التجدد الاخباري – ترجمة (خاصة) مكتب بيروت

تعمل إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على إعداد “خارطة طريق” لتطبيع العلاقات تدريجيا بين تل أبيب والرياض، وذلك قبل زيارة بايدن المقررة إلى الشرق الأوسط، الشهر المقبل، بحسب ما نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي، مساء الأربعاء، عن أربعة مسؤولين في البيت الأبيض.
https://www.axios.com/2022/06/22/israel-saudi-arabia-normalization-biden-administration
وأفاد التقرير بأن الإدارة الأمريكية تسعى لتكريس الزيارة لمواصلة دعم مساعي تل أبيب لتعزيز علاقاتها مع العالم العربي، والدفع نحو المزيد من اتفاقيات التطبيع على غرار تلك التي ساهمت بتوقيعها الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب.
ولفتت المصادر إلى أن البيت الأبيض عقد، الأسبوع الماضي، جلسة تحضيرية لزيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، بمشاركة خبراء إستراتيجيين طرحوا فكرة إعداد “خارطة طريق للتطبيع” بين تل أبيب والرياض، دون الخوض بمزيد من التفاصيل.
وبحسب التقرير فإن المسؤولين في البيت الأبيض أوضحوا أنه لن يتم التوصل إلى تفاهمات نهائية في هذا الشأن قبل زيارة بايدن المرتقبة إلى المنطقة، فيما شدد المسؤولون على أن الجانب الأمريكي ماض في جهود وضع “خارطة الطريق” التي سيتم مناقشتها مع المسؤولين الإسرائيليين والسعوديين خلال زيارة بايدن.
وأوضح مصدر مطلع، تحدث لموقع “أكسيوس”، أن البيت الأبيض يرى أن أي خريطة طريق للتطبيع بين (تل أبيب والرياض) ، ستعتمد على عملية طويلة الأمد قد تستغرق وقتًا. وأكد مصدر آخر أن رؤية البيت الأبيض تعتمد على إستراتيجية تدريجية للتطبيع بين السعودية وإسرائيل.
وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع أنه لا يتوقع انفراجة كبيرة في ما يتعلق بالتطبيع مع السعودية خلال زيارة بايدن، لكنه شدد على أن موافقة السعودية على السماح لشركات الطيران الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي السعودي للرحلات الجوية إلى الهند والصين، باتت “وشيكة للغاية”.
وبحسب التقرير فإن البيت الأبيض، يعمل بهدوء على التوسط بين تل أبيب والرياض والقاهرة للتوصل إلى تفاهمات أمنية يتم بموجبها نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير الإستراتيجيتين في البحر الأحمر، من مصر إلى السعودية.
وأوضح التقرير ، أن جهود الوساطة في هذا السياق، قد تؤدي إلى خطوات تطبيع منفصلة وتدريجية بين السعودية وإسرائيل. وشدد مصدر أميركي مطلع على الجهود الأميركية في هذا الشأن أن البيت الأبيض يحاول تقليل التوقعات حول ما هو ممكن في الوقت الحالي وما هو غير ممكن والتركيز على بدء العملية.
كما أشار الموقع إلى أن بايدن يعتزم مناقشة مخطط لنظام دفاع صاروخي وبحري متكامل بين واشنطن وتل أبيب ودول عربية لمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة.
وقال دبلوماسي غربي في المنطقة إن واشنطن ما زالت تعمل على إقناع دول مجلس التعاون الخليجي ككتلة واحدة، بالموافقة على الانضمام إلى نظام دفاع جوي أمريكي – إسرائيلي متكامل.
وتأمل واشنطن أن يساعد تعزيز التعاون، وخاصة في مجال الأمن، على زيادة اندماج إسرائيل في المنطقة وعزل إيران، وربما يمهد الطريق لمزيد من اتفاقيات التطبيع، بما في ذلك مع السعودية، بعد إقامة علاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين في عام 2020.
وفي هذا السياق، قال وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، يوم (الإثنين) الماضي، إن إسرائيل تبني “تحالفا للدفاع الجوي في الشرق الأوسط” بقيادة الولايات المتحدة، مضيفا أن التحالف أحبط بالفعل محاولات لشن هجمات إيرانية وقد يستمد مزيدا من القوة من زيارة الرئيس جو بايدن الشهر المقبل.
وأوضح غانتس “آمل أن نتخذ خطوة أخرى للأمام في هذا الجانب (من التعاون الإقليمي) خلال زيارة الرئيس بايدن المهمة”. وأضاف “خلال العام الماضي، كنت أقود برنامجا مكثفا مع شركائي في البنتاغون والإدارة الأمريكية سيعزز التعاون بين إسرائيل ودول المنطقة.
