
(خاص)
التجدد الاخباري
أفادت وكالة “رويترز”، اليوم، أن وزارة الخارجية الروسية، أعلنت عبر (بيان صحفي)، أن كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أعربا عن قلقهما من أنشطة المرتزقة السوريين والليبيين في المعارك المستمرة حالياً في إقليم “ناجورنو قره باغ”.
وأضافت الوزارة في بيانها، أن كلا الوزيرين، تناولا خلال مكالمة هاتفية، التصعيد الجاري بين أذربيجان وأرمينيا، وأكدا على ضرورة العمل على وقف تفاقم الأوضاع في إقليم “ناغورنو قره باغ”، خاصة بعد دخول المعارك أسبوعها الثاني.

“بلومبيرغ”: أردوغان “لم يفهم الرسالة” … وأزعج بوتين
من جهتها ، رأت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية ، أنّ الرئيس التركي رجب (أردوغان)، يختبر علاقته بنظيره الروسي (فلايديمير) بوتين في ظل المواجهات الدائرة بين كل من أرمينيا وأذربيجان. وكتبت الوكالة تقول : إنّ بوتين أوضح خلال السنوت الماضية ، أنه لا يسمح لا للولايات المتحدة الأمريكية ، ولا للصين بالتدخل في الشؤون الأمنية ، لأي دولة سوفيتية سابقة، مستدركةً بالقول: “لكن يبدو أنّ أردوغان لم يفهم الرسالة. فمع تعزيز دعمه لأذربيجان التي تحاول استعادة الأراضي التي خسرتها لصالح القوات الأرمينية في العام 1994، وضع الرئيس التركي علاقته مع روسيا على المحك”.
وفي هذا الصدد، قال مستشار للكرملين ، ورئيس معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، (ألكسندر) دينكين: “يختبر أردوغان صبر بوتين بالفعل”، مضيفاً: “يزيد إزعاجه لبوتين أكثر وأكثر”. وتابع الخبير الروسي: “إذا ما تأكدت مشاركة الجيش التركي أو المقاتلي من سوريا (في المواجهات)، فإنّ ذلك سيمثّل خطاً أحمر”، موضحاً: “لا يشبه ذلك التعددية القطبية التي أرادها بوتين”.
وفي تقريرها، لفتت الوكالة إلى أنّ العلاقة بين الرئيسيْن ، كانت متوترة قبل اندلاع المواجهات في “ناجورنو قره باغ” في ظل دورهما في (سوريا وليبيا)، مشيرةً إلى أنّ عدد الخلافات التي نجح الرئيسان في حلها تزداد. وأوضحت الوكالة أنّ روسيا ، تعتبر أنّ تركيا تضغط على عملاق النفط الروسي، شركة “غازبروم”، إذ انخفضت قيمة الغاز الروسي الذي استوردته أنقرة بنسبة 28% بالمقارنة مع العام الماضي، في حين ارتفعت الواردات من أذربيجان بنسبة 22%. كما لفتت الوكالة إلى أنّ تركيا ستفتح خطاً جديداً لأنابيب الغاز، في خطوة من شأنها أن تتيح للغاز الأذري التنافس مباشرة مع “غازبروم” على حصة السوق في القارة الأوروبية.
وفي هذا الصدد، ذكّرت الوكالة بتصريح أردوغان أمام البرلمان التركي الأسبوع الفائت، مشيرةً إلى أنّه ندّد بدعوة بوتين- في تصريح مشترك مع نظيره الأميركي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون- إلى المطالبة بوقف فوري لإطلاق لنار في أذربيجان، حيث وصفه بأنّه “غير مقبول”؛ علماً أنّ كلاً من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة ، يعمل على حل نزاع (ناغورنو قره باغ) في إطار مجموعة “مينسك”. وفي خطابه، رأى أردوغان ، أن مجموعة “مينسك”، لم تعد تناسب هذا الغرض، محملاً روسيا مسؤولية تجدد القتال، إذ اعتبر الرئيس التركي أنّه يمثل جزءاً من الأزمة الأوسع التي اندلعت مع “احتلال” شبه جزيرة القرم.
