aren

دول عربية تقاوم مساعي الرياض للتقارب مع دمشق … “سورية” تشارك في القمة العربية المقبلة … و عودتها الى الجامعة العربية قد تؤجل
الخميس - 13 - أبريل - 2023

خاص \ حصري

التجدد الاخباري

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الأربعاء، أن جهود السعودية الرامية لإعادة سورية إلى محيطها العربي تواجه مقاومة من بعض حلفائها، وفقا لما أفاد به مسؤولون عرب.

https://www.wsj.com/articles/saudi-push-to-bring-syria-back-to-arab-fold-faces-resistance-aa0b4e70

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين العرب القول إن خمسة أعضاء على الأقل في جامعة الدول العربية، من بينهم (المغرب والكويت وقطر واليمن)، يرفضون حاليا قبول عودة سورية إلى الجامعة. وأضاف المسؤولون أنه حتى “مصر”، التي أحيت العلاقات مع سورية في الأشهر الأخيرة ، وتعتبر حليفا قويا للسعودية، تقاوم أيضا هذه الجهود.

وقال المسؤولون إن هذه الدول تريد من دمشق ، التعامل أولا مع المعارضة السياسية بطريقة تمنح جميع السوريين صوتا لتقرير مستقبلهم.

وزير الخارجية المصري سامح شكري يلتقي وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في القاهرة

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية ، القول إن الوزير سامح شكري أبلغ الأمم المتحدة يوم الاثنين أنه يؤيد تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي يطلب وضع خارطة طريق لإجراء انتخابات حرة في سورية.

ووفقا للصحيفة يمكن عودة سوريا للجامعة العربية، المكونة من 22 عضوا، من خلال الحصول على الأغلبية البسيطة، إلا أن الحصول على الإجماع سيكون ملزما لجميع الأعضاء ويوفر الشرعية اللازمة للضغط على المجتمع الدولي بشأن رفع العقوبات.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد (أبو الغيط)، أشار في مؤتمر صحافي الشهر الماضي إلى عدم وجود “إجماع عربي في الوقت الحالي بشأن مسألة احتمال عودة سورية إلى جامعة الدول العربية”.

وقال المسؤولون العرب ، إن بعض الدول التي تعارض عودة سورية زادت من مطالبها، بما في ذلك دعوتها لدمشق لقبول انتشار قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين ومحاربة تهريب المخدرات ومطالبة إيران بالتوقف عن توسيع نفوذها في البلاد.

الصحيفة أشارت إلى أنه وفي الوقت الذي لا يزال فيه العديد من المسؤولين العرب يرفضون التعامل مع الحكومة السورية ، إلا أنهم يعتقدون أن السياسات الدولية الرامية لعزل سورية ، أثبت أنها تأتي بنتائج عكسية مع مرور الوقت، مما يعزز نفوذ إيران في المنطقة.

ويؤكد المسؤولون العرب أنه في حال لبت دمشق مطالب الدول الرافضة، فقد يفتح ذلك الطريق ليس فقط لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، بل يمكن أن يعزز جهود تلك الدول للضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن الادارة السورية.

ويشدد هؤلاء المسؤولون أن دمشق لم تظهر حتى الآن ، أي اهتمام بإجراء تغييرات سياسية. “ومع ذلك، لا يزال الأسد حريصا على إصلاح العلاقات مع جيرانه العرب، لأن ذلك يمكن أن يحسن صورته في الداخل وربما يؤدي إلى المساعدة في إعادة بناء البلاد” وفقا للمسؤولين العرب.

بالمقابل تبين الصحيفة أن بعض الدول الرافضة لعودة سورية لديها مطالب أخرى. وقال المسؤولون إن (المغرب)، على سبيل المثال، يريد من حكومة الأسد إنهاء دعمها لجبهة البوليساريو.

وأضاف المسؤولون ، أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وعلى الرغم من ارتباطها الوثيق بالسعودية، تعارض أيضا التطبيع الفوري بسبب دعم سورية للمتمردين الحوثيين.

فيما كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، أن (الكويت) ستكون مع القرار الذي ستتخذه جامعة الدول العربية بما يتعلّق بعودة سورية إلى مقعدها في الجامعة. وأوضحت المصادر، مشترطة عدم كشف هويتها، أن «وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً في جدة الأسبوع المقبل، لمناقشة قضايا عربية مهمة من أبرزها عودة سورية إلى مقعدها بالجامعة»، لافتة إلى أن «هذه العودة تتطلب إجماعاً عربياً كما اتُّخِذ سابقاً قرار تجميد عضويتها».

