aren

زيارة الاسد لموسكو : آفاق وتطلعات \\ بقلم : د. فؤاد شربجي
الخميس - 16 - مارس - 2023

يزور الرئيس الاسد ، موسكو ، بعد اتفاق سعودي ايراني ، وعقب زلزال مدمر ، وبموازة حركة نشطة من العرب باتجاه دمشق ، وفي ظرف توق أردوغاني للتقارب مع حكومة دمشق .

وفي الخلفية ، حصار اقتصادي غربي خانق على الحياة السورية ، معطوفا ومكملا لحكومة اسرائيلية فاشية مجرمة ، لا تصعد الاجرام الصهيوني تجاه العرب بدءا من سورية ، بل تشعل مراجل تفجير المنطقة ، بما يهدد أمن العرب القومي ، واستقرارهم الجيوسياسي.

لذلك ، فهي زيارة مهمة ومفصلية ، تتعلق بالحالة السورية القائمة عسكريا وسياسيا واقتصاديا و(خاصة اقتصاديا) ، كما تتعلق بمسارات تطور المنطقة بفعل التطورات السورية القادمة.

من الناحية السياسية ، سيكون مسار التقارب السوري التركي ، أولوية روسية للبحث ، ولابد أن الأسد سيحصل على ضمانة روسية ، وستدعم لاحقا بضمانة ايرانية ، حول التزام اردوغان (برنامج زمني لانسحاب قواته من الاراضي السورية) ، اضافة الى (احترام السيادة السورية الكاملة على الارض والشعب والمؤسسات) ، وهذا يتضمن خضوع جميع السوريين في شمال غرب سورية الى القوانين السورية ، الامر الذي يوجب على تركيا (تسليم الارهابيين ، أو ترحيلهم).

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي بنظيره السوري بشار الأسد في الكرملين في موسكو – 15 آذار / مارس 2023

من الناحية الاقتصادية ، سيتم الاتفاق على تفعيل الاتفاقات والمشاريع الاقتصادية الموقعة بين البلدين ، بماينعكس على الحالة الاقتصادية العامة في سورية ، وعلى الوضع المعاشي خاصة ، كما سيتم طرح سبل توسيع هذا التعاون الاقتصادي ، بمايصب في تحقيق التعافي المبكر ، والتأسيس لاعادة الاعمار ، واستكمال عجلة الانتاج.

ويأمل السوريون ، أن يتطور التعاون الاقتصادي الروسي – السوري الى مستوى تعاونهما السياسي والعسكري .

من الناحية العسكرية ، فان الرئيسان يدركان المخاطر التي تحيق بالمنطقة ، وما يشكله الوجود الامريكي ، والتهور الاسرائيلي من تهديد لاستقرار سورية ، وبلدان الاقليم.

خاصة ، وأنهم يرددون الكثير مما يمكن قراءته على انه مبررات تمهد لعداون ، او عمل يزعزع استقرار المنطقة ، سواء بحجة التخصيب الايراني الى الدرجة 93% ، أو ردا على تطوير الاسلحة الدقيقة ، أو مواجهة لروسيا في جبهات حليفة.

كل ذلك ، سيجعل من تطوير التعاون العسكري الاستخباراتي ، أمرا ضروريا ، وهاما.  

زيارة الاسد الى موسكو ، تشكل عملا ضروريا للمنطقة ، والاقليم ، انطلاقا من أهميتها السياسية والاقتصادية والعسكرية  لسورية ، وروسيا معا.

وخبراء المنطقة (خاصة الروس) ، يعلمون أن سورية ، هي خلاصة ، ومكمن القوة المؤثرة في صياغة المستقبل الجيوسياسي للمنطقة العربية ، وللمنطقة الاوراسية .