aren

تل أبيب تنشر “صورة نادرة” لأم كلثوم مع فرقة يهودية… والحديث يعود مجددا عن علاقة “كوكب الشرق”بـ”عيون البقر”
الإثنين - 30 - نوفمبر - 2020

ام كلثوم مع فرقة يهودية في العاصمة العراقية – بغداد / مصدر الصورة وزارة الخارجية الاسرائيلية

-كوكب الشرق صاحبة (ميول مثلية)… وهده أسرار علاقتها الحميمة بالفتاة المقدسية التي زارتها في منزلها بالقدس … وقامت تل ابيب مؤخرا باطلاق اسم “ام كلثوم” على الشارع الكائن فيه ذلك المنزل

ماهو دور يوسف (بيك) اليهودي المصري و(البارون) النمساوي المجري في ازاحة “منيرة المهدية” عن عرش الغناء لاصلح “ثومة”

هذه هي تفاصيل عملية (الموساد) الاسرائيلي المسماة “عيون البقر”، وكيف أن الوكالة اليهودية ، استغلت العقود الغنائية لأم كلثوم من أجل تمويل الجامعة العبرية في فلسطين.

(خاص)

التجدد الاخباري – مكتب بيروت

نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، “صورة نادرة” لكوكب الشرق (أم كلثوم)، في العاصمة العراقية، بغداد. وذكرت الوزارة الإسرائيلية في تغريدة جديدة لها على حسابها الرسمي على “تويتر”، مساء (امس الأحد)، أن صورة كوكب الشرق “أم كلثوم”، تعود للعام 1929، في بغداد.

وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية ، أن الصورة تم التقاطها مع فرقة “يهودية” في بغداد، خلال زيارتها للعاصمة العراقية، عام 1929. وعلى الرغم من إشارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن صورة أم كلثوم (1898 -1975) في بغداد تعود للعام 1929، فإن جُل وسائل الإعلام العربية والعالمية، تؤكد أن كوكب الشرق ، زارت بغداد “مرتين فقط”، الأولى كانت في العام 1932، والثانية في العام 1946، بدعوة ملكية – آنذاك.

خفايا وأسرار علاقة “أم كلثوم” واليهود

وفي وقت سابق من هذا العام ، كانت بلدية الاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة ، أقامت احتفالية خاصة ، بمناسبة إطلاق اسم “أم كلثوم” على شارع ، هو بمثابة تفرع صغير لا يتجاوز( 20) متراً من الشارع الاستيطاني رقم (20)، الذي يخترق أراضي بلدة (بيت حنينا)، ليربط مستوطنات الشمال الشرقي للقدس بشارع “عطروت”، المؤدي إلى تل أبيب.

وبينما اعتبر البعض هذا الموضوع ، أنه يأتي إطار تسويق دولة الاحتلال الصهيوني التي ترغب -بلا جدوى- في إضفاء طابع إنساني على سياساتها العنصرية، واحتلالها الأرض الفلسطينية، وتشريد سكانها والتنكيل بكبارهم وصغارهم.

فان آخرون يرون في اطلاق “تل أبيب” لاسم (أم كلثوم) على أحد شوارع القدس الشرقية ، ومن ثم نشر وزارة خارجيتها لصورة نادرة للمطربة (اليوم) مع فرقة يهودية في العراق، باعتبارها جزء من أسرار تكمن وراء هذا الحدث/ الاحداث ، ويربط ذلك بمحاولات جهاز عمليات “الموساد” الإسرائيلي ، تجنيد (أم كلثوم) لصالحها.

يشار هنا الى ان إطلاق شارع “أم كلثوم” ، جاء في ذكرى رحيلها الموافق الثالث من شباط (فبراير) 1975 ، اضافة الى ان أم كلثوم كانت أحيت في ثلاثينيات القرن الماضي ، حفلات غنائية عدة في (القدس ويافا وحيفا وتل أبيب).

    “علاقة مثلية” بين أم كلثوم وفتاة مقدسية من آل داود

وكان صدر في العام الماضي ، كتاب بعنوان : “أم كلثوم وموساد: أسرار عملية عيون البقر” عن دار المعارف بمصر، للصحافي (توحيد مجدي)، الذي كُلف بالإشراف على تنفيذ بنود الملحقية الثقافية من معاهدة السلام الخاصة بنشاط المركز الأكاديمي الإسرائيلي في مصر، وهو أول “منشور مكتوب” يتحدث عن هذه الأسرار في حياة كوكب الشرق ، بعد جهد سنوات في الاطلاع على ملفات استخبارية بريطانية وأمريكية وإسرائيلية وفرنسية ، صنفت في “منتهى السرية”.

