Altajaddud موقع التجدد الإخباري
(خاص)
التجدد الاخباري – مكتب واشنطن
“مصادر خاصة” بموقع التجدد الاخباري، كشفت انه، وبعد تعليق الخطوط البريطانية ، رحلاتها إلى مصر ، بدءا من صباح (يوم الأحد) ، ولمدة أسبوع، فان القرار “يأتي على خلفية الزيارة التي قام بها وفد أمني بريطانيا للمطارات المصرية منذ نحو أسبوع ، واجرى خلالها عمليات تفتيش للاطلاع على الحالة الأمنية لمطاري (الغردقة) و(القاهرة الدولي)”.
وتضيف المصادر ،”انه وبعد مغادرة المفتشين البريطانيين عقب انتهاء عملية التفتيش بـ 48 ساعة ، اصدرت بريطانيا قرارها بتعليق الرحلات ، لأسباب مختلفة ، بعد أن طلبت من مصر ، مزيداً من إجراءات التأمين داخل المطارات المصرية المختلفة، وعلى رأسهم المطاران المذكوران”.
وبحسب المصادر ذاتها ، “كان أرسل الجانب البريطاني لمصر ، مذكرة طالب فيها بمزيد من إجراءات الأمن والسلامة في المهابط المصرية، والمزيد من عمليات التفتيش الدقيقة للطائرات في المهابط ، كما طالب بمزيد من التفتيش على الأشخاص العاملين بالمهابط ، والمسؤولين عن دخول أرض المطارات المصرية المختلفة، وضرورة وضع نظام أمني صارم لتفتيش الطائرات بشكل مختلفة”.
إضافة إلى أن الوفد البريطاني ، ” طالب بوضع مزيد من أجهزة الكشف عن المعادن والمتفجرات، وأجهزة X-ray داخل المطارات المصرية المختلفة ، إضافة إلى وضع نظام دقيق لتفتيش الطائرات التي تهبط إلى المطارات المصرية، وأيضا قبل إقلاعها من مصر”. وتضيف أنه ” شدد على ضرورة العمل علي الملاحظات التي أبداها المفتشون البريطانيون أثناء زيارتهم لمصر منذ أسبوع ، وضرورة وضع قواعد لدخول العاملين للمهابط، ويقتصر الأمر على أشخاص حاملي التصريحات الأمنية كإجراء أمني.
… اجراء مماثل (امريكي) بالانتظار
وكانت أفادت وكالة “رويترز” للأنباء، السبت، بأن شركة لوفتهانزا الألمانية ، قررت تعليق رحلاتها إلى القاهرة لدواع أمنية. وقالت الشركة ، إن تعليق رحلاتها إلى العاصمة المصرية ، خطوة احترازية ومؤقتة، في وقت يجري “مزيد من التقييم”.
ويأتي هذا القرار ، بعد ساعات فقط ، على اتخاذ الخطوط الجوية البريطانية ، خطوة مماثلة، وقالت في بيان إنها تقوم باستمرار بمراجعة إجراءاتها الأمنية في جميع مطاراتها حول العالم ، وعلقت الرحلات إلى القاهرة لسبعة أيام ، كإجراء احترازي من أجل مزيد من التقييم، مؤكدة أنها “لن تسمح بتحليق طائرة ما لم تكن آمنة”. وقامت وزارة الخارجية البريطانية ، بتحديث تحذيرها بشأن السفر، السبت، لإضافة إشارة إلى تعليق رحلات الخطوط الجوية البريطانية ،ونصحت المسافرين الذين تأثروا بالقرار بالاتصال الشركة.
وتنصح الوزارة منذ فترة طويلة بعدم السفر جوا من وإلى منتجع “شرم الشيخ” المصري، حيث فجرت طائرة ركاب روسية في 2015، إلا للضرورة ،ولكنها لم تصدر تحذيرات مماثلة ضد السفر من القاهرة ، وإليها. وأوضحت في بيان، السبت، أن “من المرجح جدا أن ينفذ إرهابيون هجمات في مصر”، مضيفة أنه في حين “تقع معظم الهجمات في شمال سيناء، هناك خطر ماثل بوقوع اعتداءات في عموم البلاد”. وتابعت أن الهجمات قد تكون عشوائية تستهدف قوات الأمن، ودور عبادة، وتجمعات كبيرة والمواقع ، التي يزورها السياح.
وتمثل السياحة ، أحد مصادر العملات الأجنبية الرئيسية لمصر، وقد بدأت تتعافى بعد تراجع عدد السائحين عقب انتفاضة 2011 ، وتفجير طائرة الركاب الروسية في 2015 ، الذي أدى إلى مقتل 224 شخصا بعد فترة وجيزة من إقلاعها. ووفق الخارجية البريطانية ، فقد استقبلت مصر خلال عام 2018 ، موطنين بريطانيين ، وصل عددهم إلى (415) ألفا، وقالت الوزارة إن زياراتهم “تمت من دون أي مشاكل”.
