
\خاص\
التجدد الاخباري – مكتب (بيروت + واشنطن)
أسفرت المواجهات بين القوات الحكومية السورية و”تنظيم الدولة الإسلامية-داعش” عن مقتل 90 مقاتلا (على الأقل) خلال أسبوع في (شمال سوريا)، على ما ذكرت جهات اعلامية (الأربعاء).
وأوضحت ، أن 41 عنصرا من القوات السورية ، و49 (عنصرا جهاديا)، قتلوا في البادية السورية عند حدود محافظات الرقة وحلب وحماة ، منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر. وأشارت تلك الجهات القريبة من فصائل معارضة سورية ، إلى أن ما لا يقل عن 23 مقاتلا، هم عشرة موالين للدولة السورية و13 جهاديا، قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ومنذ هزيمته في سوريا في آذار/مارس 2019، يشن تنظيم الدولة الإسلامية-داعش ، هجمات دورية خصوصا في منطقة البادية ، الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق). وتستهدف هذه الهجمات على حد سواء الجيش السوري و(حلفائه) ، والقوات الكردية ، التي حظيت بدعم واشنطن في التصدي لتنظيم داعش.
وفي آب/أغسطس، تبنّى تنظيم داعش ، هجوما أدى إلى مقتل ضابط روسي رفيع المستوى ، وجرح عسكريَّين قرب مدينة دير الزور.
تنظيم الدولة الإسلامية \داعش في الصحراء السورية
و”تنظيم داعش” ، لا يزال يسيطر على الجيوب في الصحراء (وسط سوريا)، حيث اشتدت عمليات التنظيم الارهابي ضد القوات السورية ، وكذلك المجموعات الموالية لإيران ، مؤخرًا، ما تسبب في خسائر إضافية في صفوف تلك القوات على الرغم من التعامل العسكري ، اللافت من قبل روسيا في شهر آب- أغسطس الماضي ضد “تنظيم داعش” في البادية السورية.
فقد أشارت منصات اعلامية (مقربة من المعارضة) ، الى ان عناصر التنظيم ، نفذوا هجمات منفصلة ، وقاموا بنصب كمائن في مناطق متفرقة من البادية، خلال الأسبوع الماضي ، كما وتضمنت عمليات التنظيم ، قصف وهجمات وكمائن، تركزت في منطقة الشعلة (غربي) دير الزور، وصحراء (البوكمال) شرقي دير الزور، وطريق دير الزور – الميادين، وأيضا طريق محطة (حميمة الثالثة) باتجاه مدينة تدمر بريف حمص الشرقي ، ومنطقة الرصافة بريف الرقة ومنطقة (إثريا) بريف حماة الشرقي ، و(صحراء السويداء).
وكانت وزارة الدفاع الروسية ، وبعد مقتل (جنرال برتبة لواء) روسي على يد التنظيم الارهابي، أعلنت في 25 آب – أغسطس عن بدء عملية عسكرية ضد “داعش” في البادية ، تحت اسم “الصحراء البيضاء”.
وقال ناطق عسكري روسي في بيان: “الإرهابيون يعرقلون عودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في سوريا، ويعملون أيضًا على عرقلة عودة العلاقات الطبيعية بين القبائل العربية المحلية والنظام السوري. الولايات المتحدة هي المستفيد الرئيسي من [هجمات داعش]، وتستخدمها كذريعة لتبرير وجودها في شرق سوريا “.