يزعم الكتاب – نفسه ، أنّ جهاز الموساد الإسرائيلي ، حاول تجنيد كوكب الشرق، بعد فشل محاولته (اغتيالها) عبر ممرضة يونانية ، فائقة الجمال ، كانت تتردد على منزلها ضمن برنامج لعلاجها من خشونة في الركبتين.

واستناداً إلى تقرير للوكالة اليهودية ، يرجع إلى ثلاثينات القرن الماضي ، نُسبت إلى المطربة الكبيرة ، “ميول مثلية” وزعم اقترابها “الحميم” من فتاة مقدسية من (آل داود)، عملت مساعدة لها خلال حفلات أحيتها في القدس.

    أم كلثوم تمول “الجامعة العبرية” في فلسطين

ويورد الكتاب ، أنّ إطلاق بلدية القدس المحتلة اسم أم كلثوم على الشارع، الذي كانت تقطن فيه تلك الفتاة، يرجع إلى أنّ سيدة الغناء العربي ، سبق وأن دخلت ذلك الشارع ، لزيارة تلك الفتاة. و(الثابت) أنّ أم كلثوم ، أحيت في ثلاثينيات القرن الماضي حفلات غنائية عدة في القدس ويافا وحيفا وتل أبيب.

عائلة قطاوي باشا اليهودية

جهاز الموساد، أطلق على عملية استهداف أم كلثوم : اسم “عيون البقر”، ويكشف الكتاب ، أنّ الوكالة اليهودية ، استغلت العقود الغنائية لأم كلثوم – من دون علمها – من أجل تمويل الجامعة العبرية في فلسطين،علماً أنّ تلك العقود التي شملت إحياء حفلات في (فلسطين والشام) على مدى نحو عشر سنوات، تمت بمساعدة السياسي المصري اليهودي “يوسف قطاوي”، الذي كان أول (يهودي مصري) ، يُمنح لقب «بك»، وقد حصل هو “نفسه” على لقب (بارون) من الإمبراطورية النمساوية المجرية ، التى حملت العائلة ، جنسيتها أيضًا.

ووفق الكتاب، فان قطاوي (نفسه)، ساعد في تربُّع أم كلثوم – وحدها على عرش الغناء الذي كانت تتصدّره منافسة قوية هي (منيرة المهدية).

أم كلثوم – منيرة المهدية

قصة لقب “كوكب الشرق” وعلاقته ب(حيفا)

المؤرخ (جوني منصور) – وهو من عرب إسرائيل- يؤكد ان أم كلثوم ، حازت على لقبها البارز (كوكب الشرق) ، أثناء تقديمها حفلة داخل مقهى (الشرق) في مدينة حيفا، ويضيف منصور أن إحدى المشاركات بالحفل ، انتابتها مشاعر النشوة من الاداء الطربي المبهر لام كلثوم، فصرخت المشاركة ، وهي تقول: «أم كلثوم أنت كوكب الشرق». يشار إلى أن (سليم نسيب)، كاتب سيرة أم كلثوم ، يقر بأن “أم كلثوم” حظيت بلقب (كوكب الشرق) في مدينة “حيفا”.

وتروي المصادر ، أن أم كلثوم ، كانت على علاقة طيبة للغاية بـ(يهود مصر)، وكانت تحرص على زيارة المعابد اليهودية ، التي كان يؤمها الكثير من المصريين لاعتقادهم بقدرة الحاخام على الشفاء من الأمراض.

وأنه بالفعل تم علاج كوكب الشرق – أم كلثوم من مرض (الرمد) على يد حاخام معبد “صاحب المعجزة ” أو “حاييم كابوسي” ، وهو كنيس يهودي يختص بطائفة اليهود القرائين – يقع في 3 درب النصير بحارة اليهود في حي الموسكي بمدينة القاهرة في مصر- كما ويُنسب المعبد إلى الحاخام حاييم كابوسي ، الذي توفي في مصر سنة 1631. سجلته اللجنة الدايمة للآثار المصرية ، كأثر تاريخي في 24 آذار- مارس 1986. وقام حاخام المعبد بوصف بعض العلاجات لأم كلثوم ، وكانت عبارة عن خليط من (فواكه كانت مزروعة بالمعبد).

يذكر ، أن الحاخام حاييم كابوسي، كان واحدا من أبرز علماء “التوراة”، واطلق عليه أهل مصر بكل أديانهم وطوائفهم ، لقب (صاحب الكرامات). وقد اعتاد اليهود قبل تهجيرهم من مصر أن يزوروا مقبرته يوم (عيد الغفران)، ويبيتون هناك عدة ليالي كل عام.

