التجدد – بيروت
نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية ، تقريرا ، تناولت فيه تفاصيل محاكمة المترجمة “مريم طه تومسون” ، التي وجهت إليها تهمة التجسس لصالح لبناني ، مرتبط بـ”حزب الله”. وأوضحت الصحيفة ، أنّ “طه” ، مثلت أمام محكمة واشنطن الفدرالية (يوم الأربعاء) الفائت، مشيرة إلى أنّها ارتدت سترة حمراء اللون ، وحضرت جلسة الاستماع من دون تصفيد يديها. وتابعت الصحيفة بالقول : إنّ المحققيين قالوا إنّها عرّضت حياة عناصر في الجيش الأمريكي ، ومعلومات سرية للخطر.
وبيّنت الصحيفة ، أنّ تومسون (61 عاما ) ، وهي مترجمة متعاقدة، متّهمة بإعطاء رجل لبناني ، تربطها علاقة عاطفية معه ، أسماء 8 مخبرين أمريكيين (يعملون لصالح الحكومة الأمريكية)، بما في ذلك ، أسماؤهم الحقيقية ، وصورهم ، ومعلومات عن خلفياتهم، بحسب ما كشفته مستندات المحكمة. وتابعت الصحيفة بالقول : إن حكما بالمؤبد سيصدر بحقها، إذا ما تبين أن المعلومات التي كشفتها أدّت إلى وفاة أي من المخبرين ، علما أنها ستظل موقوفة لحين موعد جلسة الاستماع المحدد في 11 آذار\ مارس الجاري. ولفتت الصحيفة إلى أن تومسون، وهي تقيم في مدينة روتشستر (ولاية مينيسوتا)، أوقفت في 27 شباط\ فبراير الفائت في (إربيل)، حيث كانت تعمل تحت جناح العمليات الخاصة.
وأفادت الصحيفة ، بأنّ تومسون أجرت أبحاثا وسرّبت الأسماء خلال فترة 6 أسابيع امتدت من نهاية شهر كانون الأول الفائت، وذلك عندما استهدفت غارات جوية أمريكية القوات المدعومة إيرانياً في العراق، مشيرةً إلى أنّ وتيرة تسريب المعلومات ، تسارعت خلال الضربات الأمريكية التي طالت القوات الإيرانية.
وبحسب ما أوردته وزارة العدل الأمريكية، فإنّ تومسون شاركت لائحة الأسماء هذه مع لبناني مرتبط بـ”حزب الله”، حيث كانت تخبئ لائحة بأسماء المخبرين السريين تحت فراش سريرها. وقالت الوزارة إنّ التحقيقات ، كشفت عن “تغيّر ملحوظ” في أنشطة المترجمة الشبكية على أنظمة وزارة الدفاع السرية. وأضافت الوزارة بالقول : إنّ تومسون بحثت عن نحو 60 ملفاً خاصاً بعناصر في الاستخبارات، وهي معلومات لم تكن بحاجة إليها، بما فيها أسماؤهم وصورهم وغيرها من المعلومات الشخصية.
وأضافت الصحيفة ، بأنّ أمر تومسون ، كُشف في 30 كانون الأول الفائت، أي بعد مرور يوم واحد على الغارة الأمريكية ، التي طالت القوات المدعومة إيرانياً في العراق، وتابعت الصحيفة بأنّ عناصر في مكتب التحقيقات الفدرالي ، فتشت شقتها ، وعثرت على مذكرة باللغة العربية ، دُوّنت عليها أسماء المخبرين الأمريكيين. وجاء في المدوّنة ، أنّ المخبرين كانوا يجمعون معلومات لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اقترحت تومسون ، مراقبة هواتفهم ، وتحذير أهدافهم.

البنتاغون
وخلال استجوابها، قالت تومسون إنّها لا تعلم إذا كان الشخص الذي سرّبت له المعلومات ، منتمياً لـ”حزب الله”، موضحةً أنّها عمدت إلى حفظ المعلومات السرية غيباً ، ومن ثم كتبتها ، وبعثتها عبر تطبيق مراسلة آمن حمّلته على هاتفها.
ولاحقا، عدلت تومسون إفادتها، إذ قالت إنّها واثقة بنسبة 70% بأنّها لم ترسل المذكرة. من جهتهم، قال المحققون ، إنّهم كوّنوا دليلاً دامغاً ، يشير إلى أنّ تومسون كانت ترسل معلومات شخصية عن المخبرين، بما في ذلك معلومات دوّنتها على مذكرة ، كتبتها باللغة العربية.
وبعد توقيف تومسون، قال المدّعون إنّها اعترفت بتسريب معلومات سرية لرجل ، كانت مرتبطة به عاطفياً، لكنها قالت إنّها لم تكن تعلم أنّه مرتبط بـ”حزب الله”. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنّ تومسون ، شددت على أنّها اعتقدت أنّه كان مرتبطاً بـ”حركة أمل”، على الرغم من أنّها قالت في ما بعد أنّها تعتبر الحزب والحركة جهة واحدة.
ونقلت الصحيفة عن تومسون ، قولها أثناء التحقيقات: “لا. أنا لا أعرف شيئا عن حزب الله. أنا أكره حزب الله”، واصفةً أعضاء الحزب بأنهم “إرهابيون (..) يمكنهم الوصول إلى أي كان مثل الأخطبوط”. وقالت الصحيفة ، إنّ لقطة لشاشة (screenshot) لمحادثة بالفيديو حصل عليها مكتب التحقيقات الفدرالي أظهرت تومسون ، وهي تعرض لرجل لبناني مذكرة باللغة العربية تصف فيها التقنية التي يستخدمها أحد المخبرين الأمريكيين لجمع المعلومات. يُذكر أنّ موعد جلسة الاستماع المقبلة حُدّد في 11 آذار الجاري، بحسب “ديلي ميل”.