aren

"الاسد" يحمل مفتاح بروكسل-3: جملة معطيات بالملف السوري تدفع بالاتحاد الاوروبي كي يسلك درب دمشق … وان يتجه إلى ترتيب وضع بيته الداخلي … والتفاوض كطرف واحد مع الأسد (الباقي في الحكم)
الأربعاء - 13 - مارس - 2019

9fdaa780-3faf-4d17-a28e-767fee9ed174

“لبنان” يستيقظ على مشهد سياسي ملتهب … ووفده الوزاري الى (بروكسل3) بلا ورقة استراتيجية و من دون وزير الدولة لشؤون النازحين.

جهات (سياسية واستخباراتية ) غربية لـ(التجدد) :

ما حققته حكومة الأسد من مكاسب كبيرة على الأرض واستعادت السيطرة على مساحات واسعة في جنوب ووسط وشمال سوريا ، يدفع باتجاه ضرورة تعامل أعضاء الدول المشاركة بالمؤتمر مع الرئيس (الأسد)”.

دول الاتحاد الأوروبي، أكبر المانحين الدوليين، أصبحت أكثر تفككا … و رسميا الاتحاد الأوروبي، رهن مشاركته في إعادة الإعمار، بعملية سلام تقودها الأمم المتحدة في سوريا .

بلدان مهمة بالاتحاد الاوروبي مثل (إيطاليا والنمسا والمجر)، تدعو إلى عودة النازحين ، عبر محادثات مع السلطات السورية… فيما الجبهة الشعبوية في الاتحاد تضغط للمشاركة بالاستثمارات في سوريا.

مصادر خاصة لـ(التجدد)  :

“ثلاثي آستانة \ الروسي التركي الايراني ” يسعى لجني الأرباح الناتجة عن عملية إعادة الإعمار ، والتي قدرت الأمم المتحدة قيمتها بـ(388 ) مليار دولار.

التجدد – مكتب (بيروت + واشنطن)

تحت عنوان «دعم مستقبل سوريا والمنطقة» ، يعقد في العاصمة البلجيكية ، في (13 و14) الجاري ، مؤتمر «بروكسل3» بنسخته الجديدة .

المؤتمر، وهو السابع من نوعه ، الذي يعقد في بروكسل، وتشارك الأمم المتحدة في تنظيمه ، يشهد مشاركة  (85) دولة ومنظمة دولية ، وقرابة (الف) مشارك ، سيمثلون الدول المانحة ، ومنظمات المجتمع الدولي ، كذلك الدول المضيفة للنازحين السوريين ، وفي مقدمتها ( لبنان ، والاردن، وتركيا).

ووفق “مصادر متابعة” لأعمال هذا المؤتمر ، فانه سيتناول كيفية اغاثة النازحين السوريين ، ومساعدة الدول المضيفة، كذلك من المتوقع ان يتم التطرق خلال المناقشات والكلمات التي ستلقى الى المواضيع السياسية المتعلقة ، بمستقبل سوريا ، واعادة اعمارها.

الوفد اللبناني المشارك ، يذهب هذا العام ، بدون ورقة لبنانية محددة ، وذلك خلافا للعام الماضي وما سبقه ، وبحسب (مصادر محلية) في العاصمة بيروت ، انه خلال الايام القليلة الماضية ، كان كبار المسؤولين الرسميين اللبنانيين ، خاضوا مشاورات متعددة مع مديري ومسؤولي المؤسسات اللبنانية ، ومندوبي المؤسسات الإقليمية والدولية ، والمجتمع المدني ، لم تنته الى وضع الاستراتيجة الموحدة ، التي تشكل مقاربة كاملة ، لطرحها في المؤتمر.

