aren

“تفاصيل وخفايا” من زيارة (كوخافي) الى واشنطن
الأحد - 4 - يوليو - 2021

خاص / حصري

التجدد الاخباري – مكتب واشنطن

أماطت اللثام ، أجهزة استخبارية “أطلسية” لموقع (التجدد الاخباري)، عن بعض من تفاصيل الزيارة (الهامة)، التي قام بها رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية ، الفريق “أفيف كوخافي” الى واشنطن ، مؤخرا.

وكشفت التقارير ، ان كوخافي وفي اطار زيارته الاخيرة ، اجتمع بقاعة المحاضرات بفندق (ويلارد إنتركونتيننتال) بالعاصمة – واشنطن بحوالي عشرين شخصية من الادمغة الرفيعة في الولايات المتحدة بمجال الامن القومي ، كان من بينهم (وزراء دفاع سابقين، رؤساء هيئات اركان مدمجة، متقاعدين ورؤساء مراكز ابحاث ريادية).

فندق ويلارد

وتلفت التقارير ، الى ان كوخافي أكد امام سامعيه “بان قرار إسرائيل بإحباط المشروع النووي العسكري الإيراني كان قد اتخذ قبل الانتخابات الأمريكية بعام تقريبا”. وأضاف “حتى من قبل أن يبدأ الحديث حول العودة للاتفاق النووي”. رئيس هيئة الاركان ، كشف في هذا السياق ” ان الجيش الاسرائيلي اعد على الاقل ثلاث خطط عملياتية لتحقيق هذا الغرض”. وان “حكومة نتنياهو اتاحت الميزانية للمشروع وحكومة بينيت تعهدت بإضافة مبالغ غير قليلة لاستكمال الفجوات في الجاهزية بأسرع وقت ممكن”.

ووفق ما تم تسريبه من تفاصيل حول (كلام) خطاب كوخافي في تلك القاعة لمكتب موقع ” التجدد الاخباري” بالعاصمة الامريكية (واشنطن)، فان ” كل واحدة من الخطط الهجومية  الاسرائيلية ، قائمة بذاتها ، وتعكس مستويات مختلفة من الحاق الضرر بالقدرات العسكرية النووية الإيرانية”. وان” التحديات التي واجهت المستوى العسكري في خضم ذلك تختلف كثيرا عما كان قد واجهه الجيش واعده قبل عقد من الزمان في عهد باراك – اشكنازي”.

وتابع (كوخافي): على سبيل المثال المنظومة الجوية الإيرانية اليوم ، أكبر بستة اضعاف عما كانت عليه قبل عقد من الزمان. هذا ناهيك عن الصواريخ المتقدمة S-400 بنسختها الإيرانية. كما أن عدد المواقع النووية الموجودة في باطن الأرض قد ازداد”.

وفي هذا السياق ، تكشفت المصادر لـ”التجدد” ان الخبراء الأمريكيين من الذين كانوا حاضرين في ذلك الاجتماع ، كانوا مؤدبين بدرجة دفعتهم لعدم إعطاء تفصيلات إضافية من رئيس هيئة الأركان”.

هذه الرسائل، حملها كوخافي في كل جلسة من جلسات العمل ، التي عقدها في (واشنطن) الأسبوع الماضي : مع وزير الدفاع لويد اوستن، مع رئيس الهيئات المشتركة الجنرال مارك ميلي، مستشار الامن القومي جيك سليفان، رئيس الـ(سي. اي. ايه) وليم بيرنز، نائبة رئيس وكالة الاستخبارات في وزارة الدفاع (سوزان) فايت.

وينقل عن المشاركين في دائرة رئيس هيئة الأركان ، انهم قالوا ضاحكين : ليس واضحا ما هو الأصعب لرئيس هيئة الأركان ، أن يقوم بإعداد رباطة عنقه في الصباح ام من الأصعب عليه أن يقنع الزملاء الذين يرى بعضهم لأول مرة ، بان من المحظور العودة لأخطاء الاتفاق النووي الأول.

