
التجدد الاخباري- بيروت
تشير تقديرات مسؤولين “رفيعي المستوى” في الحكومة الإسرائيلية، إلى أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ستظهر فوز المرشح الديمقراطي، جو (بايدن)، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، مساء يوم، الثلاثاء.
هذا، ونقلت القناة العامة الإسرائيلية (“كان 11″) عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أنه حتى في حال خسارة ترمب الانتخابات، فإنه يعتزم الاستمرار بالعمل على إتمام المزيد من اتفاقيات التطبيع بين (إسرائيل)، ودول عربية حتى تسليم الرئاسة لـ”بايدن” بحلول كانون الثاني/ يناير المقبل.
وشدد المسؤولون في إدارة ترمب، على أن الأشهر المقبلة، ستشهد “تحركات بهذا الخصوص” (دفع دول عربية للتطبيع مع إسرائيل).
وأضافت المصادر، أن المسؤولين في الإدارة الأمريكية ، “يتذكرون امتناع إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، التي شغل فيها بايدن منصب نائب الرئيس، عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار صدر عن مجلس الأمن في كانون الأول/ ديسمبر عام 2016، يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية، وذلك في تحد لضغوط من الرئيس المنتخب حديثا حينها، ترمب”.
وذكرت القناة 12 أنه “بالنسبة للحكومة الإسرائيلية الحالية، كانت سنوات ترمب الأربع استثنائية، سواء في قضايا الإجماع الإسرائيلي مثل الاتفاق مع الإمارات ورفض الاتفاق النووي مع إيران، ولكن أيضًا في القضايا المتعلقة بنتنياهو بمصالح نفسه الذي كانت علاقته بترامب من أقوى الأسلحة السياسية التي يمكن أن يحظى بها رئيس حكومة إسرائيلي”.
يأتي ذلك بينما عبّر العديد من المسؤولين الإسرائيليين عن دعمهم للمرشح الجمهوري، دونالد ترامب؛ كان آخرهم وزير الداخلية، الحريدي أرييه درعي، الذي قال في مقابلة لإذاعة “كول حاي” الحريدية، مساء الثلاثاء، إنه “أصلي لفوز ترامب”.
وقال زعيم حزب “شاس”، وزير الداخلية، (الحريدي)، أرييه درعي : “أصلي من أجل فوز ترامب في الانتخابات”، مضيفا: “لقد أثبت (ترامب) خلال الأربع سنوات الماضية صداقته الحقيقية للشعب اليهودي ودولة إسرائيل”. وأضاف أن “بايدن أيضا صديق لإسرائيل، لكن لا سمح الله حال لم يتم انتخاب ترامب، فأنا أعرف من سيكون سعيدا، الإيرانيون وحزب الله وحماس وغيرهم”.
وفي هذا السياق، توقع “تقرير إسرائيلي”، أن تبقى العلاقات بين (مصر) و(الولايات المتحدة جيدة)، في حال فوز ترمب بولاية ثانية ، لكن التقرير، اعتبر أن فوز بايدن، من شأنه أن يعيد “الأجواء الباردة التي سادت بينهما” خلال ولاية الرئيس السابق، باراك أوباما.
ولفت التقرير الصادر عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة “تل أبيب”، إلى أن إدارة أوباما لم تدعُ رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى زيارة البيت الأبيض، كونه صعد إلى الحكم من خلال انقلاب ضد الرئيس السابق، محمد مرسي، الذي انتخب في انتخابات ديمقراطية.
هذا، وأيد 63% من الجمهور في إسرائيل انتخاب ترمب، لولاية ثانية، واعتبروا أن ذلك سيكون في مصلحة إسرائيل، فيما فضّل أقل من 17% ، انتخاب المرشح الديمقراطي، بايدن. كذلك دعا حاخامات إلى التصويت لصالح ترمب، وأدى قادة المستوطنين صلوات من أجل فوزه.
ووفقا للاستطلاع، الذي نشره “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية”،(أمس)، فإن 42% من الجمهور اليهودي في إسرائيل ، يعتقدون أن انتخاب بايدن “رئيسا”، سيضعف العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، فيما اعتبر 31% منهم أن انتخابه سيعزز العلاقات بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية.
وقال 35% من المواطنين العرب في إسرائيل إن انتخاب بايدن رئيسا ، لن يؤثر على العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، ورأى 29% منهم أن انتخابه لن يؤثر على العلاقات الأمريكية – الفلسطينية أيضا.
وفي إجابة المستطلعين اليهود على سؤال “هل بايدن جيد لإسرائيل؟”، قال 13% فقط إنهم يفضلون انتخابه، فيما قال 70% إنهم يفضلون انتخاب ترمب من ناحية المصالح الإسرائيلية. وتبين من الاستطلاع ، أن ناخبي “اليسار” الصهيوني منقسمين حيال الانتخابات الأمريكية، وقال 40% إنهم يؤيدون انتخاب ترمب، ونسبة مطابقة أيدت انتخاب بايدن.
لكن الصورة كانت أوضح في صفوف ناخبي اليمين، حيث عبر 82% عن تأييدهم لانتخاب ترمب، كما عبر 62% من ناخبي أحزاب الوسط – يمين عن تأييدهم لانتخاب ترمب. وامتنع أغلبية المستطلعين العرب عن الإجابة على هذا السؤال ، وقالوا إنهم لا يعرفون الإجابة، ورغم ذلك فضل 39% انتخاب ترمب، مقابل 31% الذين فضلوا انتخاب بايدن، ما يدل على انعدام الثقة بكلا المرشحين ، والتأكيد على انحياز الإدارات الأمركيية لصالح إسرائيل.