من ناحية اخرى ، تدور التساؤلات حول الأسباب الحقيقية ، لتعليق الرحلات الجوية إلى القاهرة ، فقد أعرب “مراقبون وخبراء أمن” مصريون عن استغرابهم من تعليق خطوط طيران غربية ، رحلاتها إلى مصر ” كأجراء احترازي”، فيما رأى آخرون أن من السابق لأوانه ، التكهن بالأسباب، التي أدت لصدور مثل هذه القرارات.
ومع ضبابية الموقف ، فان القرار (البريطاني الالماني) ، بدا مفاجئا وغربيا “في آن”، وذلك على ضوء استضافت مصر لبطولة الأمم الأفريقية ، مدار شهر كامل، في أجواء آمنة للغاية. بينما يرجح البعض ، ان يكون للقرارات علاقة بالأوضاع في (ليبيا)، وما يتردد عن دعم مصر للمشير (حفتر)، أو بمخاوف من حدوث عمليات أمنية ، قد تطال المصالح الغربية ، جراء التصعيد مع إيران. وربما يكون نتيجة لوجود إضراب في مطار هيثرو”.
فقد ذكرت تصريحات صحفية ، نقلا عن مصدر بالطيران المدني المصري ، أن المطارات المصرية تقوم بمراجعة إجراءات التأمين مع الجهات المعنية ، مؤكداً أن هناك تواصل مع الجهات البريطانية المختلفهً، وأن هناك ظروفا سياسية في بريطانيا ، واحتجاجات منذ يوم ٢٣ تموز \يوليو الجاري ، قد تكون هذه الأحداث وراء ذلك.
جانب من مبنى الخارجية البريطانية
وفيما توقع (آخرون) ، قيام الولايات المتحدة بإجراءات مماثلة ، اشارت جهات متابعة لـ(موقع التجدد) ، الى انه من الصعب التكهن بالأسباب الحقيقية ، التي أدت إلى تعليق الرحلات بهذا الشكل المفاجئ، مضيفة على غالب الظن ، أنها نتجت عن تهديد آني وشيك، على الأرجح مصدره ولاية سيناء ، المسؤول عن إسقاط الطائرة الروسية” في عام 2015 ، والتي أدت إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا ، بعد فترة وجيزة من إقلاعها.
وقال نواب مصريون لصحيفة الـ”غاريان” البريطانية ، إن بلادهم استثمرت ما يقرب من 20 مليون جنيه إسترليني ، لتحسين أوجه القصور الأمنية ، التي أبرزتها الحكومة البريطانية. وقد استعانت “لندن” بخدمات شركة ريستراتا (Restrata) الأمنية ، لتدريب أكثر من ستة آلاف من موظفي أمن المطارات المصريين، في محاولة لإعادة تشغيل الرحلات الجوية إلى (شرم الشيخ) ، حيث كانت الخارجية البريطانية قد أصدرت -في السابق- تحذيرا لتجنب التنقل جوا من وإلى منتجع شرم الشيخ ، إلا في الحالات الضرورية.
مصر : مطاراتنا آمنة
من جهته ، قال رئيس مجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الجوي ، أحمد فوزي، السبت، إن وقف الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها من لندن إلى القاهرة لمدة سبعة أيام، إجراء خاص بالشركة ،وليس للسلطات المصرية دخل به.
وأضاف أن الطائرات المصرية ،التابعة لشركة مصر للطيران، تعمل من وإلى إنكلترا بشكل منتظم يوميا، مشيرا إلى أن طاقم الخطوط الجوية البريطانية ، سيغادر القاهرة على متن طائرة تابعة للخطوط المصرية، مشيرا إلى أن ذلك يعني عدم وجود أي مشاكل تتعلق بالمنظومة الأمنية في مطار القاهرة الدولي.
وتابع أنه “إذا كانت هناك مشاكل تتعلق بالأمن أو بأشياء أخرى كان الأولى بالمملكة البريطانية منع رعاياها من الذهاب إلى مطار القاهرة عبر شركات طيران أخرى”، موضحا أن قرار المنع الخاص بالشركة “قد يكون له أبعاده السياسية الخاصة بالمنطقة وإيران وقد يكون نتيجة لوجود إضراب في مطار هيثرو”. وأردف أن “هذه مجرد تخمينات ليس أكثر ولكن ما هو أكيد أن مطار القاهرة الدولي آمن ويرحب بالجميع”.
وقال فوزي إن مطار القاهرة الدولي لم يتلق إخطارا بإيقاف الرحلات حتى الآن، ولم يستقبل البيان الخاص بالشركة الذي نشرته وسائل الإعلام، مؤكدا أن طائرة تابعة للخطوط المصرية قادمة من مطار هيثرو وصلت السبت إلى مطار القاهرة بشكل طبيعي ومنتظم.
وأكد أن المطارات المصرية عندما تخضع للتفتيش من قبل السلطات الأمنية البريطانية ، لا يكون هناك أي ملاحظات، موضحا أن من يقوم بالتفتيش في مطار القاهرة ، أو المطارات المصرية ، هي الحكومة البريطانية متمثلة في سلطة الطيران ، وليست الخطوط الجوية.