنود فرنسا ، وأنزلت العلم الفرنسي . ولم تمض سوى خمس دقائق، وكأنها سبع سنوات (لأن حامية المجلس من الدرك السوري لم تأخذ التحية للعلم الفرنسي) ، حتى انطلق الرصاص الغادر على بناء المجلس من جميع الجهات، ومن حول البرلمان. وجنود فرنسا وراء سواتر ترابية، وإلى جانبهم المدافع الرشاشة والقنابل اليدوية، فأخذوا يطلقون النار علينا، ونحن نطلق النار عليهم دفاعاً عن النفس.
في الحال استشهد من رفاقي الدركي أحمد ويحيى وياسين –يرحمهم الله تعالى- برصاص جنود فرنسا. فدخلت غرفة علوية تطل على الطريق العام. وانطلقت مدافع الهاون من الرصيف على بناء المجلس والغرفة التي أنا فيها. فنزلت عليّ الشظايا والحديد والأنقاض. فسالت الدماء من رأسي ويدي وفخذي.
ومن شدة الانفجار ، انفتح باب السلك الدبلوماسي في المجلس ، فزحفت نحو الباب ، ثم ألقيت بنفسي من سدة الدبلوماسيين إلى بهو المجلس ، فكسرت ساقي، وزحفت ورجلي مكسورة ، وأمدني الله تعالى بقوة من عنده . والروح حلوة كما يقال ، فشاهدت في القاعة المشرفة على حديقة البرلمان كلاً من رفاقي الشرطيين “إبراهيم الشلاح ومشهور المهايني”. كما شاهدت المفوض سعيد القهوجي. ووكيل الضابط محمود الجبيلي وإحسان بهاء الدين، وشهير الشرباتي، والضابط شفيق المملوك، وطيب شربك وشحادة الأمير وعبد برهان..
فقلت لهم: أسعفوني يكاد يصفى دمي، فاقتربوا مني، وأخذوا يمسحون دمي بمناديلهم. وكأنهم يقولون لي، الحي منا يحمل رفيقه. وبعد تضميد جراحي ، طلب مني المفوض سعيد القهوجي ، أن أسعف في أحد الدور المجاورة ، فرفضت وفضلت البقاء في البرلمان ، والموت فيه.
وفي هذه الأثناء ، طوق البرلمان وكثر الضرب عليه. وكان رجال الدرك يقاومون من الداخل ، فاستشهد كثير من زملائنا. وما إن نفدت ذخيرتنا حتى أصبح رجال الدرك ، يصيحون: الله الأكبر.. الله أكبر… كذلك المصابون ينادون : الله أكبر الله أكبر. والفرنسيون يظنون أن المجلس منعقد ، فيزداد الضرب أكثر وأكثر.. إلى أن قاربت الساعة الثانية عشرة في منتصف الليل ، ولم يفتر الضرب، رصاص مدافع هاون رشاشات..
كنت أستغيث والدنيا ظلام دامٍ، وسمعت ضرب سواطير على الدرج الخارجي للبرلمان ، وجنود السنغال يقولون: ألي ألي.. أي اخرجوا اخرجوا.. فزحفت إلى القاعة التي تطل على حديقة المجلس. فشاهدت كثيراً من الدماء، والدنيا ظلام. فشاهدت جثتين على الأرض فسألتهم: أنتم طيبون. أي: أحياء. فقالوا: نعم، نحن من رجال الدرك. فقلت لهم: اخرجوا إلى خارج المجلس.
دخل المجلس الفرنسيون والسنغال ومعهم الفوانيس، فانكشف عن المكان وحشة الظلمة. فاستسلمنا مكرهين. فما كان من الجنود السنغال إلا أن شلّحونا مانملك من نقود أو ساعات أو خواتم. ولم يستطع السنغالي إخراج خاتم أحد الدركيين، فأخرجه بساطوره وكانت السواطير من سلاح السنغال. فضربه على يده بساطوره ، فبترها. وعندما صاح الدركي من الألم ، أطلق عليه النار ، فأرداه قتيلاً.
هنا خرج العريف (عبد الله باش إمام)، من داخل البرلمان ، مستسلماً ، فصاح به الفرنسيون من أنت؟ وماذا تفعل هنا؟ فقال لهم: أنا هنا رئيس مخفر الدرك. فقالوا: أين الدرك؟ فقال: هنا وهناك. فطلبوا منه تحية فرنسا وتحية ديغول. فرفض. فما كان منهم إلا أن أحاطوا به. وضربوه بالسواطير على رأسه ، فمشى جسماً بلا رأس. والناس يقولون: مشى خمس عشرة خطوة بلا رأس. ثم طلب من دركي ، أن ينزل العلم السوري من سارية المجلس. ولما ذهب الدركي لإنزاله ، أطلقوا عليه النار، فسقط من السارية إلى الأرض. والجنود الفرنسيون ، يمتّعون نظرهم به.