من جانبه، حذّر رئيس الوكالة الفدرالية الروسية للتعاون الدولي، يفغيني(بريماكوف)، من فشل دعوة موسكو إلى وقف إطلاق النار، قائلاً: “إذا دعونا إلى السلام من دون بذل جهود عسكرية-ديبلوماسية فاعلة، عندها لن يعود بإمكاننا اعتبار جنوب القوقاز منطقة تشتمل على أهم مصالحنا الحيوية للسنوات العشرة أو العشرين المقبلة بل ربما أكثر”. ونبّه بريماكوف (أيضاً) من أن عضوية حلف شمال الأطلسي “الناتو” قد تباع لزعماء المنطقة كحل لوضع حد للأعمال العدائية، “تماماً كما جرى في البلقان بعد حروب التسعينيات”، بحسب ما قاله.
وفي حين تقول روسيا وفرنسا، إنّ تركيا أرسلت مقاتلين من سوريا إلى أذربيجان، تنفي “أنقرة وباكو” هذه الاتهامات، أمّا روسيا فتربطها معاهدة أمنية مع أرمينيا، إلاّ أنّها تبيع السلاح للطرفيْن، وفقاً لما كتبته “بلومبيرغ”.
ونقلت الوكالة عن مسؤول تركي كبير (نفيه)، أن تكون بلاده تخون “الناتو” لصالح موسكو، مؤكداً أنّ تركيا تعتبر أنّها تقف وحيدة في وجه الضغط الروسي ، المتزايد في المنطقة.
في هذا الإطار، علّق الباحث الزائر في مركز كارنيغي أوروبا، سنان (ألغن)، بالقول: “وضع تركيا أكثر هشاشة مما ينبغي، نظراً إلى تآكل الثقة في تحالفاتها التقليدية، وهذا أمر متبادل”، حيث لعب قرار أردوغان شراء منظومات “أس-400” الدفاعية الروسية ، دوراً على هذا المستوى.
بدوره، افترض المحلل الروسي (أركادي) دوبنوف، أن تكون روسيا تتراجع لتلقين حكومة أرمينيا الإصلاحية ، درساً بأنّ “السياسات المناوئة لروسيا قد تؤدي إلى وقف الدعم بشكل كامل”، داعياً أردوغان إلى توخي الحذر، وعدم تجاوز الحدود.وقال دوبنوف: “يُعدّ بلده قوى إقليمية كبرى، لكن لا ينبغي له أن ينسى أن روسيا تعتبر نفسها اللاعب المسيطر هنا”.

الكرملين يعلّق على تصريحات الرئيس الأسد عن “مقاتلين سوريين” في أذربيجان
وكانت علّقت روسيا بشكل “رسمي” على تصريحات الرئيس السوري، بشار الأسد، عن وجود (مقاتلين سوريين) في أذربيجان. ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية ، الثلاثاء 6 من تشرين الأول، عن ديمتري بيسكوف ، السكرتير الصحفي الخاص بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قوله : إن “روسيا تدرس بعناية تصريحات رؤساء الدول بهذا الخصوص”.وأضاف بيسكوف أن موسكو لديها معلومات استخباراتية ، تؤكد وجود مقاتلين أجانب ، يقاتلون إلى جانب القوات الأذربيجانية في الحرب الدائرة ضد أرمينيا، منذ 26 من أيلول- سبتمبر الماضي. كما تعتمد روسيا وفقًا لبيسكوف على معلومات صادرة عن وزارة الدفاع الأرمينية.
روسيا وعلاقتها بـ”أذربيجان”
وأثار تفاقم الوضع في اقليم “ناغورنو قره باغ”، عددا من الأسئلة. على وجه الخصوص : لماذا موسكو ليست في عجلة من أمرها للتوسط لأرمينيا ، ولماذا لا تنتقد بشدة أذربيجان؟ الجواب هو أن “موسكو وباكو” ، تربطهما علاقات وثيقة للغاية، وليس فقط اقتصادية.
وفي الصدد، قال الخبير العسكري ، ورئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني، إيغور (كوروتشينكو)، لـ”فزغليد”: “تتخذ روسيا موقفا محايدا واقف على مسافة متساوية من نزاع قره باغ. بالنسبة لنا، أذربيجان ليست أقل أهمية من الناحية الاستراتيجية من أرمينيا. علاوة على ذلك، أصبحت العلاقات الشخصية الجيدة بين الرئيسين، فلاديمير بوتين وإلهام علييف، عاملا هاما في الاتصالات الروسية الأذربيجانية”.
