aren

تل أبيب : أزمة لبنان تقرّب الحرب مع حزب الله … وسيطرة “حسن نصر الله” على البلاد
الأحد - 11 - يوليو - 2021

السيد حسن نصرالله

التجدد الاخباري – مكتب بيروت

هدد مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى بأن “حرب لبنان الثالثة هي مسألة وقت وحسب”، حسبما نقل عنه موقع “واللا” الإلكتروني اليوم، الأحد. ويأتي هذا التهديد على خلفية الأزمة الاقتصادية الشديد التي تواجهها الدولة اللبنانية في ظل فراغ سلطوي ، وأن (إيران وحزب الله)، يسعيان إلى توسيع سيطرتهما في لبنان.

وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي : إن “حزب الله بدأ بدعم المنتجات الغذائية والوقود، وفتح شبكات صرافات آلية للمواطنين الشيعة فقط، وذلك في الوقت الذي ينهار فيه الجهاز المصرفي ومحطاط الوقود ترفع الأسعار بشكل كبير بسبب النقص الشديد في السوق”.

وأشار المسؤول نفسه إلى ما وصفه بـ”تحولات خطيرة” في لبنان خلال السنة الأخيرة، وأن أبرزها استمرار تطوير وتقدم مشروع “حزب الله” بتحسين دقة الصواريخ، “الذي يهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية عموما ومنشآت إستراتيجية، مثل (محطات توليد الكهرباء والبنية التحتية المائية) ورموز الحكم، خصوصا”. وأضاف أنه “في موزاة ذلك، يواصل حزب الله التسلح بمنظومات دفاع جوي تهدد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في المجال اللبناني والمنطقة. وهذه قضية مقلقة جدا”.

وتابع المسؤول الأمني الإسرائيلي ، أنه لا يوجد تقدم في المفاوضات حول الحدود البحرية بين (إسرائيل) ولبنان، وذلك بسبب الوضع السياسي في لبنان “الذي لا يسمح بالتقدم من دون موافقة حزب الله”. وبحسبه، فإن حزب الله يمنع السلطات اللبنانية من التوصل لتسوية في موضع إلقاء كميات كبيرة من النفايات مقابل بلدة المطلة وداخل الأراضي اللبنانية، “ولكن بشكل يلحق ضررا بالسكان، وذلك في أعقاب ضغوط إيرانية في هذا الموضوع ورغم تدخل قوات يونيفيل”.

وقال المسؤول الإسرائيلي ، إن وضع الجيش اللبناني يثير قلقا كبيرا، وأن “تفتت الجيش اللبناني بسبب مشاكل مستمرة سيعزز “حزب الله”، ويساعده في السيطرة على منظومات أسلحة، مثل دبابات وطائرات وأسلحة أخرى. وجرى نقل رسائل حول هذا الموضوع إلى كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وبموجبها يتعين على الولايات المتحدة دعم وتعزيز الجيش اللبناني من أجل منع نشوء فراغ آخر في المجال الأمني، سيدخل إليه (حزب الله وإيران) بسرعة”.

وفيما يتعلق بالجيش الإسرائيلي، قال المسؤول نفسه إنه “على الجيش أن يعزز قدراته، وذلك، بين أسباب أخرى، بسبب القدرات الفتاكة لحزب الله وتعقيدات مواجهة مسلحة في لبنان التي تستوجب اجتياحا بريا عميقا. والتطورات في لبنان تلزم المستوى السياسي (الحكومة الإسرائيلية) بأن تحسم في الكثير من المسائل المتعلقة ببناء قوة حزب الله الذي يحصل بشكل متواصل على مساعدات من إيران”.

وفي غضون ذلك، يسعى وزير الأمن الإسرائيلي، بيني (غانتس)، ووزير المالية، أفيغدور (ليبرمان)، في الفترة المقبلة إلى دفع خطة لإنهاء “العائق” عند الحدود بين إسرائيل ولبنان بتكلفة مليار شيكل،”وبشكل يمنع حزب الله من تنفيذ تهديداته، وبينها غزو واسع للبلدات المحاذية من الجدار الحدودي ومواقع الجيش الإسرائيلي”.

ويشمل هذا “العائق” عمليات هندسية، جدارا مرتفعا، جدارا جديدا في مواقع حساسة ومنظومات تكنولوجية متطورة. وسيعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، في أيلول/سبتمبر المقبل، مداولات خاصة حول تحصين المباني في شمال (إسرائيل).

هارئيل

إسرائيل قلقة من تفاقُم الأزمة فى لبنان

توازيا ، كان مكتب وزير الدفاع الاسرائيلي “بنى غانتس”، أصدر (الثلاثاء) الماضى ، “بيانا” وصف بأنه (غير مسبوق). في ضوء الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان و«محاولات حزب الله إدخال استثمارات إيرانية إلى لبنان»، اقترح غانتس تقديم إسرائيل مساعدة إنسانية إلى لبنان بواسطة قيادة (اليونيفيل). وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وخلال احتفال تدشين نصب تذكاري لقتلى ميليشا “جيش لبنان الجنوبي” بمنطقة المطلة، قال غانتس : إن قلبه يحزن أمام مشهد المواطنين الجائعين في شوارع بيروت، وإن إسرائيل مستعدة للعمل على تحسين الوضع بالتعاون مع دول أخرى.

