
التجدد – ترجمة \ (مكتب بيروت)
بعث الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم (رئيسي)، بعض الرسائل إلى من يبحثون عن أدلة حول كيفية إدارة سياسته الخارجية، “إلى أولئك الذين يأملون في إشارة إلى البراغماتية” قال رئيسي، في حديثه في حفل أداء اليمين في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في الـ 5 من أغسطس، “إن أزمات المنطقة يجب أن تُحل من خلال حوار حقيقي داخل الإقليم، وعلى قاعدة ضمان حقوق الشعوب”، مضيفًا “أمد يد الصداقة والأخوة لجميع دول المنطقة، وخاصة الجيران، وأنا أصافحهم بحرارة”.

وبالنسبة للباحثين عن إشارات ثورية متشددة، أشاد رئيسي بنموذج إيران في “الديمقراطية الدينية”،وألزم بلاده بمقاومة “تطرف القوى المتغطرسة والقمعية”، بما في ذلك في سوريا واليمن وفلسطين، مضيفًا “يريد الناس أن تتحقق الثورة الإسلامية بالمعنى الحقيقي للكلمة، وأن تكون جميع سمات الثورة الإسلامية مرئية في هياكل وعمليات ومعتقدات رجال الدولة”. وذكر مراسلنا أنه تم “الاستماع إلى هذه الكلمات من قِبل مندوبين عن حركتيْ حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين وحزب الله اللبناني، وهي جماعات تدعمها إيران وتمولها لما تسميه أسبابًا مشروعة”.
هذا ، وأثار حضور ممثل الاتحاد الأوروبي في حفل الافتتاح، إدانة من جانب إسرائيل وجماعات حقوق الإنسان ، وغيرها.
إيران ستدعم “أي خطة دبلوماسية” لرفع العقوبات
فيما يتعلق بالمحادثات النووية الإيرانية، أرسل رئيسي إشارة إلى واشنطن والاتحاد الأوروبي ، مفادها : بأن الصفقة ربما تكون ما تزال ممكنة.
وكرر رئيسي ، فتوى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بأن “الأسلحة النووية لا مكان لها في الاستراتيجية الدفاعية للجمهورية الإسلامية”، مضيفًا أنه “يجب رفع العقوبات عن إيران، وسندعم أيّ خطة دبلوماسية تحقق هذا الهدف”.

كررت إدارة بايدن في 5 أغسطس / آب دعوة إيران للعودة إلى المحادثات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة ، التي تم تعليقها في يونيو. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين بأن المحادثات النووية “أولوية ملحة”، وأن “هذه العملية لا يمكن أن تستمر إلى مالا نهاية”، وأضاف “إذا كان الرئيس رئيسي صادقًا في تصميمه على رفع العقوبات، فهذا بالضبط ما هو مطروح على الطاولة في فيينا”.
كما اوردنا هذا هنا، هناك أربعة أسباب تجعل رئيسي يفكر مليًا قبل إنهاء مفاوضات الاتفاق النووي: يحتاج الاقتصاد الإيراني إلى تخفيف العقوبات المالية والنفطية الأمريكية، خاصة بسبب جائحة كوفيد-19 ؛ كانت خطة العمل المشتركة الشاملة شائعة، واتسم فوز رئيسي كرئيس بعدم مبالاة الناخبين وأدنى نسبة مشاركة على الإطلاق في الانتخابات الرئاسية الإيرانية؛ لم يعارض رئيسي خطة العمل الشاملة المشتركة خلال حملته الرئاسية؛ كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في “تقريره النهائي” عن خطة العمل الشاملة المشتركة، أنه يغادر مع “إطار عمل لصفقة محتملة”.
إبرام الصفقة ليس مجرد الحضور في فيينا للجولة السابعة من المحادثات. لا تزال الخلافات قائمة، كما نقول هنا، حول “استعداد إيران للعودة إلى الالتزام، وتخفيف العقوبات الذي عرضته الولايات المتحدة، وتسلسل العودة المتبادلة إلى الصفقة”. ولا مصلحة لإيران في تمديد المحادثات إلى ما هو ابعد من الملف النووي لمعالجة القضايا الإقليمية وبرامج الصواريخ الإيرانية، كما اقترحت إدارة بايدن.
بينت: إسرائيل تعرف “كيف توصل رسالة إلى إيران بطريقتها الخاصة”
في إسرائيل، وضع رئيس الوزراء نفتالي بينت بصماته على إيران، بعد أن ادعى بأن سلفه، بنيامين نتنياهو، كان يتكلم أكثر ممّا يفعل.
الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي اتهموا إيران بالهجوم بطائرة مسيرة على ناقلة نفط منسوبة إلى إسرائيل في خليج عمان في 29 يوليو/ تموز أسفر عن مقتل اثنين – روماني وبريطاني، فيما تنفي إيران الاتهام. لم يستبعد البنتاغون أيّ دور في “الرد الجماعي” على الهجوم الذي وعدت به إدارة بايدن، حسبما أفاد جارد زوبا.
وقال بينت في كلمة أمام مجلس الوزراء، في الأول من آب/ أغسطس “نتوقع أن يوضح المجتمع الدولي للنظام الإيراني أنه ارتكب خطأ فادحًا”، وأضاف “على أية حال، نعرف كيف نرسل رسالة إلى إيران بطريقتنا الخاصة”.
كتبت مزال معلم “احتمالات ان تقوم إسرائيل بالرد عالية. بينت يعرف أن أنظار العالم، وخاصة القادة الإقليميين والولايات المتحدة، تتطلع إليه وإلى سياسته الآن. إنه يدرك أنه يواجه اختبارًا ليس فقط أمام الجمهور الإسرائيلي، ولكن أمام أعداء إسرائيل، وفي مقدمتهم إيران وحماس وحزب الله، اللذين يختبران الآن حدود الحكومة الجديدة التي يرأسها”. يتم أيضًا اختبار بينت على الحدود الشمالية، حيث أدت الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل من لبنان في الأيام الأخيرة إلى غارات جوية انتقامية، كما قلنا هنا.
على الرغم من أن بعض المصادر العسكرية والأمنية الإسرائيلية اتهمت الفصائل الفلسطينية بالهجمات هذا الأسبوع، فقد تولى حزب الله المسؤولية عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل في 6 أغسطس. “تحاول إسرائيل صياغة سياسة متماسكة على جبهتها الشمالية المعقدة لا تتناول فقط حزب الله والميليشيات الأخرى الموالية لإيران التي تعمل انطلاقًا من سوريا، ولكن أيضًا طموحات إيران في مجال الأسلحة النووية، وتمركز إيران في سوريا، والمشروع الذي ترعاه إيران لتحديث ترسانة الصواريخ الدقيقة التي يمتلكها حزب الله؛ مثل هذه الترسانة ستكون بمثابة كسر للتوازن”، كتب بن كاسبيت.
وقال ميكي (آرونسون)، الذي خدم في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والخبير في العلاقات الدولية في معهد القدس للاستراتيجية والأمن “يسمع بينت أيضًا أصواتًا تدعو إلى توجيه ضربات ضد صواريخ حزب الله الدقيقة، نظرًا للهجمات الأخيرة”. وأضاف “عند القيام بذلك، سيتعين على بينيت التفكير في التوقيت والتناسب”، حيث إن أيّ رد عسكري سيكون مجرد حل مؤقت ولن يحل مشكلة حزب الله. إن رد إسرائيل، إذا لم يتم النظر فيه بعناية، يمكن أن يخدم أيضًا العلاقات العامة الإيرانية، وسيظل الدافع لمزيد من العمليات.
“تحاول إسرائيل الحصول على كعكتها وأكلها أيضًا؛ للرد بقوة دون تصعيد الأمور قبل أسابيع فقط من زيارة بينيت لواشنطن، قبل أن تستغل بشكل كامل الحملة الدبلوماسية العالمية التي تشنها ضد إيران، راعية حزب الله وممولته ومشغلته. كتب كاسبيت.
……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
قراءة “بن كاسبيت” على موقع الـ(مونيتور) بين التبني والرفض
ملاحظة (1) : هذه المادة تم نشرها على صفحة الموقع الاستخباراتي الامريكي الشهير الـ”مونيتور” في المكان المحدد لأحد أشهر تحليلات الموقع ، والتي تحمل عنوان : “مراجعة في أسبوع”، وهي – أي هذه المادة – لم تكن منشورة في موقع العمود المخصص ، الذي يكتب فيه الصحفي ، والكاتب الاسرائيلي المعروف (بن كاسبيت).
ملاحظ (2): لم تزيل هذه المادة بتوقيع رئاسة تحرير الموقع ، أو ادارة التحرير – كما هو معمول به في كبريات المواقع الرصينة او الصحف المرموقة تبعا لقواعد النشر الالكتروني ، المتعارف عليها، وانما اكتفى الناشر بمفردتين ، فحسب ، قبل نهاية المقال ، ومن ثم في نهايته – حتى من دون صورة مرفقة ، أو تعريف بالكاتب (ببليوجرافيا) – أفصحت عن اسم صاحب المقال