لا يطلبون تعويض

في ذات الاطار ، تكشف المصادر نفسها ، انه خلال هذه اللقاءات ، طرح رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي امام الأمريكيين معضلات إسرائيلية. على سبيل المثال : كان من المفترض حسب الاتفاق النووي الأول الذي الغاه (الرئيس) ترمب بان تحصل إيران في الأول من كانون الثاني 2026 على اذن بتطوير وانشاء أجهزة طرد مركزي متطورة ، قادرة على تخصيب اليورانيوم بوتيرة (خمسة اضعاف) مقارنة بالسرعة الحالية. وفي 2031 ، سيكون بمقدور إيران ان تفعل ما تشاء في المجال النووي. من المنظور الاستراتيجي الإقليمي ، يمكن القول ان هذه التواريخ ، تبدو، وكأنها “يوم غد”.

وتباعت المصادر ، أنه حسب وجهة نظر رئيس هيئة الأركان لا يتوجب تحديد موعد بالتقويم السنوي . وانه بادر من التقاهم بالسؤال : ” اعتمدتم 2035 كغاية لإنهاء الاتفاق ، فما الذي سيغيره ذلك”. حيث يسود التقدير التالي لدى دوائر صنع القرار الامريكي : ان (كوخافي) يعتقد بكلامه هذا – أي منح طهران مهل زمنية- ان على الأمريكيين ان يحددوا موعد انتهاء، وفقا للتطورات السياسية. مثل استبدال الحكم في ايران ، او على الأقل ، حدوث تغيير جوهري في نظرته للحكم.

بالتوازي ، فان أوساط جهاز الامن الإسرائيلي ، اغتبطت جدا لسماعها “بايدن” ، يتعهد علانية في هذا الأسبوع امام (روبي) ريفلين ( الرئيس الاسرائيلي) ، بانه لن تكون للإيرانيين قدرات نووية عسكرية في عهده. ولكن في الغرف المغلقة ، يتساءلون في تل أبيب : ماذا سيحدث بعد حكم بايدن؟

هذا التساؤل كان حاضرا في لقاءات رئيس هيئة الاركان ، والذي لحظته التقارير الموضوعة حول هذه الزيارة (الأمنية العسكرية) ، فقد تساءل (جوخافي) امام نظرائه الأمريكيين: عندما تتحدثون عن اتفاق أطول واقوى فما الذي تقصدونه؟ ما هو الأقوى وما هو الأطول؟ ذلك لأنكم في السابق اقترحتم علينا الرقابة على (نطنز) . وبعد فترة محددة عرضتم علينا المنشآت التي اخفاها الإيرانيون في (بوردو). هل تستطيعون التعهد بعدم وجود منشآت مخفية لا تعرفون بأمرها اليوم أيضا؟”

رئيس هيئة الأركان ، كان واصل طرح اسئلته الصعبة : “ما الذي سيدفع الإيرانيين للموافقة على احداث تغيير في الاتفاق؟ من وجهة نظرهم أنتم الذين خرقتم الاتفاق، وهم لن يكونوا مستعدين لتقديم تغييرات جوهرية ان لم تظهروا الجدية. بكلمات أخرى: ان لم يطرح على الإيرانيين خيار عسكري حقيقي الى جانب استمرار العقوبات الاقتصادية الصعبة ، فليس لديهم سبب لإبداء المرونة. ليس من الممكن خداع الإيرانيين وتوجيه تهديدات بلا رصي لهم”. وختم كوخافي ، سرده للتساؤلات والاسئلة بالقول : “لدى الإيرانيين منظومة استخبارات جيدة ، وهم يعرفون متى يكون التهديد جديا ، ومتى لا يكون”.

جدير بالذكر هنا ، ان (تل أبيب) و(واشنطن) ، لم يتحدثوا في أي مرحلة من الاتصالات بينهما ، حول “الخط الأحمر”، الذي سيدفعهما لاستخدام القوة العسكرية ضد (إيران) ان تجاوزته. كما أنه لم يجرِ الحديث عن إلزام بخط محدد لرد الفعل. (إسرائيل) تميل لعدم مطالبة الأمريكيين بتعويض إذا ما تم توقيع اتفاق جديد مع إيران ، لان ذلك يعني موافقة إسرائيلية ضمنية على اتفاق ، هي لا تقبله أصلا.

وبحسب “جهات متابعة” للتطورات الحاصلة على هذا الصعيد ، فان ثمة “مصادر امنية اسرائيلية رفيعة المستوى ، تتولى الاتصالات الجارية مع واشنطن في القضايا الإقليمية من بينها وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان ، تفيد بان هناك اعتقاد ، أن إدارة بايدن نفسها ليست ناضجة تماما لتوقيع اتفاق مع إيران”.