صحيفة “هآرتس” العبرية، وفي تقرير لمحلل الشؤون العسكرية المتخصصة لديها ، “عاموس هرئيل” ، رأت في تصريح وزير الدفاع ، انعكاسا لتغير معين في النظرة الإسرائيلية إلى ما يجري في الجانب الثاني من الحدود.

أولا، (إسرائيل) قلقة من تفاقم الأزمة الداخلية في لبنان التي تتدهور بسرعة. ثانيا، يزعجها احتمال أن تصور إيران نفسها منقذة للبنانيين. ثالثا، إذا كان هذا السيناريو يبدو بعيد الأجل حاليا، فإن إسرائيل منتبهة إلى احتمال قيام “حزب الله” في ظروف قصوى باستلام زمام الأمور في بيروت من خلال استغلال ضعف الحكومة الانتقالية على خلفية زيادة عدد الشيعة بين السكان (نظام توزيع القوى في لبنان يعتمد على إحصاء للسكان جرى قبل نحو 90 عاما، وقد ازداد عدد الشيعة منذ ذلك الحين، بينما انخفض عدد المسيحيين).

وتابعت الصحيفة ، في الخلفية، يتواصل الصراع على النفوذ الإقليمي بين (إيران) وبين (إسرائيل) و(كتلة) الدول السنية المحافظة. اتهمت إيران ،إسرائيل، رسميا بالهجوم بمسيّرة في الشهر الماضي على مصنع لأجهزة الطرد المركزي في “كرج”. وتتابع القيادتان السياسية والأمنية في إسرائيل بصورة مكثفة ، المفاوضات الدائرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن عودة الأمريكيين إلى الاتفاق النووي، وأعدّت قائمة بالتعويضات العسكرية التي ستطالب بالحصول عليها في المقابل من الرئيس بايدن.

من جهة أُخرى ، تدرك إسرائيل أن رفع معظم العقوبات التي فرضتها إدارة (ترمب) على طهران بعد انسحابها من الاتفاق قبل 3 أعوام، سيؤدي إلى تدفُّق مليارات الدولارات إلى الاقتصاد الإيراني. جزء من هذا المال من المتوقع أن يأخذ طريقه إلى حزب الله ، ومن الممكن أن يُستخدَم جزء من أرباح النفط الإيراني ، مستقبلا في زيادة النفوذ الإيراني في بيروت.

ووفق ما جاء في تقرير “هرئيل” ، فقد كانت إسرائيل تفضل أن تصل أموال الترميم إلى الجيش والدولة اللبنانية من الغرب ومن الخليج، لا من إيران وروسيا أو الصين. وعلى الرغم من أداء الجيش اللبنانى في منع التسلل عبر الحدود وعلاقاته مع حزب الله، إلّا أنها تفضل وجوده كعامل استقرار مقارنة بصعود نفوذ التنظيم الشيعي.

في الجيش الإسرائيلي، يشعرون بأن الوضع الاقتصادي للمواطنين اللبنانيين أسوأ بكثير مما كان عليه في صيف السنة الماضية عند انفجار المرفأ ، وخروج التظاهرات الاحتجاجية إلى الشوارع. فقد انهارت قيمة الليرة اللبنانية، والمواطنون يجدون صعوبة في شراء حاجاتهم الأساسية في السوق السوداء. كما أن حوادث إطلاق النار خلال الانتظار على محطات الوقود ، بات أمرا عاديا. الكهرباء مقطوعة لساعات عديدة بصورة تذكّر بما يجري في قطاع غزة، وهو لا يشبه أبدا ما تعود عليه سكان بيروت. وبحسب كل التقديرات، النقص في الحاجات الأساسية ،سيزداد حدة فى الأسابيع المقبلة.

وأضافت الصحيفة ، في هذه الأثناء ، تتلقى إسرائيل بعض الارتدادات لهذه الاضطرابات على شكل حوادث ، تقع (أحيانا) على طول الحدود. عمال سودانيون وأتراك يجدون صعوبة في الحصول على رزقهم في لبنان ، يحاولون التسلل إلى إسرائيل عبر السياج بهدف إيجاد عمل هنا. هناك أيضا ارتفاع في عدد محاولات تهريب المخدرات ، والسلاح العائدة أيضا إلى صعوبات اقتصادية.

وتختم الصحيفة الاسرائيلية تقريرها ، أن هناك سيناريو يُطرح في النقاشات ، ويتعلق بمحاولة أمين عام حزب الله “حسن نصر الله”، تعزيز المكانة السياسية لحزبه بتأييد من الإيرانيين. قد لا يبدو هذا السيناريو ، ذا معقولية مرتفعة، لكن حوادث الربيع العربي قبل 10 أعوام ، اثبتت أن دولا مستقرة نسبيا ، يمكن أن تسقط بسرعة كبيرة. الحاجة إلى تقديم مساعدة إلى لبنان تضمن استقراره ، وتمنع سيطرة “حزب الله” ، تُطرح فى كل المحادثات السياسية والأمنية التي تجريها إسرائيل مع الولايات المتحدة، وكذلك مع فرنسا ، ودول أوروبية أُخرى.