وتكشف المصادر ، نقلا عن مسؤولين شاركوا في سلسلة ورشات العمل ، التي حفلت بها السراي الحكومي (مقر الحكومة اللبنانية) ، ” أن في عدم تحضير ورقة موحدة ، أو استراتيجية خاصة بالمؤتمر، سياسة رسمية متعمدة مع مؤتمر “بروكسل- 3″، فلبنان الذي وضع سلسلة أوراق عمل طوال السنوات السبع ، التي واجه فيها أزمة النزوح السوري ، واستثمرها في كل من مؤتمري “بروكسل- 1″ و”بروكسل- 2″ ، لم يلمس أي نتائج عملية ترضيه ، خصوصا في ضوء الخلافات اللبنانية ، التي حمل المسؤولون المعنيون ، نماذج منها معهم الى بروكسل، مما أضعف الموقف اللبناني أمام المجتمع الدولي ، خلافا للارتياح ، الذي أرخاه الموقفان التركي والأردني ، اللذان ارتكزا على استراتيجية واضحة ، وإدارة وطنية سليمة”.

وقالت مصادر لبنانية ، إن “مواجهة لبنان للمجتمع الدولي بمشاريع جديدة ومستنسخة لا يفيد كثيرا، بقدر اللجوء الى استراتيجية جديدة تركز على أهمية متابعة بما انتهى إليه المؤتمر السابق من دون مخاطبة العالم بخطوات وأفكار جديدة يعتقد البعض أنها تنطلق من نقطة الصفر بدل البناء على ما تحقق سابقا”.

وأضافت أن “الصيغة اللبنانية الجديدة تعبّر عن رغبة لبنان في اختبار رد فعل الدول المانحة والمجتمع الدولي تجاه هذه الطريقة، لاعتقادهم أنها ستدفع في اتجاه التعاطي مع الموضوع بكثير من الجدية، خصوصا أن ما رافق المؤتمرات السابقة من إشكاليات بين بعض المسؤولين اللبنانيين وممثلي المجتمع الدولي لم يكن تجرية مشجعة إطلاقا”.

وكان استفاق اللبنانيون على مشهد حكومي وسياسي ملتهب ، فرضه استبعاد وزير الدولة لشؤون النازحين صالح (الغريب) عن وفد لبنان الى «مؤتمر بروكسل 3» للنازحين السوريين، برئاسة الرئيس سعد (الحريري)، حيث تكشف “مصادر خاصة” لموقع التجدد الاخباري ، ان ” اتصالات جرت واستمرت حتى وقت متأخر من ليل أمس – قبل مغادرة الوفد مطار بيروت الدولي متوجها الى العاصمة البلجيكية – بين المقار الرسمية ، لضم الغريب الى الوفد مجددا”، من دون جدوى.

فقد غاب عن المشاركة بالوفد اللبناني ، وزير شؤون النازحين صالح (الغريب) ، الى جانب وزير الصحة جميل (جبق) ، مع العلم ان العام الماضي ، كان كل من وزير الصحة ، ووزير الدولة لشؤون النازحين ، اضافة الى وزيري التربية والشؤون الاجتماعية ، ضمن الوفد الرسمي اللبناني ، الذي شارك في مؤتمر «بروكسل2».

وفي وقت تخيم فيه الانقسامات الداخلية الحادة ، حول كيفية تطبيق الية واضحة ، لمعالجة هذا الملف ، جاء اعلان (الحريري) بالامس ، من قصر الرئاسة اللبنانية – بعبدا ، انه هو من يمثل لبنان ، وعزت مصادر متابعة ، عدم مشاركة كل من الوزير الغريب والوزير جبق ، الى عدم توجيه دعوة لهما من قبل الجهات المعنية ، وتحديدا “الاتحاد الاوروبي”.

لتقتصر المشاركة اللبنانية خلال هذا العام ، بوفد “وزاري مصغر” يرأسه (سعد الحريري) ، وفريق من المستشارين والتقنيين ، يتقدمهم وزير التربية ، أكرم (شهيب) ، الى جانب وزير الشؤون الاجتماعية ريشار (قيومجيان) الذي يشرف ، بموجب التفاهمات والاتفاقيات السابقة، على تنفيذ ما تقرر بشأن النازحين.