و”في العلاقات بين رئيسي الدولتين، هناك ما يسمى” الكيمياء المتبادلة”، أي التعاطف والدعم والمودة، وهو أمر مهم في الاتصالات الدولية. رئيسنا، سياسي منضبط وحذر، فهو يُبقي معظم شركائه في السياسة الدولية على مسافة بعيدة، لذا، فإن العلاقات الجيدة مع علييف تساوي الكثير”.
وقال ضيف الصحيفة أيضا: “هنا السيرة الذاتية مهمة أيضا. فقد سبق أن عمل والد الرئيس الأذربيجاني الحالي، زعيم الجمهورية منذ فترة طويلة، حيدر علييف، وبوتين في مكان مشترك. كان حيدر علييفيتش ضابط أمن دولة، ترقى من ملازم إلى رئيس الكي جي بي في جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية، وبعد ذلك بدأ عمله كرجل دولة في المكتب السياسي ومجلس وزراء الاتحاد السوفياتي”.
وبشكل عام، وفقا لكوروتشينكو، فإن “خلفية” عائلة علييف مفهومة للزعيم الروسي: “إلهام علييف، خريج معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ويتحدث الروسية والإنكليزية على حد سواء”.
أما زعيم أرمينيا، رئيس الوزراء (نيكول) باشينيان، الذي وصل إلى السلطة على موجة “ثورة ملونة” في العام 2018، فشيء آخر، بحسب كوروتشينكو، فقال: “في رأيي، الاتصالات الشخصية بين علييف وبوتين أفضل بعشر مرات من الاتصالات بين بوتين وباشينيان”.
وشدد على أن الأمر يتعلق بالتحديد بالتفاعل الشخصي على مستوى زعيمي الدولتين، أما في العلاقات بين الدول، فتقف موسكو على مسافة متساوية من كل من (يريفان وباكو).

امريكا الغائب الأكبر عن حرب “ناغورنو قره باغ”
يسود الاعتقاد لدى العيدد من الخبراء الاستراتيجيين، ان واشنطن تظهر استجابة بطيئة ، حول النزاع الحالي باقليم ” ناجورنو قره باغ ” ، ويرى هؤلاء انه من الواضح في عام 2020 ، أن الأزمة لا يمكن السيطرة عليها، لسبب واحد ، وهو أن الولايات المتحدة ، ليست مهتمة بمن سيسيطر على الاقليم هناك.
وينحو تقييم اولئك الخبراء لاستراتيجية الولايات المتحدة تجاه هذا النزاع الى ان نتيجة الحرب ، سيكون لها تأثير ضئيل على واشنطن ، وان العلاقات الأمريكية مع (تركيا وروسيا)، متوترة بالفعل، ومخاطر خوض حرب في “القوقاز”، ستفوق الفوائد. ووفق الخبراء ” لهذا السبب لم تقدم واشنطن سوى الكلمات المبتذلة ، والمتوقعة منذ الأسبوع الماضي”.

رحلة الجهاد من “ادلب” الى “اذربيجان”
تقارير عديدة موثقة ، كانت أشارت الى وجود مقاتلين سوريين، عمدت ادارة اردوغان على نقلهم الى مناطق النزاع الناشىء على الحدود (الاذربيجانية – الارمينية).
صحيفة “الغارديان” البريطانية ، كانت حاورت (مقاتلا سوريا) على خط النار بين أرمينيا وأذربيجان في ظل الحرب ، التي تجري حاليا بمنطقة “ناغورنو قره باغ”، المتنازع عليها بين البلدين. وتقول الصحيفة إنه بعد ستة أيام من الاشتباكات في الاقليم ، اتخذ القتال هناك بعدا إقليميا.
ونقلت “الغارديان” في تقرير (خاص) عن العديد من المرتزقة في محافظة “إدلب”، وهي آخر معقل للمعارضة في سوريا، قولهم إن قادة عسكريين، ووسطاء ، زعموا أنهم يمثلون شركات أمنية تركية ، عرضوا عليهم العمل في حراسة مراكز مراقبة ومنشآت النفط والغاز في أذربيجان، في عقود قد تمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر.
