دلت الحفاوة السعودية بقمة (الملك سلمان والسلطان هيثم) ، على أهمية ماينتظر منها ، وما الاتفاق على انشاء “مجلس تنسيقي” بين البلدين ، الا ترجيح لتعاون استراتيجي يتعلق بالمنطقة ، لان التعاون الاستثماري والاقتصادي بينهما ، قائم ، ويمكن تطويره وفق الاطر المتبعة ، أما مايحتاج فعلا الى تنسيق ، فهو قضايا المنطقة ، وأهمها القضية السورية – كما نرى-
وفي شرحه لأهمية هذه القمة ، تحدث وزر الخارجية السعودية ، فيصل (بن فرحان) عن ارادة سياسة ، ورؤية مشتركة تجاه أهمية تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة ، بمايخدم الاهداف التنموية لدولها وشعوبها ، والامر واضح (تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة) ، تحقيقا لاتاحة الفرصة من اجل النهوض التنموي لدول المنطقة وشعوبها، وليس فقد للدولتين (عمان – السعودية).
واذا اعتبرنا ، ان (سورية ) أساس الاستقرار في المنطقة ، واذا تذكرنا الدور العماني ، الذي لم ينقطع في تعاونه مع سورية ، يمكننا عندها ان نرى ايجابيات هذه القمة على الحالة السورية . سواء في لعب سلطنة “عمان” ، دور الوسيط المسهل لاستعادة العلاقات السعودية – السورية ، أو في دفع الممكلة للعب دور ايجابي في عودة سورية الى جامعة الدول العربية، وكل هذا ، يساهم طبعا في أمن واستقرار المنطقة ، وتعزيز التعاون العربي.
تجيء قمة الـ(نيوم) ، بعد قرار مجلس الامن بتسهيل وصول المساعدات الى جميع انحاء سورية عبر الخطوط ، وعبر الحدود ، الامر الذي وصفه الرئيس الامريكي جو (بايدن) بالحيوي للحوار الامريكي الروسي حول قضايا المنطقة ، وكذلك (سورية).
واذا كان قرار مجلس الامن الدولي ، استبدل انعاش البنية التحتية والانتاجية بـ(اعادة الاعمار)، واذا كان الحوار الروسي الامريكي ، انطلق بايجابية في جنيف حول سورية ، واذا كان كل يفتح طريق الحلول في سورية.
فان لدى السلطان “هيثم”، الكثير ليقنع الملك “سلمان” بضرورة الاسهام السعودي بانعاش مرافق أساسية في سورية ، وهي التي اسماها البيان : (تحقيق الاهداف التنموية لدول وشعوب المنطقة) ، ومنها ، واولها سورية. فهل تصح هذه القراءة ، وهل فتح الطريق أمام الدول العربية ، وعلى رأسها السعودية للعودة من اجل التعاون مع سورية ، وتحقيق أمن واستقرار المنطقة العربية ؟
وهل ينجح السلطان “هيثم بن طارق” بتفعيل التعاون العربي ، انطلاقا من قمة “نيوم” ؟!