فيما تساءل متابعون، عما قصده رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال (أرسلان) في تغريدته صباح أمس ، التي قال فيها: “لنكن واضحين من أوّل الطريق؛ لا مؤتمرات ولا زيارات ولا ندوات ولا وفود تشرّفنا بأن يكون وزيرنا في عدادها إلا على القواعد الواضحة والصريحة والشفافة بتبنّي توجهات فخامة رئيس الجمهورية والبيان الوزاري لجهة مقاربة موضوع النازحين السوريين” ، ومن المتوقع ان يتم في ختام اعمال المؤتمر ، الاعلان عن حجم المساعدات ، والالتزامات المالية التي ستقدمها الدول المانحة ، لا سيما الى دول الجوار ، والى المجتمعات المضيفة.

في هذا السياق ، تكشف جهات (سياسية واستخباراتية) غربية ، لـ(التجدد) الاخباري ، ان (الأسد) ، هو من يحمل مفتاح مؤتمر “بروكسل3″.

وبحسب هذه الجهات ، فانه وعلى ضوء (ما حققته) حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ، خلال العام الماضي ، من مكاسب كبيرة على الأرض ، ضد الفصائل المسلحة، وميليشيات تنظيم «داعش»، واستعادت السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في جنوب ووسط وشمال سوريا، إلى جانب المناطق القريبة من العاصمة دمشق. كل ذلك – بحسب هذه الجهات – ” يدفع باتجاه ضرورة تعامل أعضاء الدول المشاركة بالمؤتمر مع الرئيس (الأسد)”.

الجهات ذاتها ، تضيف ” أن دول الاتحاد الأوروبي، أكبر المانحين الدوليين، أصبحت أكثر تفككا بالمقارنة مع العام الفائت ، ففي حين رهن الاتحاد الأوروبي، رسميا، مشاركته بإعادة الإعمار، بعملية سلام تقودها الأمم المتحدة، تدعو بلدان مهمة مثل (إيطاليا والنمسا والمجر)، إلى عودة النازحين ، عبر محادثات مع السلطات السورية”.

وتتابع هذه الجهات ، بالمقابل ” فرنسا وألمانيا وبريطانيا ، تعارض المشاركة بإعادة الإعمار التي من شأنها تمويل مقربين من الأسد، مذكرة بإدراج الاتحاد الأوروبي 270 شخصاً على لائحة العقوبات على خلفية أدوارهم في النظام السوري، بمن فيهم وزير الداخلية (السابق) السوري محمد الشعار ، و6 أعضاء آخرين في الحكومة السورية الأسبوع الفائت، وذلك بالإضافة إلى رجال أعمال بارزين مثل سامر (فوز)”.

وفي هذا السياق ، تلفت تلك الجهات ، إلى شكوى المنظمات الإنسانية ، من أن حكومة دمشق ، تمرر المساعدات إلى الموالين لها ، بينما المفوضية الأوروبية ، التي خصصت (1.25) مليار دولار لمساعدة النازحين في سوريا ، كانت عجزت عن إيصالها كلّها ، بسبب بروز صعوبات على هذا المستوى”.

000fb6f3-500

“دوما”

وفي ظل انخفاض التوقعات الايجابية من تثمير خلاصات ونتائج المؤتمر في الموضوع السوري ، تشير الجهات (نفسها) ، الى ان التشاؤم يسود داخل أوساط المشاركين في “بروكسيل3” ، لجهة امكانية تجاوز “تحديات مشابهة” ، تحول دون توزيع الأموال ، التي سيتم جمعها في المؤتمر هذا العام ، وتكشف هذه الجهات لـ(التجدد) ، أن “أموال إعادة إعمار ، قد تمثّل ورقة الضغط الأخيرة للاتحاد الأوروبي” في المسألة السورية.