افتتاح البرلمان السوري، بتاريخ 17 آب\اغسطس 1943- بعد الإعلان الفرنسي عن استقلال سوريا ولبنان في تموز\يوليو 1941 – توجه السوريون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أول حكومة مستقلة في بلادهم . حصلت قائمة الكتلة الوطنية على أغلبية واضحة ، وفي الجلسة البرلمانية الأولى (في هذه الصورة) ، تم انتخاب الزعيم (شكري القوتلي) ، رئيساً للجمهورية.
ثم دخلت مجموعة من الضباط، ودخل الجنود الفرنسيون وبيدهم الأضواء (الأبيال) ، وأخذوا يبحثون عن حامية المجلس، فعثروا على تسعة رجال من حامية المجلس في القبو. ومن بينهم المفوض سعيد القهوجي. وضربوا دركياً بالساطور ، فقطعوا رجله، وهو حي. وبعد العذاب والتشفي قتلوا الرجال التسعة (ومثلوا بهم).
في الصباح ، جاءت شاحنة فوضعنا بها. ومن حسن حظي أني كنت في الأعلى. ولو كنت في الأسفل لمت من ضغط الشهداء فوقي. ووصلت بنا السيارة إلى ضاحية المزة حيث كانت حفرة كبيرة بانتظارنا. وكانوا يلقون الشهيد في الحفرة والضابط يعد: واحد اثنين ثلاثة..
جاء دوري ، فسحبت من ياقة قميصي، وجررت نحو الحفرة. ولما اقتربت من الضابط الفرنسي ، شهقت شهقة ، فارتعب الضابط الفرنسي ، وسقط أرضاً من الخوف.
ميتٌ يشهق!! وفي الحقيقة كنت احتضر، وأسرع إلي الجنود الفرنسيون يريدون الإجهاز علي ببنادقهم. فقال لهم الضابط: لا..لاتزال به روح، يجب أن يعيش.ووضعت إلى جانب الحفرة. وعد الضابط ثلاثة وعشرين شهيداً. ثم وضع الضابط إصبعه في منخري فغبت عن الوعي. وصحوت في المستشفى. وبعد ستة أيام تحدثت مع أمي وزغردت أمي. وقد بلغ أهلي خبر موت الحامية، واستشهاد جميع أفرادها، وأنا من بينهم، فأقيم العزاء في الدار. وبكت أمي، واستمر العزاء ثلاثة أيام، وعندما بلغهم أني حي مشى أكثر من أربعين رجلاً من رجال الحي إلى المستشفى لزيارتي. ثم تزوجت ورزقني الله ستة عشر ولداً. سألني عالم تقي عن لحظة الاحتضار. في أي شيء كنت أفكر؟ فقلت له: كنت أفكر في أمي، وفي داري في باب سريجة، وكيف تركتها دون أن أسكنها.
كذلك كان الاستعمار الفرنسي. افقار لسورية، وقتل الأبرياء من رجالها.

الجنرال الفرنسي “أوليفا روجيه” الذي أمر بقصف البرلمان السوري
وتضمّ قائمة المجد لشهداء 29 أيار :
- وكيل الضابط محمد طيب شربك.
- العريف برهان باش إمام.
- العريف طارق أحمد مدحت.
- الدركي شحادة إلياس الأمير.
- الدركي خليل جاد الله.
- الدركي إبراهيم فضة.
- الدركي محمد حسن هيكل.
- الدركي يحيى محمد اليافي.
- الدركي زهير منير خزنة كاتبي.
- الدركي ممدوح تيسير الطرابيشي.
- الدركي محمد أحمد أومري.
- الدركي محمد خليل البيطار.
- الدركي سعد الدين الصفدي.
- الدركي ياسين نسيب البقاعي.
- الدركي زين محمد ضبعان.
- الدركي عيد فلاح شحادة.
- الدركي إبراهيم عبد السلام.
- الدركي أحمد محمد القصار.
- الدركي جورج أحمر.
- الدركي محمد عادل المدني.
- الدركي واصف إبراهيم هيتو.
- الدركي عبد النبي برنية.
- الدركي سليمان أبو سعد.
- الدركي أحمد مصطفى سعيد.
- المفوض في الشرطة سعيد القهوجي.
- الشرطي مشهور المهايني.
- الشرطي محمود الجبيلي.