ووفق ما ذكرت الصحيفة البريطانية ، فقد عرض الأتراك على المقاتلين 10 آلاف ليرة تركية (حوالي 1200 دولار أميركي) شهريا، وهو بحسب الصحيفة ، مبلغ ضخم للسوريين المحاصرين لعقد في حرب وفقر.
وعلى خط النار بين أرمينيا وأذربيجان، تحدثت الصحيفة البريطانية إلى “مصطفى خالد”، الذي طلب عدم استخدام اسمه الحقيقي ، لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، الذي أكد الحديث السابق، وقال إنه سجل اسمه “للعمل في أذربيجان” في 18 سبتمبر، وهو الآن متمركز في نقطة تتعرض لقصف مدفعي متواصل منذ الأحد الماضي.
وقال الشاب (23 عاما) إنه سافر من مدينة إدلب ، ضمن كتيبة (قوامها)، ألف رجل سوري من فرقة “السلطان مراد- سليمان شاه – الحمزة” المدعومة من تركيا ، والتي غادرت معبر “كيليس الحدودي” مع تركيا إلى قاعدة عسكرية في مدينة (غازي عنتاب)، في 23 سبتمبر. وفي اليوم التالي توجهت الكتيبة إلى إسطنبول ومنها إلى أذربيجان عبر طائرات الشحن العسكرية التركية.
وتؤكد بيانات موقع “فلايت رادار”، الذي يتتبع تحركات الطائرات، بالإضافة إلى صور وإحداثيات الموقع الجغرافي المرسلة إلى (الغارديان)، صحة البيانات. وبحسب الصحيفة، فإن نشر ألف مقاتل سوري ، يعملون لصالح شركة أمنية تركية خاصة، بالإضافة إلى دعم أنقرة الصريح لأذربيجان في أسوأ قتال بين الجارتين منذ 1994، يؤكد صعود تركيا كقوة إقليمية، ويهدد بإخلال الوضع الراهن الهش في القوقاز.
والجمعة الفائت ، اتهمت أرمينيا ، أذربيجان بضرب البنية التحتية المدنية في ستيباناكيرت، المدينة الرئيسية في ناغورنو قره باغ، وكذلك استهداف قصف مدفعي لحافلة تقل صحفيين”روس وأرمن”. ورفضت أذربيجان ، بيانا من أرمينيا جاء فيه إن (يريفان)، مستعدة للعمل مع الوسطاء لوقف إطلاق النار، قائلة إنه يتعين على أرمينيا ، سحب قواتها أولا. وتتمتع تركيا بعلاقات ثقافية واقتصادية ، طويلة الأمد مع أذربيجان. وفي المقابل، يربط تحالف عسكري بين روسيا أرمينيا، كما أن موسكو ، تحتفظ بصلات مع النخبة الحاكمة في “باكو”، وتبيع الأسلحة لكلا الجانبين.

قلق ايراني
تجدد الاشتباكات ، المخاوف بشأن الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز ، كما ويثير القتال الجديد ، ووجود “مقاتلين سوريين”، معادين ، بالقرب من حدودها ، يثير قلق (إيران) أيضا ، التي أكد رئيسها (حسن روحاني) ، أن قيام بعض الأطراف بنقل إرهابيين من سورية ، ومناطق أخرى إلى قرب الحدود الإيرانية ، أمر مرفوض بالمطلق بالنسبة لبلاده.
وحذر روحاني في كلمة له خلال اجتماع الحكومة الإيرانية من خطر تحول النزاع بين أذربيجان وأرمينيا إلى حرب إقليمية وقال: “شددت في محادثاتي مع المسؤولين الأرمينيين والأذربيجانيين على أمن إيران والتأكيد على عدم إمكانية حل أي مشكلة عبر الحرب وإراقة الدماء” مبينا أن بلاده لن تسمح للإرهابيين بالاقتراب من حدودها.
وأشار روحاني إلى أن إصابة الأراضي الإيرانية بقذائف جراء المعارك الدائرة في إقليم “ناغورني قره باغ” ، أمر غير مقبول لافتاً إلى أن طهران نقلت لأطراف النزاع مخاوفها حول أمن المنطقة. وجدد روحاني ، استعداد بلاده للمساعدة بحل النزاع بين أرمينيا وأذربيجان عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.