في الاطار ذاته ، تشير”مصادر خاصة ” لموقع التجدد ، الى ما قاله المبعوث الأممي إلى سوريا غير (بيدرسون) ، خلال وقت سابق من هذا العام : “لن يسود سلام مستدام في سوريا إلاّ إذا تم شمل كافة السوريين في عملية صياغة مستقبل بلادهم”.

وتلفت هذه المصادر الى ان “محادثات أستانة التي تعمل بموجبها روسيا وتركيا وإيران على التوسط لحل الأزمة السورية ، يسعى من خلالها هذا (الثلاثي) إلى جني أرباح تلك الاتفاقات ، الناتجة عن عملية إعادة الإعمار ، والتي قدرت الأمم المتحدة قيمتها بـ(388 ) مليار دولار.

وفي السياق نفسه ، تكشف مصادر (غربية أوروبية) ، الى ” ان روسيا تمارس ضغوطا على الدول والمؤسسات الغربية لتوفير الدعم اللازم لدمشق لإطلاق إعادة الإعمار، وتضيف المصادر نفسها ” أن الجبهة الشعبوية في الاتحاد الأوروبي تضغط للمشاركة في الاستثمارات في سوريا سواء أكانت ستفيد الأسد أم لا، بحجة أنها ستمكن أكثر من مليون سوري في أوروبا من العودة إلى سوريا”.

image002

وترى هذه المصادر، ان ” ثمة جملة معطيات بالملف السوري ، تدفع بالاتحاد الاوروبي الى ضرورة ان يسلك درب دمشق ، وان يتجه إلى ترتيب وضع بيته الداخلي ، والتفاوض كطرف واحد مع الأسد ، (الباقي في الحكم) ، إذا ما كان يريد خوض محادثات بشأن (السجناء السياسيين) ، ووضع حد للـ(خدمة الإجبارية) و(التوقيفات العشوائية) ، وعملية الحجز على (الممتلكات الشخصية)” ، عدا عن الحاجة الاوروبية ، الى اتمام عملية توصيل المساعدات ، التي ستكون (دون التعاون مع دمشق) ، ” صعبة ومكلفة”.

كما وتشير المصادر ذاتها ، الى انه – في الوقت نفسه – “المستقبل بالنسبة لنحو (6ر5) مليون سوري لاجئين في الخارج مازال غامضا ، حيث يرتفع عدد اللاجئين عند إضافة اللاجئين الذين تركوا بيوتهم ، ولجأوا إلى مناطق أخرى داخل سوريا، ليصل إجمالي السوريين الذين يحتاجون إلى المساعدات الأمنية والغذائية والصحية والتعليمية إلى أكثر من (7ر11) مليون شخص”.

وتلفت تلك المصادر ، الى الاستراتيجية المعتمدة لدى اغلبية دول الاتحاد الاوروبي تجاه الحرب السورية ، من ان “الاتحاد الأوروبي ، يعتقد أنه لم يعد هناك حل عسكري للأزمة السورية، ويدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى اتفاق بشأن انتقال سياسي في البلاد، حتى يبدأ التكتل بدعم جهود إعادة إعمار سوريا “.

من الجدير بالذكر، ان مؤتمر دعم سوريا في العام الماضي ، جمع (3ر4) مليار دولار، رغم أن الرقم النهائي للتعهدات كان (6) مليارات دولار ، حيث يأمل الاتحاد الأوروبي بالمحافظة على مستوى المساعدات خلال المؤتمر الحالي، بحسب تصريحات مسؤول في الاتحاد “رفض الكشف عن هويته”.

من ناحيتها، حثت منظمة “أوكسفام” الخيرية الدولية المانحين على زيادة مساعداتهم للشعب السوري، في الوقت الذي انتقدت فيه تردد الاتحاد الأوروبي ، وغيره من الدول في المساعدة على إعادة الإعمار.