برسم بعض المثقفين العرب “العقلانيين” الذين طالبوا الفلسطينيين بعدم تضييع “فرصة سلام” ترامب-نتنياهو، ومنهم “المفكر” السعودي المعروف تركي الحمد الذي غرد على حسابه على “توتير”، فكتب: “يخطئ الفلسطينيون كثيرا بعدم قبول الخطة الأميركية للسلام، بمعنى ما البديل؟ فرص كثيرة ضاعت على الفلسطينيين بإغواء الشعارات، واستراتيجية كل شيء أو لا شيء”، وأضاف: “السياسة هي فن الممكن، والممكن اليوم هو المشروع الأميركي المطروح، والبديل في حال الرفض هو قضم المزيد من أراضي الضفة الغربية، وحينها سيقول الفلسطينيون ليتنا قبلنا، كما هو الحال مع المشاريع السابقة”.
“خطة ترامب خارطة طريق نحو الكارثة”: هذا هو عنوان البيان الذي وقعته 14 شخصية دبلوماسية وأكاديمية وسياسية إسرائيلية عقب الإعلان عن “خطة ترامب”، ونشر في 30 كانون الثاني/ يناير الفائت في صحيفة “الفيغارو” الباريسية، وورد فيه:
“بوصفنا إسرائيليين، نسعى بحزم إلى سلام بين بلدنا وجيراننا الفلسطينيين، نؤكد معارضتنا الجوهرية لخطة إدارة ترامب بشأن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
إن هذه الخطة، وعوضاً عن حل هذا النزاع، ستقوم بتعميقه وإدامته عبر إقامة مستوى من اللامساواة لا سابق له منذ أفريقيا الجنوبية في زمن الأبرتهايد؛ فالأمر يتعلق بـ “خطة بانتوستان” ترمي إلى حصر الفلسطينيين داخل جيوب تخضع لسيطرة إسرائيل…
لقد سلك رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسلك ذئبين يتفاوضان حول أفضل طريقة لالتهام الخروف…وهذا مخالف كلياً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وخصوصاً القرار 2334 [الذي تبناه المجلس في 23 كانون الأول 2016، ونص على مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وعدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ سنة 1967]. ولهذا، فنحن نعبّر عن قلقنا العميق من ضعف ردات الفعل الأوروبية الأولية التي وصفت الخطة بأنها “فرصة” لاستئناف مفاوضات السلام. إن هذه الخطة لا تمثل فرصة، وإنما تمثل خارطة طريق نحو الأبرتهايد. وهي لن تفضي إلى سلام ولا إلى حل دولتين قابل للحياة. ولم يكن أمام القيادة الفلسطينية، تالياً، سوى رفضها. إننا نطالب أوروبا برفض هذه الخطة، والبدء باتخاذ إجراءات جدية ضد ضم فلسطين، الآن وقبل أن يفوت الأوان”.
ومن ضمن الموقعين على هذا البيان: البروفسور زيف سترنهيل الحائز على جائزة إسرائيل لسنة 2008، والبروفسور إيلي برنافي سفير إسرائيل السابق في فرنسا، والبروفسور دافيد شولمان الحائز على جائزة إسرائيل لسنة 2016، وإيلان باروخ سفير إسرائيل السابق في أفريقيا الجنوبية وناميبيا وبوسوانا وزيمبابوي، والبروفسور مايكل بن-يائير محامي إسرائيل العام السابق والقاضي السابق في المحكمة العليا، وأفراهام بورغ رئيس الكنيست السابق ورئيس الوكالة اليهودية السابق، والبروفسور دافيد هارل نائب رئيس أكاديمية العلوم والإنسانيات الإسرائيلية، الحائز على جائزة إسرائيل لسنة 2004، وعضو الكنيست ورئيسة حزب ميرتس السابقة زهافا غالؤون.
https://www.lefigaro.fr/…/le-plan-trump-est-une-feuille-de-….
هذه المقالة تعبر عن رأي صاحبها