وفي سياق متصل، عبر حاخامات الصهيونية الدينية ، المعروفون بعنصريتهم تجاه العرب عموما والفلسطينيين خصوصا، عن تأييد مطلق لترمب، وأصدروا بيانات دعوا فيها إلى التصويت له. وفسر هؤلاء الحاخامات، الذين يعتبرون قادة المستوطنين، تأييدهم بأن “الرئيس ترمب سد الطريق طوال سنوات ولايته أمام البرنامج النووي الإيراني”، واصفين إيران بأنها “العدو الأكبر للسلام العالمي”، حسبما نقلت عنهم صحيفة “معاريف”.
وأفادت صحيفة “هآرتس”، بأن عددا من قادة المستوطنين ، أدوا صلوات في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، من أجل فوز ترمب، “الذي أخذ على عاتقه مسؤولية تقوية شعب إسرائيل، دولة إسرائيل وأرض إسرائيل”.
كذلك أدى مستوطنون، خلال الأسابيع الأخيرة، صلوات في العديد من الكُنس في المستوطنات من أجل فوز ترامب، وفقا لـ”هآرتس”. ووقع حاخامات على عرائض ، تدعو إلى التصويت لترمب. وحسب الصحيفة، فإنه في جميع هذه المراسم، امتنع قادة وحاخامات المستوطنين عن ذكر “صفقة القرن”، فيما ذكروا مخطط ضم مناطق من الضفة الغربية لإسرائيل في سياق قولهم ، إن ترمب سيحقق “إنجازات” أخرى في حال انتخابه، لكنهم ركزوا على أن السياسة الأهم خلال ولاية ترمب ، هي “دفع أعمال بناء مكثفة” بالمستوطنات.
تل ابيب: ” بايدن لن يتوقف عن دعمنا حال فوزه”
قال خبير عسكري إسرائيلي إن “مرشحي الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وجو بايدن لديهما التزام عميق بأمن “إسرائيل”. وأوضح رون (بن يشاي) في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنهما سيتصرفان بشكل مختلف، ورغم “الدم السيئ” مع بنيامين نتنياهو، فلا يتوقع أن يلغي بايدن ، الاعتراف بالقدس (عاصمة) لإسرائيل، والسيادة على مرتفعات (الجولان)، فضلا عن الالتزام بالحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل، والإشراف على صيانة وتسليح سلاح الجو الإماراتي”.

إنه “سواء تم انتخاب بايدن أو ترمب، فإن موقفهما تجاه أمن إسرائيل ، ومكانتها الدولية لن يختلف كثيرا، فكلاهما لديه التزام عميق، ثبت على مر السنين، بوجود أمنها في الشرق الأوسط كدولة ذات أغلبية يهودية، وحتى في القضية النووية الإيرانية، فمن المرجح أن يكون الاختلاف في السياسة أصغر مما يوحي به خطابهم الانتخابي”.
وأوضح بن يشاي، وثيق الصلة بكبار قادة الجيش والمنظومة الأمنية والعسكرية، وغطى الحروب الإسرائيلية في لبنان وفلسطين، أنه “بصرف النظر عن إيران، هناك 5 مجالات رئيسية تتعلق بأمن إسرائيل ومكانتها الدولية، ويُتوقع من ترمب وبايدن اتباع سياسات مختلفة تجاه القضية الفلسطينية والمستوطنات وسلوك إسرائيل الأمني بالضفة الغربية، والخطوط العريضة المحتملة لحل الصراع، وسياسات بيع الأسلحة والمنصات والأسلحة عالية التكنولوجيا المبتكرة لدول الشرق الأوسط، والموقف من الأمم المتحدة ومؤسساتها”.
وأكد أنه “يمكن الافتراض أن إدارة ترمب ستنتظر بصبر حتى يترك أبو مازن الساحة، وتنتهي صراعات الخلافة، وفي غضون ذلك، سيبذل صهر الرئيس ، جاريد (كوشنير) المزيد من الجهود لإضافة المزيد من الدول العربية إلى الاتفاقات الإبراهيمية، بحيث يكون هناك في اليوم الذي تتولى فيه قيادة فلسطينية جديدة زمام القيادة، ومعسكر عربي معتدل متماسك وغني ، “يساعدها” على الجلوس على طاولة المفاوضات مع إسرائيل”.
وأشار إلى أنه “في غضون ذلك، سيكون هناك تجميد في المستوطنات، ولن يكون هناك ضم في الضفة الغربية، لكن سيسمح بالبناء لتلبية احتياجات المستوطنين المتزايدين، بشكل أو بآخر، حسب المخطط الحالي، مع العلم أنه ربما لن تلغي إدارة بايدن الخطوات التصريحية التي اتخذتها إدارة ترامب باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، والسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان”.
وأكد أن “بايدن تحت تأثير الجناح الليبرالي لحزبه، يتوقع أن يعود لسياسة تنص على أن المستوطنات تتعارض مع القانون الدولي، ويؤكد أن الحل الوحيد الممكن للصراع يقوم على مبدأ الدولتين لشعبين على أساس حدود عام 1967، مع ممرات حدودية بين قطاع غزة والضفة الغربية، باختصار، إذا كان بايدن رئيسا، ونتنياهو رئيسا لوزراء إسرائيل، فسنعود إلى عهد باراك أوباما”.