aren

دقوا على الخشب … \\بقلم : سامي مروان مبيّض
الأحد - 11 - أكتوبر - 2020

النقر على الخشب عادة قديمة، يقوم بها شعوب العالم لحماية أنفسهم من العين والحسد، وهي معروفة في كثير من الدول الغربية بعبارة “Knock on Wood.” والأصح هو “Touch Wood” أو “إلمسوا الخشب.” الرواية الشعبية مجهولة الهوية، وهناك من يَعتقد أنّها ألمانية الأصل، وتقول أن ضلوع الأشجار المتجذّرة بالأرض تحمل في باطنها طاقة إيجابية كبيرة، لأنها مأخوذة من خيرات الأرض ومن خالقها. وبذلك مجرد لمس تلك الأغصان، أو النقر عليها، يكفي لطرد الأرواح الشريرة من أي مكان.

قضينا عمراً في سورية ونحن ننقر على الخشب ونقرأ المعوذات العشر، لحماية أولادنا من الأذى وحماية أرزاقنا من العين والحسد. ومن لم يَجد شجرة للمس كان يَنقر على أقرب طاولة أو مكتب. ولكن وخلال الأيام القليلة الماضية، فُتحت أبواب جهنّم واُحرق ما تبقى من أشجار في بلادي…فعلى ماذا نَنقر الآن؟ كيف نحمي أنفسنا وأولادنا من الحسد؟ وكيف سنطرد تلك الأرواح الشريرة التي باتت تنغل في المجتمع السوري؟

هل نفعنا حقاً كل هذا النقر على الخشب؟

غاب الخشب، وغابت معهُ ثمارُ بلادي وزيتها وزيتونها. فكلّ ما قد اشتهرت به سورية قد ضاع، ولم يبقى أمامنا إلا أن نقرأ: “قُل أعوذ برب الفلق من شرّ  ما خلق…ومن شر حاسد إذا حسد.”

هذه المقالة تعبر عن رأي صاحبها