
جانب من الاحتفال في ساحة العباسيين بالعاصمة السورية – دمشق
التجدد الاخباري+(د ب أ)
احتفلت الطوائف المسيحية في سوريا، بعيد الميلاد المجيد، بإقامة القداديس والصلوات في الكنائس وأماكن العبادة، فقد أقيم قداس إلهي في كاتدرائية “مارجرجس” البطريركية للسريان الأرثوذكس في دمشق، رأسه بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق ، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرذثوكسية في العالم (مار) أغناطيوس افرام الثاني، يعاونه المطران مار تيموثاوس متي الخوري ، ولفيف من الكهنة ، ورهبان دير الصليب المقدس في كلية اللاهوتية في معرة صيدنايا، وجوقة (مار) افرام السرياني البطريركية في دمشق.
وفي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في دمشق، أقيم قداس احتفالي، ترأسه الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية الوطنية في دمشق ، نائب رئيس السينودوس الإنجيلي في سوريا ولبنان ، القس (بطرس زاعور)، وعاونته جوقة تراتيل الكنيسة، وشارك في القداس ، نائب رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان القس، (صموييل حنا).
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، قال منسق حوار الأديان الدولي في مؤسسة Konrad-Adenauer-Stiftung “كونراد أديناور” الألمانية، أوتمار أورينج: إن التقديرات تشير إلى أن هناك أكثر من 700 ألف مسيحي في سوريا من إجمالي نحو 1.2مليون مسيحي فروا من البلاد، وأضاف: “هؤلاء خسرتهم سوريا، فهم لن يعودوا إليها”.

أوتمار أورينج
وذكر الخبير الألماني في الشؤون الدينية أن الطوائف المسيحية في سوريا تتعرض للتدمير على نحو شامل ومستمر منذ اندلاع الحرب هناك، موضحا أن المسيحيين لديهم مخاوف من الاضطرار إلى العيش في المناطق التي سيطر عليها الإسلاميون – سابقا. موضحا أورينج أن العقبة الكبرى أمام عودة النازحين السوريين إلى بلادهم لا تزال غياب الأمن، وقال: “من يرغب في العودة يريد أن يتمكن من إعادة إعمار ما تم تدميره، حتى يمكنه أن يعيش هناك… لكن لا يزال هذا أمر غير ممكن في كثير من الأماكن”.
ولفت أورينج، الى أن قطاع كبير من المسيحيين في المقابل ، ينظر للعيش في المناطق ، التي تسيطر عليها الحكومة السورية على نحو إيجابي، لكن لا يزال هناك دمار كبير ، ومخاوف من التعرض لعنف جديد، موضحا أن المسيحيين بإمكانهم تحت سيادة الأسد،ممارسة أعمالهم “بدون عوائق”، “شريطة الوفاء التام والامتناع الكامل عن الممارسة السياسية”. وأشار أورينج إلى أن المسيحيين لديهم مخاوف من الاضطرار إلى العيش في المناطق ، التي سيطر عليها الإسلاميون (سابقا)، حيث قاموا بمطاردتهم منها في السابق. وينظر أورينج بانتقاد لمساعدات إعادة إعمار ، محتملة من الغرب للحكومة السورية ، حيث قال: “معارضة ذلك تأتي من الرغبة في عدم دعم نظام مثل هذا، حتى بطريق غير مباشر”.
تجدر الإشارة إلى أن “أورينج” نفسه ، عمل على مدار 30 عاما تقريبا ، لصالح منظمة “ميسيو” الكاثوليكية التبشيرية الدولية، وشغل خلال ذلك منصب مدير الوحدة المختصة بشؤون أفريقيا والشرق الأوسط. وبعد ذلك ترأس مكتب مؤسسة “كونراد أديناور” في الأردن. ومنذ عام 2016، يشغل أورينج ، منصب منسق للحوار الديني الدولي في المؤسسة.
ووفق التقديرات، كانت يشكل المسيحيون في سوريا، قبل اندلاع الحرب في آذار/مارس عام 2011 ، ما يتراوح بين (4 و 7) بالمائة من إجمالي عدد السكان ، وبحسب بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، هناك حاليا أكثر من 12 مليون نازح سوري، فر نحو (نصفهم) خارج البلاد.