aren

الشرطة الماليزية تداهم مكتب الجزيرة: دبلوماسية “الوثائقيات”: من (شاهد على العصر) الى (معتقلون خلال العزل)
الخميس - 6 - أغسطس - 2020

التجدد الاخباري – بيروت

العلاقات الوثيقة بين “ماليزيا وقطر”، والتي تماهت فيها أهواء دعم حركات الإسلام السياسي، ولاسيما في دائرة المنطقة العربية ، يبدو أنها قد بدأت فصلا من فصول التداعي الفجائي، وذلك بعد استقالة “مهاتير محمد” رئيس الوزراء السابق في شباط\فبراير الماضي، إثر شهور من التأزم السياسي ، المتصاعد في البلاد.

كانت شبكة قنوات “الجزيرة”، طيلة تولي “مهاتير محمد” لرئاسة الحكومة، وقيادة المشهد السياسي في البلاد، تعكف على التناول الإيجابي لـ”ماليزيا” في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إذ اختارت الدوحة وأنقرة ، “كوالامبور” لعقد قمة إسلامية ، موازية لمنظمة التعاون الإسلامي في كانون أول \ديسمبر العام الماضي، وذلك بحضور لافت للرئيس الإيراني ،حسن روحاني، والتركي رجب أردوغان.

إلا أن التناول “الإيجابي” للشأن العام في ماليزيا من قِبل شبكة قنوات “الجزيرة” القطرية، قد انحرف عن مساره، منذ تولى وزير الداخلية الأسبق “محي الدين ياسين” رئاسة الحكومة منذ آذار \مارس الماضي.

موظفون من قناة الجزيرة عقب استجواب الشرطة الماليزية لهم في كوالالمبور يوم 10 يوليو تموز 2020. تصوير ليم هيوي تينغ - رويترز.

موظفون من قناة الجزيرة عقب استجواب الشرطة الماليزية لهم في كوالالمبور يوم 10 يوليو تموز 2020- رويترز.

بدأت الدوحة عبر نافذتها الإعلامية، قناة “الجزيرة- الناطقة بالإنجليزية”، تسليط الضوء على كيفية تعامل السلطات الماليزية مع المهاجرين غير الشرعيين، وبثت (فيلمًا وثائقيًا) عن المهاجرين، وصفته السلطات بأنه “محاولة لتشويه صورة ماليزيا”.

فاستدعت الشرطة الماليزية في 7 حزيران\يوليو الماضي، صحفيين من قناة الجزيرة، لاستجوابهم بشأن الفيلم الوثائقي الجائر .كما طالب وزير الدفاع إسماعيل (صبري يعقوب)، القناة القطرية بالاعتذار للماليزيين. يُذكر أن السلطات الماليزية ، اتهمت الصحفيين بالتحريض ضد الدولة ، والحث على القيام بأعمال شغب.

وكجزء من أعمال تحقيقات السلطات الماليزية المستمرة، داهمت قوة من الشرطة اليوم، 4 آب\أغسطس، مكتب قناة الجزيرة في العاصمة “كوالامبور”، ووفقا لموقع “ماليزي أكيني“، فإن قوة الشرطة ، استولت على العديد من الأجهزة التي يعتقد أنها تستخدم في إنتاج الفيلم الوثائقي.

https://www.malaysiakini.com/news/537276?fbclid=IwAR10JzIa5WAYFLXImhQWGTlHfWCKl-UyLJFJYCLofNxR8oUZ9fUw9JLhVK4

Screen_Shot_2020-07-08_at_17.09.51

والفيلم الوثائقي ، الذي يحمل عنوان : “معتقلون خلال العزل العام في ماليزيا – Locked Up in Malaysia’s Lockdown”، ركز على اعتقال مهاجرين لا يملكون وثائق صالحة في أماكن تخضع لتدابير إغلاق صارمة للحد من فيروس (كورونا المستجد)، وكذلك على محنة مهاجرين آخرين. وبحسب وكالة “رويترز”، قالت قناة الجزيرة في بيان لها، : “مداهمة مكتبنا ومصادرة أجهزة كمبيوتر يعد تصعيدًا مقلقًا لحملة السلطات على حرية الإعلام ويظهر المدى الذي يمكنهم الوصول إليه في ترويع الصحفيين”.

https://ara.reuters.com/article/worldNews/idARAKCN2501K6

EeZpxBlX0AUIorD

يشار هنا الى ان قناة “الجزيرة”، كانت قد بثت مؤخرا ، وعلى مدار حلقات متعددة من برنامج “شاهد على العصر” الاسبوعي ، شهادة الدكتور مهاتير محمد \ رئيس الوزراء الماليزي السابق ، مع ترويج “مكثف” لهذه الشهادة ، والتي امتدت لأجزاء متسلسلة ، واعطيت مساحة زمنية كبيرة من المشاهدة الحية والمسجلة على شاشة الفضائية القطرية. وذلك في اول ظهور لمقدم البرنامج ، الذي سبق وأن تولاه قبل فترة طويلة ، الاخواني “أحمد منصور” ، بعد أكثر من عام على غيابه عن قناة الظهور على «الجزيرة» ، إثر قرار داخلي من الشاشة القطرية.

منصور - القرضاوي

منصور – القرضاوي

وكان منصور (1962) ، توقّف عن الظهور على الشاشة قبل أكثر من عام، بعدما قرّرت إدارة «الجزيرة» ، وضع حدّ له ، إثر إتخاذه من صفحاته على الـ(سوشيال ميديا) لإنتقاد السياسة الامريكية، وهذا الأمر أزعج إدارة القناة، فبادرت إلى تجميد ظهوره لفترة. ثم عاد ، واتّخذ من (تويتر) مركزاً له للإعلان عن مواقفه السياسية المتطرفة. في المقابل، لم تعرف بعد الأسباب، التي أدّت الى عودة منصور، لمزاولة عمله، مع العلم أنه بقي داخل «الجزيرة» ، ولم يتركها. وكان “منصور” ، حاول مراراً وتكرارا ، العودة إلى تقديم البرنامجين «بلا حدود»، و«شاهد على العصر»، ولكن في كل مرة ، كان يتم تأجيله.