aren

حروب من خارج العصر!\\بقلم :ادوار حشوة
السبت - 24 - أكتوبر - 2020

أيمن الظواهري

التيارات  الدينية  المعاصرة ، تتفق على العنوان ، وتختلف في السلوك ، والأهداف . وفيها ما يمكن قبوله ، وفيها ما لا يطاق داخليا ، ودوليا!.

-١- (القاعدة) ، انطلقت من رحم الدعم الاميركي السعودي ضد الشيوعية في أفغانستان ، وتهدف القاعدة الى شن (حرب دينية عالمية)

وكما بدأ حروب الفرنجة، كاهن معتوه في (الفاتيكان) لاهداف استعمارية ، وإنشاء إمارات أوروبية بحجة تحرير القدس ، كذلك بدأ “ابن لادن”، الحرب بضرب اميركا في قلب عاصمتها ، لا في ضرب (اسرائيل)، مما يعني ان هدفه الحرب العالمية لا(اسرائيل).

2-كان “بن لادن” يهدف الى استفزاز اميركا ، لتشن حربًا مضادة ، وتدخل طرفًا في مشروع اعادة الحروب الدينية لكي يأخذ مشروعه ، مصداقية دينية ، اختار له خليفة من أفغانستان ، يكون واجهة دينية كاذبة للمشروع ، لا قيادة فعلية له

3- الرئيس بوش ، اعتبر ضرب واشنطن ، بداية لحرب دينية جديدة ، فذهب في غباء الى حيث اراده (ابن لادن) أن يذهب

-4- احتلال أفغانستان ، ثم – ودون ضرورة- احتلال العراق ، دفع بمشروع أبن لادن الى الأمام ، ومن ثم بعد تسريح الجيش العراقي ، تحول قسم من ضباطه وأفراده الى معارضة الاحتلال ، ثم الى منافسة “القاعدة” في قيادة مشروع حربها الجديدة عن طريق إنشاء خلافة عربية مضادة في (الرقة السورية)، ولكن بقيادة عسكرية عراقية بارزة ، وهكذا كانت (داعش)

-5- ارتكبت “القاعدة وداعش”، كلاهما أعمالًا وحشية ذبحًا وتدميرا، لكل المعالم الحضارية ، مستهدفة لا الاحتلال الاميركي (وحده)، بل حتى الاسلام المعتدل ، كمنافس على الحاضنة الاسلامية ، وقتلوا وكفروا الكثيرين من العراقيين والسوريين ، ومن كل المكونات الدينية على شكل موجة ارهاب وحشية ، تنشر الخوف

-7- ما هو مؤكد بعد ذلك ، أن (اوروبا واميركا) و(روسيا)، لا ترغب بالذهاب الى حرب دينية جديدة، وتعتبرها خارج العصر ، خاصة ان اغلب دول العالم، تحولت الى دول علمانية ، فصلت الدين عن الدولة

 الغرب (كله)، ذهب الى حلفاء من الحكام العرب ، والمسلمين المعتدلين . وصار الهم العام ، هو القضاء على بدايات المشروع الصدامي . الغرب رفض الصدام ، ونسج العلاقات مع الحكام المسلمين ، ومع المعتدلين، لا تعميم الحرب على كل المسلمين، وتحديد مجال الحرب بالمتطرفين

-8 داعش والقاعدة ، صار لهما خلايا وإمارات في دول عربية وإسلامية في غلبة لـ”داعش” بعد اغتنائها اثر احتلالها للموصل ، ومصارفها ، ونفطها ، فتوفر لها مال فائض ، وظفته في مشروع حربها، وكفرت من خلاله ، كل الحكام ، وكل المسلمين ، الذين رفضوا هذا المشروع ، لأنه ضد حضارة العصر

-9 هذا المشروع بجناحيه “القاعدة وداعش”، تراجعًا ، نتيجة الحرب المضادة ، التي لم تأخذ شكل حرب دينية   بسبب وجود الاسلام المعتدل ، شعوبًا وحكاما ضدهما الى جانب مجتمع دولي ، يرفضهما،

-10 في العراق ، استعان الاميركيون بايران ، كضرورة مؤقته للقضاء على (داعش)، التي سيطرت وتوسعت وهددت بغداد، وبسبب هذا ، صار العراق، منطقة نفوذ ايراني ، يحمل مشروعا شيعيا ، موجها لا ضد العالم ، كما فعل ابن لادن ، ولكن ضد (اسرائيل) شكلا ، ويخفي امبراطورية فارسية شيعية ، ضد البعبع السني

-11 استراتيجية اميركا، هي في تشغيل الصراع بين قطر والخليج وبينالسنة والشيعة، والصراع بين تركيا والسعودية على زعامة الاسلام السني المعتدل ، وبين “القاعدة وداعش”، وبين الاكراد وتركيا، وبين المشروع العثماني التركي وخلافة القاعدة وداعش ، وبين السنة والشيعة في العراق ، وبين السنة والعلوين في سورية ، وبين اخوان تركياوبقايا جيش القذافي . كلها تصب في صالح أضعاف الجميع، ومن ثم تمهيد الطريق نحو السلام ، والصلح مع اسرائيل

-١١-  إنهاء الارهاب وخلاياه الممتدة على امتداد العالم، تحتاج لزمن طويل ومتابعة، ومن يعتقد أن حرب (ابن لادن)  وما ولدته من تيارات قد انتهت ، يقع في خطأ الاستنتاج

 ١٢- الفرق بين حرب الفرنجة القديمة ، وحرب اليوم ، هو ان الغرب (كله)، لم يعد دينيا ، بل علمانيا ، ولا يخوض الحرب ضد الارهاب من باب الدين المسيحي ، ولا دفاعًا عنه ، بل ضده كـ(غزو وحشي) ضد حضارة العصر، التي هي نتاج ثورة العقل ، لا نتاج الدين المسيحي ، الذي أبعد عن الدولة في الغرب كله

حروب ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي قد تكون في بعض جوانبها استعمارية ، ولكنها مع “داعش والقاعدة”، وما يماثلهما ، هي حروب ضد ، وخارج العصر

وهذا هو السؤال

هذه المقالة تعبر عن رأي صاحبها