aren

حاملا رؤية واقعية لبلده عن الملف السوري … العاهل الاردني يلتقي الرئيس”بوتين” في موسكو
السبت - 21 - أغسطس - 2021

(خاص)

التجدد الاخباري – مكتب بيروت

الملك عبدالله الثاني والرئيس بشار الاسد

يتجه الملك (عبد الله) الثاني بن الحسين، يوم الإثنين القادم، إلى العاصمة الروسية – موسكو للقاء الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين. وقال مساعد الرئيس الروسي، يوري (أوشاكوف)، في تصريح صحفي، “رداً” على سؤال حول ما إذا كان من المخطط ، أن يزور جلالة الملك ، روسيا الأسبوع المقبل: “نعم، وسيتم عقد لقاء عمل (مع الرئيس بوتين) في يوم الإثنين”.وسبق أن نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية، الخميس، عن عدّة مصادر، أن الملك الاردني ، سيزور الأسبوع المقبل ، موسكو للقاء الرئيس الروسي.

يأتي ذلك بعد لقاءات أجراها العاهل الأردني مع الرئيس الأمريكي (جو) بايدن كـ(أول) زعيم عربي يلتقيه في واشنطن، حيث ناقش عدّة مشاريع إقليمية.وكان آخر لقاء بين “بوتين” و”عبد الله” في تشرين أول \ أكتوبر 2019 بمدينة (سوتشي) الروسية، وفي 11 تموز\ يوليو 2020، أجريا اتصالاً هاتفياً ناقشا خلاله ملفي (سوريا وليبيا).

العاهل الأردني، كان كشف الشهر الفائت، عن رؤيته من أجل الحل في سوريا بعد لقاء الرئيس الأمريكي ، ونائبه كاميلا (هاريس) في واشنطن. وذكر الملك الاردني -حينها – أن “الأردن يسعى لتقديم الحلول للأزمة السورية بالتعاون مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي لعودة سوريا إلى الحضن العربي”. وكان مشروع الملك عبد الله ، يتحدث عن تخفيف العقوبات على الحكومة السورية ، وعودة دمشق إلى الجامعة العربية، بالوقت الذي يجري التنسيق بين الأردن وروسيا ، لضمان عودة التضامن العربي مع سوريا ، حيث ستلعب الممكلة ، دوراً بإزالة العوائق العربية حيال الأمر.

الأردن … وأوهام إسقاط النظام

رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة (AFP)

من جهته ، قال رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، في تصيحات صحفية : إن النغمة التي تتحدث عن إسقاط (النظام) السوري باتت تميل إلى الواقعية أكثر، وذلك من خلال التركيز على “تغيير سلوك النظام السوري”، بدل الاستمرار في “وهم” العمل على إسقاطه. وفي مقابلة أجراها الخصاونة مع صحيفة “اندبندنت عربية“، في 19 من الحالي . تحدّث الخصاونة حول سوريا ، وعن ما أثاره الملك الأردني، عبد الله الثاني، بعد زيارته للرئيس الأمريكي ، في يوليو\ تموز الماضي، بواشنطن.

حيث صرح حينها الملك الأردني ، أن “هناك استمرارية لبشار الأسد في الحكم، والنظام السوري ما زال قائمًا، ولذلك علينا أن نكون ناضجين في تفكيرنا، هل نبحث عن تغيير النظام أم تغيير السلوك؟”، إذ يعتقد الخصاونة الآن بوجود تغيير، ولو طفيف، في موقف الإدارة الأمريكية الحالية تجاه النظام.وأضاف ، أن الأردن مهتمة مع جمهورية مصر العربية، وبعض الدول الشقيقة، بأن تعود سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، معتبرًا أن غيابها “لم يكن منتجًا، ولأن النظام الرسمي العربي يمكنه أن يؤسس لهوامش مبادرة وحوار أفضل مع السوريين من خلال عودتهم إلى مقعدهم الطبيعي في حضن الجامعة العربية”، حسب تعبيره. وتابع، “كان الأردن طوال الوقت داعيًا إلى حل سياسي شامل ينهي حالة الصراع في القطر السوري الشقيق، وليس سرًا أن المجتمع الدولي بدأ اليوم ينتبه لما كان يقوله الأردن قبل سنوات طويلة، الأمر الذي يمكن أن يكون نافعًا اليوم بكل الأحوال”.