وحول علاقة أم كلثوم الحميمية بعائلة (قطاوي باشا) اليهودية ، وهو أحد أبرز رجال الأعمال المصريين – آنذاك ، ورئيس الطائفة اليهودية المصرية ، فان بدايات تلك العلاقة تعود الى اعتبار ان أم كلثوم ، هي أهم مطربة ، وكانت تحيي حفلات زواج أبناء العائلة ، التي كانت مقربة من القصر الملكي في عهد الملك فؤاد.

وتروي المصادر ، أن أم كلثوم كانت تستعين بقطاوي باشا ، لحل مشكلاتها ، ومصيرها الفني المهدد بسب مؤامرات منافستها المطربة الشهيرة -آنذاك -منيرة المهدية، والتي كانت تلقب بـ”سلطانة الطرب”، حيث طلبت كوكب الشرق من قطاوي باشا ، ومن زوجته (أليس سوارس)، إيصال شكواها للملك فؤاد “شخصيا”، لينتهي الامر بعقد مصالحة بين منيرة المهدية وأم كلثوم.

الكاتب محمد صالح، أكد مداومة “منيرة المهدية”، الاستماع لحفلات كوكب الشرق في الخميس الأول من كل شهر بعد المصالحة، وحتى رحيلها عام 1965، وبسؤال سلطانة الطرب /منيرة المهدية عن أسباب ذلك ، قالت: «حد يقدر ييجي له نوم.. والست بتغني؟»، ويبدو أن تلك الشهادة قد أتت بعدما تأكدت سلطانة الطرب ، أن لكل عصر نجومه وأن التغيير ، هو سمة الكون، فارتضت بنصيبها من الشهرة ، وسلّمت بموهبة كوكب الشرق الفني، بينما يقول آخرون ان دخول مخابرات السلطة وعسسها في حياة (المهدية)، دفعها الى الاقرار لمن هو أضعف منها بـ(مكانة ما)، دون أن يكون هذا موقف السلطانة ، وحقيقته.

أم كلثوم – في سطور

اشتهرت أم كلثوم، واسمها (فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي) في مصر وعموم الوطن العربي في القرن العشرين، ولقبت بكوكب الشرق ، وسيدة الغناء العربي، حيث اعتبر ذلك التاريخ خسارة فادحة للوجدان العربي، فكتبت الصحافة : أنّ مصر فقدت هرمها الرابع، وفقد العالم العربي كوكبه المشرق.

بدأ صيت “أم كلثوم”، يذيع منذ صغرها، حين كان عملها مجرد مصدر دخل إضافي للأسرة، لكنها تجاوزت أقصى أحلام الأب حين تحولت إلى المصدر الرئيسي لدخل الأسرة، أدرك الأب ذلك عندما أصبح الشيخ (خالد) ابنه ، المنشد وعندما أصبح الأب “ذاته” في بطانة ابنته الصغيرة.

في عام 1928 غنت أم كلثوم ، مونولوج (إن كنت أسامح وأنسى الآسية)، لتحقق الأسطوانة ، أعلى مبيعات وقتها على الإطلاق، ويدوّي اسم “أم كلثوم” بقوة في الساحة الغنائية، وهو نفس العام ، الذي لحنت فيه ، أم كلثوم أغنية (على عيني الهجر) بنفسها لنفسها!.

في عام 1935 تغني (علي بلد المحبوب وديني) من ألحان رياض السنباطي، وقد ظل السنباطي يلحن لأم كلثوم ما يقرب من 40 عاماً، ويكاد يكون هو ملحنها الوحيد في فترة الخمسينات، بعدها بعام تلحن أغنية (يارتني كنت النسيم) في ثاني وآخر تجربة لها وكانت تجربتها الأولي أغنية (علي عيني الهجر) عام 1928.

في سنة 1966 غنت من ألحان رياض السنباطي قصيدة “الأطلال”، من كلمات الشاعر (إبراهيم ناجي)، وكان غناؤها لهذه الأغنية بعد عام واحد من غنائها لأغنية (أنت عمري)، من ألحان محمد عبد الوهاب، وكان ذلك بمثابة رد من السنباطي على عمل عبد الوهاب (أنت عمري)، الذي حقق نجاحاً كبيراً ، وأثبت (السنباطي) أيضاً قدرته الفائقة علي تلحين القصائد ، التي تكتب بالفصحى ، وحققت الأطلال نجاحاً قوياً.

عام 1954 تزوجت أم كلثوم من “حسن السيد الحفناوي”، أحد أطبائها الذين تولوا علاجها، واستمر الزواج حتى وفاتها.

ويوم رحيل أم كلثوم ، كتب الصحفي (بيغل كاربيير) في صحيفة “الفيغارو” الفرنسية ، : أنه برغم أن الأوروبيين لم يفهموا الكلمات، إلا أنها وصلت إلى روحهم مباشرة.