aren

“تقدير موقف” : الواقع الإستراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط
الخميس - 4 - مايو - 2023

خاص \ حصري

التجدد الاخباري – مكتب واشنطن

مساهمة ومشاركة اعداد – رئيس التحرير : “رائف مرعي”

أماطت اللثام ، “مصادر” أمنية غربية لموقع “التجدد الاخباري” ، عن بعض من نقاشات جرت (مؤخرا) مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في العاصمة – واشنطن ، تطرق الحديث خلالها لعديد من الملفات الإقليمية في “تقدير موقف” ، ليتسنى معرفة الموقف الإستراتيجي منها.

ووفق ما اتيح لـ”التجدد” الاطلاع عليه ، فقد كان الطرح الأمريكي ، يميل للبراغماتية بوضوح ، وربما أقوى ما فيه : ان الولايات المتحدة (لم ولن) تنسحب من المنطقة ، أو تعيد التموضع خارجها، لأن ثمة مصالح كبيرة لها في الشرق الأوسط ، بدءا من ملفات الطاقة، وضرورة تأمين طرق التجارة البحرية المهمة، وليس انتهاء بملف التطرف والإرهاب، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، اللذين يؤثران على الأمن والاستقرار.

كما وتلفت “النقاشات” التي جمعت بعناية ودقة ، أن الادارة الديبلوماسية ، السياسية ، والعسكرية في “واشنطن” لم تغلق سفارات ، ولا هبط منسوب اشتباكها في المنطقة ، وان التزايد والتناقص بأعداد قواتها في العراق وسورية لا يدلل بالمطلق على نية الابتعاد عن هذه المنطقة “المهمة إستراتيجياً”.

وفي هذا السياق ، فان استخدام أدوات دبلوماسية وسياسية ومساعدات، والحديث مع الأطراف والضغط عليهم ، أو حتى دعمهم، انما يدلل – وفق هذه النقاشات – على استمرار الاشتباك الإستراتيجي في المنطقة.

وتشير “المصادر نفسها” الى أن  فكرة إعادة التموضع ، التي أتى بها الرئيس الأسبق ، الديمقراطي باراك (أوباما)، أو رغبة الرئيس السابق الجمهوري دونالد (ترمب) في المغادرة والابتعاد عن الحروب في المنطقة ، لا تعني “البتة” أن أمريكا لا تدرك أهمية الشرق الأوسط ، فثمة مصالح حيوية لواشنطن فيه .

و(هنا) يبدو أن حديث المسؤولين الأمريكيين و”ما بين سطوره” ، متسقا مع ما قاله الرئيس بايدن في زيارته الأخيرة للسعودية ، ومقالته في “وول ستريت جورنال” التي قال فيها حرفيا : إن أمريكا تدرك أهمية الشرق الأوسط ، ولن تنسحب منه.

وفي تفصيل ملفات الشرق الاوسط و(تفرعاته) ، فان التقارب المستجد “السعودي الإيراني” والدور الصيني تجاهه ، تراه (واشنطن) أنه يصب في الأمن والاستقرار الإقليمي ، وقد كانت بصورة التفاصيل منذ البداية وعلى دراية وتنسيق مع السعوديين، وان “الصين” كانت مضيفا ، وليس وسيطا وبطلب إيراني \ ملاحظة – كشف الرئيس الايراني مؤخرا ان الوساطة كانت بعرض من قبل بكين ، وافقت عليه لاحقا كل من (طهران والرياض)-

وتتابع النقاشات الامريكية في هذه الورقة ، أنه إذا ما كانت النتائج الأساسية ، تصب بصالح بيئة إستراتيجية أفضل وخفض التوتر، أو تهدئة وحل مشكلة الأزمة اليمنية ، فهذا تماما ما ترغب به الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة.

وفي “رصد وتقييم ” أمريكي لموقف الجمهورية الاسلامية الايرانية من مسار المتغيرات الحاصلة ، فان الولايات المتحدة (تشكك) في أن تلتزم إيران بالتفاهمات الأخيرة ، فليس هناك ما يدلل على أنها بصدد إحداث تحول إستراتيجي ، لتصبح قوة إقليمية بناءة ، تبتعد عن العبث بالاستقرار الإقليمي مباشرة ، أو من خلال أذرعها.

أما في “الشأن السوري” و”قانون قيصر”، تكشف (خلاصة) النقاشات في هذا الملف “الحيوي والهام” ، انه لا تزال أمريكا ترى ضرورة معاقبة دمشق ، لكنها بحال من الأحوال لا تريد أن يؤذي “قانون قيصر”، حلفاءها بالمنطقة ، فليس هذا هو المطلوب ولا هو المرغوب.

وتتابع : لهذا ترانا نراقب دولا حليفة لنا – المقصود لـ(أمريكا) – ماضية بإعادة سورية للجامعة العربية ، والانفتاح عليها، للقناعة أن هذا سيساعد سورية على التغلب على تحدياتها ، ويسرّع من مغادرة القوات الأجنبية لأراضيها ، منها : الإيرانية ، ويعاون سورية على ضبط الحدود ، والتهريب ، وعودة اللاجئين .

وتستدرك في ختام هذا الملف بالقول : ” الحديث مهم ، ويدل أن الأجواء مهيأة لنقاش هادئ حول نجاعة قانون قيصر”.

ملف آخر، حضر بقوة في النقاشات ، وهو “إسرائيل” وحل الدولتين ، فلا تزال تراه الولايات المتحدة ، (الحل والرؤية الأمثل) ، التي تصبّ في صالح الجميع بما فيها إسرائيل، وان واشنطن تتحدث مع تل ابيب ، وهذا جزء من ضغط تمارسه يوميا عليها، وقد رأينا أن آخر ذلك ما حدث في شهر رمضان ، حيث أسهم الضغط الأمريكي لوقف الاقتحامات ، ومرور هذا الشهر بهدوء نسبي.