ولم تستجب وزارات خارجية (السعودية والأردن والكويت واليمن) لطلبات التعليق للصحيفة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، إن بلاده تلقت دعوة من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لحضور اجتماع الجمعة المقبل في جدّة بالسعودية، لتبادل وجهات النظر بشأن إمكانية عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، بينما لم تؤكد الأمانة العامة لمجلس التعاون بعد تنظيمها الاجتماع،

وأكد أن رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية (محمد) بن عبد الرحمن آل ثاني ، سيحضر الاجتماع ، لكنه أشار إلى أن “الموقف القطري لم يتغيّر”، موضحا أن أي تغيير في الموقف من سورية “مرتبط أساسًا بالإجماع العربي وبتغير ميداني يحقق تطلعات الشعب السوري”.

فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية ، إن مسألة مشاركة بغداد في الاجتماع ، هي قيد الدرس حاليًا. بالمقابل قال مسؤول إماراتي ، إن بلاده ترى ضرورة ملحة لتعزيز الدور العربي في سورية، وتسريع الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة لتلافي عودة الإرهاب والتطرف.

ويقول بعض المسؤولين العرب إن “السعودية والإمارات”، وعلى الرغم من نفوذهما المالي والسياسي، إلا أنه من غير المرجح أن تجبرا الآخرين على تسريع خطوات التطبيع مع سورية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول شرق أوسطي القول إنه “في الثقافة العربية لدينا قول مأثور مفاده بأن القافلة تسير بخطى بطيئة”.

بن فرحان و المقداد في جدة 12-4-2023

يشار إلى أن وزير الخارجية السوري (فيصل) المقداد ، وصل إلى جدة، الأربعاء، في زيارة لم يعلن عنها من قبل، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.

وهذه أول زيارة لدبلوماسي سوري كبير إلى المملكة منذ أكثر من عشر سنوات ، وتأتي في أعقاب اتفاق بين الرياض ودمشق على استئناف العلاقات، وإعادة فتح السفارتين.

ويمثل استئناف العلاقات السورية – السعودية ، أبرز تطور في تحركات دول عربية لاعادة العلاقات البينية مع الحكومة السورية ، التي قاطعتها دول غربية وعربية بعد اندلاع الحرب فيها عام 2011. وعلقت الجامعة العربية ، عضوية سورية ردا على ما اسمته وقتها بـ(قمع الحكومة للاحتجاجات).

وقدمت السعودية، التي أغلقت سفارتها في دمشق في آذار\ مارس 2012، خلال سنوات النزاع الأولى خصوصا ، دعما للمعارضة السورية، واستقبلت شخصيات منها على أراضيها.

وتأتي زيارة المقداد قبل يومين من استضافة السعودية، اجتماعا آخر لوزراء خارجية عدد من دول المنطقة لمناقشة عودة سورية إلى الجامعة العربية.

وسيجتمع وزراء خارجية (العراق والأردن ومصر) و(دول مجلس التعاون الخليجي) في جدة السعودية ، يوم الجمعة المقبل ، حسبما قالت وزارة الخارجية القطرية. ويضم مجلس التعاون الخليجي “السعودية والإمارات والبحرين وعمان وقطر والكويت”.

ووفق عدد من الديبلوماسيين الخليجيين ، فان هذا الاجتماع ، كان مقرر عقده أساسًا خلال الأسابيع القليلة الماضية في (الأردن)، لكن تم تأجيله.

وتعتزم السعودية ، دعوة الرئيس السوري “بشار الأسد” لحضور القمة العربية ، المقررة في الرياض يوم 19 أيار\ مايو حسبما قالت مصادر لرويترز، في خطوة ستنهي رسميا العزلة الإقليمية عن بلاده ، حيث أصبحت هناك فرصا متزايدة لمعالجة الأوضاع العربية-العربية، بما فيها الملف السوري ، الذي يجد اهتماما كبيرا من المملكة بصفتها المستضيفة للقمة العربية القادمة ، ويهمها الإعداد الجيد ، وترميم العلاقات العربية- العربية”. .

وقالت “سورية وتونس” ، الأربعاء، إنهما اتفقتا على إعادة فتح السفارتين. وكانت الإمارات أعادت فتح سفارتها في دمشق العام 2018.

ويسود الأعتقاد لدى العديد من المراقبين والمتابعين ، أنه في ضوء تعنت البعض تجاه موقفه من دمشق ، و ارتهان سياساته لدول من خارج منظومة العمل العربي المشترك ، عدا عن ممارسة حكام تلك الأنظمة للمراهقة السياسية أكثر منها للسياسات التنسيقية التضامنية مع الصف العربي ، فان الاجتماع المرتقب يوم الجمعة المقبل ، في جدة السعودية ، (ربما) سيتم الاتفاق خلاله على حضور القيادة السورية للقمة العربية المقبلة، دون أن تعود سورية إلى الجامعة بانتظار ظروف سياسية اقليمية ودولية مواتية أكثر.