وتابع أنه “هذا البرنامج بدأ العمل به بالفعل وتمكن بنجاح من اعتراض محاولات إيرانية لمهاجمة إسرائيل ودول أخرى”. ولم تتضمن تصريحات غانتس أسماء أي شركاء آخرين في التحالف ولم يذكر تفاصيل أخرى عن الهجمات التي تم إحباطها.
…وتقارير عبرية

في ذات السياق ، كشفت تقارير عبرية “واللا” الاستخباري وصحيفة “معاريف”، بأن البيت الأبيض يعمل في الأيام الأخيرة على بلورة خارطة طريق للتطبيع بين إسرائيل والمملكة السعودية ، كجزء من التحضيرات لزيارة الرئيس جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط منتصف تموز القادم.”.
وتم طرح المصطلح “خارطة طريق للتطبيع” الأسبوع الماضي خلال اجتماع حضره مسؤولون كبار في البيت الأبيض ، دعي إليه خبراء من معاهد أبحاث في واشنطن. وأوضح مسؤولون في البيت الأبيض أنه لن يتم توقيع اتفاقية بهذا الصدد خلال زيارة بايدن للمنطقة، لكنهم قالوا إنهم مستمرون في العمل بهذا الاتجاه، وأن الرئيس بايدن ينوي طرح الموضوع خلال محادثاته مع إسرائيل والسعودية. ويرى البيت الأبيض أن خارطة الطريق الخاصة بالتطبيع بين السعودية وإسرائيل، ستستغرق وقتًا وستكون جزءا من موعد طويل الأمد.
وأفاد مصدر أمريكي مطلع ، بأن استراتيجية البيت الأبيض تستند على مبدأ التقدم التدريجي خطوة فخطوة. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن “الولايات المتحدة تؤيد توسيع وتعميق العلاقات بين إسرائيل والدول العربية”.
ومن الجانب الإسرائيلي، قال مسؤول كبير إنه لا يتوقع انفراجة كبيرة نحو التطبيع مع السعودية خلال زيارة بايدن، لكنه شدد على أنه خلال الزيارة من المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق سعودي للسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق عبر الأجواء السعودية على متن رحلات إلى الهند وتايلاند والصين.
وأشار موقع “معاريف” أيضًا إلى مقابلة مع مجلة “أتلانتيك” في آذار\ مارس الماضي، قال فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن بلاده لا ترى إسرائيل كدولة معادية، لكنها حليف محتمل لها العديد من المصالح المشتركة. وأضاف بن سلمان “لكن هناك بعض القضايا التي يجب حلها أولا حتى نتمكن من الوصول إلى ذلك” في تلميح إلى القضية الفلسطينية.
ويهدف بايدن خلال زيارته للشرق الأوسط لتحقيق جملة من المكاسب أبرزها البحث في مسألة “تكامل أنظمة الدفاع الصاروخي والدفاع البحري” بين الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية ومن بينها السعودية.
وصرح وزير الجيش بيني غانتس للجنة الشؤون الخارجية والأمن، الاثنين الماضي، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على مبادرة تسمى “الدفاع الجوي في الشرق الأوسط” وأشار إلى أن بايدن سيعطي خلال زيارته دفعة لهذه المبادرة.
وأوضح غانتس أن المبادرة تركز على التعاون بين القيادة المركزية العسكرية الأمريكية ودول المنطقة ضد ضربات الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ إيران والمنظمات الإرهابية المدعومة منها.
ويرى البيت الأبيض في مسألة تكامل أنظمة الدفاع الصاروخي رؤية بعيدة المدى في هذه المرحلة ولا ينوي الإعلان عن هذه القضية خلال زيارة بايدن للمنطقة، بحسب المصادر.
إلى ذلك، ذكرت القناة (13) العبرية بأن الإدارة الأمريكية ، طلبت تقليص مدة مراسم الاستقبال في مطار بن غوريون للرئيس (جو) بايدن عند وصوله إلى تل أبيب في تموز\ يوليو دون توضيح الأسباب. وقالت القناة ، “هناك تقديرات أن الطلب بسبب تقدم بايدن في السن وكذلك الطقس الحار في تموز\ يوليو حيث من المتوقع وصوله، كما أن هناك تقديرات أن الوضع السياسي غير المستقر في إسرائيل له تأثير ، حيث يدرسون في وزارة الخارجية تقليص قائمة المدعوين ويفكرون في التخلي عن مراسم المصافحة، كما يتم النظر في تقصير الخطب.”
وقال موقع “واللا”، إن وزير الجيش الإسرائيلي (بيني) غانتس ، سيعرض أمام الرئيس بايدن خلال زيارته لقاعدة سلاح الجو ، منصة إطلاق ليزر .