وفي 27 من يوليو\ تموز، أجرى وزير الداخلية في حكومة السورية، اللواء (محمد) الرحمون، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأردني، (مازن) الفراية، هو الأول من نوعه على مستوى الوزراء منذ سنوات. واتفق فيه الطرفان على “التنسيق المشترك” لتسهيل عبور شاحنات الترانزيت وحافلات الركاب بين البلدين. وكانت مصادر أردنية ، قالت لوكالة “عمون” الاردنية ، في يونيو\ حزيران الماضي، إن عقوبات قانون “قيصر” هي من ضمن القضايا التي خُطط لمناقشتها بين الملك وبايدن، على اعتبار أن الاقتصاد الأردني هو ثاني اقتصاد تأذى بعد الاقتصاد السوري من العقوبات المفروضة.

بوتين – الأسد

الاردن – روسيا… والملف السوري

مصادر عليمة من العاصمة-عمان ، كشفت لـ(موقع التجدد الاخباري)، ان الزيارة المرتقبة للعاهل الاردني (الاثنين) الى العاصمة الروسية – موسكو ، تاتي في اطار اللقاءات المستمرة بين الطرفين ، والتي تكثفت خلال السنوات الاخيرة مع ازدياد الملفات المشتركة و(تحديدا) الملف السوري ، الذي لايمكن تجاهل روسيا (اللاعب الدولي الاهم فيه).

ووفق هذه المصادر ، فان الملك سيحمل الى لقاء الرئيس بوتين ، رؤية بلاده للتعامل مع الملف السوري، وهي ذات الرؤية “تقريبا”، التي كان قد قدمها عبدالله الثاني ، على أجندة زيارته الى واشنطن، ولقائه بالرئيس بايدن.

، وبحسب تلك المصادر ، فان”لدى الاردن رؤية للتعامل مع الملف السوري تقوم على قناعة واقعية بان بشار الاسد موجود وان المعارضة التي قاتلت عشرسنوات فقدت القدرة على تغيير النظام ،وان على العالم ان يتعامل مع الواقع السوري ، والبحث عن حل سياسي للازمة على ضوء الواقع الذي صنعته سنوات الحرب”.

وتضيف المصادر ذاتها،”أن روسيا هي التي تصنع التوازن مع الوجود الايراني في سوريا ، ولهذا فان التفاهم الاردني الروسي خلال السنوات الاخيرة كان مهما وخاصة فيما يتعلق بالجنوب السوري”. وتتابع هذه المصادر بالقول : “الاردن لايخفي قناعته بضرورة اعادة تاهيل سوريا عربيا واعادتها الى الجامعه العربية ،وايضا إعادتها الى الإقليم، وهذا جزء من التصور الروسي – وان كان لايعجب ايران – لكن الامر يحتاج الى حالة دولية وعربية وهذا ما يحاول الاردن فعله منذ شهور”.

وعن حالة الجنوب السوري ، الذي يشكل “أمن حدود الاردن الشمالية” ،فانه بحسب تلك المصادر سيكون على “أجندة الاردن”. فقد عادت هذه الجغرافية الحدودية مع سوريا الى الاشتعال مؤخرا.”روسيا الطرف الاهم في السعي لتسوية تعيد الهدوء الى درعا و(ما حولها)، بينما ايران تسعى لأمر اخر ، لان عين ايران وحزب الله منذ سنوات على التواجد في الجنوب السوري وقرب حدودنا الشمالية” . لهذا دائما ماكان الموقف الاردني واضحا في رفض وجود تنظيمات (طائفية او إرهابية) على حدوده الشمالية. وتختم المصادر : زيارة الملك مهمة الى موسكو، فالاردن الذي يسعى للحفاظ على امنه، يسعى ايضا لتحريك الملف السوري ايجابيا ، وفق معطيات الواقع ،وتفعيل النشاط الاقتصادي مع سوريا لمصلحة البلدين”.