التجدد الاخباري
أثار خبر إزالة ساعة حمص القديمة ، موجة من الاستياء والانتقاد من أهالي المدينة ، باعتبار الرمزية التي تمثلها بالنسبة لهم، وكان أزال عمال مجلس مدينة حمص الساعة القديمة من دوار الساعة القديمة يوم الخميس الفائت ، ما أثار موجة من الجدل والتساؤلات حول أسباب الإزالة ، وحتى رفضها بأي شكل كان.
سبب التصرف من قبل مجلس المدينة ، حول إزالة الساعة لم يكن واضحاً بالنسبة للأهالي ، والناشطين المتابعين الذين افترض بعضهم أنها إزالة نهائية ، بينما افترض آخرون أنها للإصلاح، وبعد تأخر غير مفهوم ، اتى حديث “صلاح الجاني” ، وهو عضو مجلس محافظة حمص ، ليحسم الأمر ، حيث أكد (الجاني) أن الغاية إجراء الصيانة لها ،وتجميل الدوار ، حيث سيتم ترميم الساعة وإصلاحها وإعادتها إلى مكانها الأساسي، وهو ما أكده أيضاً ، منشور مجلس مدينة حمص على الفيسبوك.
يشار الى أن إزالة الساعة ، كانت مفاجأة لكثير من المارين بالمكان ، والذين اعتادوا رؤيتها ، وربما ضبطوا ساعتهم على توقيتها، كما يذكر هنا ، أن الساعة القديمة تعد أحد رموز مدينة حمص ، والتي تعود لمرحلة الاحتلال الفرنسي ، حيث يقول المؤرخون : ان صانعها هو الساعاتي الشهير- آنذاك – “عبد الله كيشي” الذي نحت اسمه عليها، ما يجعلها واحدة من الرموز الهامة بالنسبة لأهالي المدينة ، الذين يرون فيها أحد خصوصياتها ، وميزاتها التي يرفض العبث بها.
بدوره ، مجلس مدينة حمص وفي منشور له على حسابه في الـ”فيسبوك” ، افاد بأن إزالة الساعة يهدف إلى تحسين ، وتجميل معالم مدينة حمص المميزة وإظهارها بالشكل اللائق. وأضاف المجلس الذي يتخذ شعار “بأيدينا نعمر بلدنا” ، أن عملية إزالة الساعة تقدمة من أحد المتبرعين، وتم رفعها من موقعها لإجراء الصيانة اللازمة لها وإعادة تجهيز الدوار الذي سوف يكون القاعدة التي سيتم تركيب الساعة عليه.
وتقع ساعة حمص القديمة ، وسط المدنية ، أول طريق حماة وعند تقاطع شوارع حماة والقوتلي “شارع السراي” والحميدية، أقامها الفرنسيون لدى احتلالهم سوريا عام 1923، إلا أن أهالي حمص اعتبروا هذه الساعة رمزاً للاستعمار، فلم يوفروا مناسبة لتوجيه حجارتهم لها ، إلا واستغلوها.
هذه الساعة الفرنسية، المصنوعة من النحاس الخالص، لطالما كانت توقيت النكتة في حمص ، والابتسامة التي لم تكن تفارق أحاديث أبنائها ، والتي لم يقتصر عملها على تحديد الوقت، وضبط إيقاع المدينة، بل ارتبطت بروح سكان حمص وذكريات أهلها والمقيمين فيها على طوال السنين
وظلت ساعة حمص القديمة ، رمزاً تراثياً للمدينة، وتحولت في وقت من الأوقات إلى شاهد على تنفيذ أحكام الإعدام بحق المجرمين في الساحة المحيطة بها، وبقيت حمص على تمرّدها على ساعتها الفرنسية حتى تموز \ يوليو 1951 ، حين زارت المغتربة السورية “كرجية حداد” ، حمص ، ضمن وفد سوري برئاسة الوزير المفوض في البرازيل – حينها – الشاعر المعروف “عمر أبو ريشة”، وخلال تلك الزيارة تبرعت هذه المغتربة بمبلغ 30 ألف ليرة سورية لبلدية حمص لإقامة ساعة كبيرة في ساحة “جمال عبد الناصر”، وسط المدينة.
ومن أطرف الحكايات حول هذه الساعة مارواه بعض الأهالي أن عمال البلدية ، الذين كانوا يعملون في ورديات ليلية ، كانوا يمدون خشبات مكانسهم لزيادة الوقت حتى يعتقد مراقبهم أن وقت ورديتهم انتهى ، ويخرجون أبكر من وقتهم المخصص.