مصادر استخبارية (غربية)، كشفت لموقع التجدد الاخباري ، أن “تنظيم الدولة الاسلامية \داعش” يمتد في الصحراء السورية على مساحة تقارب 80 ألف كيلومتر مربع [31 ألف ميل مربع].
ووفق هذه المصادر، فان هذا الامتداد، “هو ما يمنح التنظيم القدرة للقبض على القوات الحكومية المنتشرة هناك على حين غرة ، أثناء انتقالها من وإلى محافظة (دير الزور) في أقصى شرق سوريا عبر صحراء الرقة”.
جدير بالذكرهنا ، ان هذه البادية ، تمتد إلى ريف السويداء وريف دمشق وريف حماة ، وحمص غرباً، وتصل إلى الحدود السورية العراقية (شرقاً)، كما تمتد إلى الحدود السورية الأردنية جنوباً ، وأطراف محافظتي الرقة ودير الزور (شمالاً).
“جهات متابعة” على الصعيد الميداني ، ذكرت لـ“موقع التجدد”، أن روسيا ، تستخدم (لواء القدس) كرأس حربة في القتال ضد “داعش” في البادية لمساندة (قوات الدفاع الوطني) ، التابعة للحكومة السورية هناك ، خصوصا بعد الخسائر التي تكبدتها في الأشهر الماضية، وأوضحت تلك الجهات “أن القوات الروسية تقدم الآن الدعم للواء القدس للسيطرة على الوضع الأمني والعسكري في البادية السورية”. وأضافت أن ” لواء القدس ، نقل مجموعات عسكرية موالية للحكومة السورية من ريف حلب وإدلب إلى البادية للمشاركة في العمليات ضد تنظيم داعش”.

و(لواء القدس)، الذي يصل عديد مقاتليه الى حوالي (500 آلاف)، تشكل عام 2013، يتكون بشكل أساسي من “مقاتلين فلسطينيين”، يقاتلون إلى جانب القوات النظامية السورية.
في هذا السياق، تكشف تقارير أمنية (أطلسية) ، أن تنظيم الدولة \ داعش ، ومنذ عام 2017، تتمركز (فلول قواته) في جيب أخير يقع بـ”المعيزيلة والسبع بيار ومحيطهما”. ووفق تلك التقارير الصادرة عن أجهزة مخابرات (اقليمية ودولية)، تتابع عناصر “داعش” ، فان تحركات التنظيم الأخيرة ،”هي طبيعية ، لأنها منظمة إرهابية”.
وتشير هذه التقارير إلى أن “عناصر التنظيم ، يتحركون بسهولة في الصحراء ، حيث يسهل عليهم الاختباء ، خاصة في الليل، وأن مسلحي داعش ينفذون هجمات فردية، مما يجعل من الصعب استهدافهم بالغارات الجوية، وهذا ساعد التنظيم على البقاء في جيبه الأخير، من خلال شن هجمات مفاجئة ، قبل أن يختفي”.
وتعزو تلك التقارير (الاستخبارية) ، سبب خسارة روسيا لبعض ضباطها على يد (داعش) ، الى “عدم تدريب هؤلاء الضباط على القيام بعمليات عسكرية في المناطق الصحراوية.أن الضباط الروس لا يعرفون الأماكن التي زرع فيها (داعش)، الألغام”.

خبراء في التنظيمات الجهادية ، كشفوا لـ(موقع التجدد الاخباري)، أن” أهم عامل يساهم في صمود التنظيم هو هيكله التنظيمي. بخلاف إدارة عملياته بناءً على استراتيجية مدروسة جيدًا”. واستبعد هؤلاء الخبراء، بحسب ادراكهم لاستراتيجية (داعش)، أن يشن التنظيم هجمات بهدف السيطرة على بعض المدن، مثل (مدينة السخنة)- التي تعد ثاني أكبر مدن البادية بعد (تدمر). وعاد هؤلاء ليستدركوا بالقول: لكن التنظيم يشن بشكل أسبوعي هجمات على أطراف المدن الرئيسية ، مثل : (أبو كمال والميادين والعشارة والقورية والسخنة وتدمر والشعلة).
ختاما، يرى اولئك الخبراء ، انه على الرغم من وجود “تنظيم داعش” على مساحة أرض ضئيلة الحجم نسبيا (لا تشكل سوى 1% من مساحة الأراضي السورية ، حسب تقارير لمراكز بحثية)، إلا أنها فلوله تسيطر على طرق رئيسية وفرعية (حرجة) في بادية سوريا.
و”تشكل هذه السيطرة المتواضعة جغرافيا ، تهديدا ملحوظا على القوات السورية والروسية في وسط سوريا، وهو ما قد يمثل مؤشرا ، يضاف إلى المؤشرات المتراكمة بوتيرة ثابتة – إلى حد ما-” ، لينتهي الخبراء إلى تقدير يحتمل القول عندهم بـ”عودة تأثير تنظيم داعش على الساحة الإقليمية مرة أخرى”.