aren

تشكيك دولي في شفافية ونزاهة اللجنة العليا للانتخابات في تركيا
الثلاثاء - 16 - مايو - 2023

التجدد- مكتب اسطنبول

قال مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اليوم (الاثنين) ، إن اللجنة العليا للانتخابات في تركيا أظهرت أنها لا تتمتع بالشفافية في إدارتها للانتخابات أمس الأحد، وإن التغطية الإعلامية الحكومية المنحازة للانتخابات ، تعد مبعث قلق.

وذكر وفد من المنظمة أن الرئيس رجب أردوغان والأحزاب الحاكمة في البلاد ، تمتعوا بامتيازات غير مبررة على أحزاب المعارضة التي واجهت ظروفا غير متكافئة في أثناء حملتها الانتخابية.

وأصدرت هذه النتائج بعثة مراقبة مشتركة ، تضم مكتب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للمؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان والجمعية البرلمانية لنفس المنظمة والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.

وقال السفير يان (بيترسن) ، رئيس بعثة مراقبة الانتخابات من مكتب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للمؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان في مؤتمر صحفي بأنقرة اليوم الاثنين “يؤسفني أن أقول إن إدارة الانتخابات كانت تفتقر إلى الشفافية، فضلا عن الانحياز الواضح في وسائل الإعلام العامة والقيود المفروضة على حرية التعبير”.

وذكر بيترسن أن الانتخابات العامة كانت “سلمية في الغالب” رغم وقوع عدد من الحوادث وأن اللجنة العليا للانتخابات عملت بكفاءة. وأشاد الوفد بالإقبال الكبير مشيرا إلى أنه مؤشر واضح على “الروح الديمقراطية القوية”.

وجاء في تقرير البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات أن “عملية التعامل مع الشكاوى على جميع مستويات إدارة الانتخابات تفتقر إلى الشفافية، وقرارات اللجنة العليا للانتخابات التي نشرت لم تكن مؤيدة بمبررات كافية بشكل عام”.

وأعلنت اللجنة العليات للانتخابات إجراء جولة إعادة في 28 مايو بين أردوغان ومنافسه المعارض كمال كليتشدار أوغلو بعدما أخفق كلا المرشحين في الحصول على نسبة 50 بالمئة اللازمة للفوز في الانتخابات الرئاسية.

ومع فرز 99 بالمئة من صناديق الاقتراع، تقدم أردوغان بحصوله على 49.4 بالمئة من الأصوات على كليتشدار أوغلو الذي حصل على 44.96 بالمئة من الأصوات.

وقالت البعثة ، التي نشرت 401 مراقبا من 40 دولة في جميع أنحاء تركيا، إن حزب اليسار الأخضر الموالي للأكراد تعرض لترهيب واسع النطاق بدون أن تحدد المسؤول عن ذلك. وأضافت دون الخوض في تفاصيل أن بعض السياسيين المعارضين يخضعون لقيود.

ودعا الوفد السلطات إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان زيادة إقبال الناخبين في المدن المتضررة من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا في فبراير. وقالت بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إنها ستولي اهتماما كبيرا لجولة إعادة الانتخابات الرئاسية في 28 مايو.

وبدت تركيا (اليوم الاثنين) بعد إعلان الهيئة المكلفة بالانتخابات رسميا جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية عالقة بين التفاؤل والصدمة بعد أن منحت صناديق الاقتراع تقدما وإن كان طفيفا للرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان الذي خاض السباق الرئاسي مثقلا بأزمات طاحنة كان من المتوقع أن تطيح به من الجولة الأولى وسط غضب خاصة في مناطق تضررت بشدة من زلزال 6 فبراير.

وجاءت النتائج عكس التوقعات وإن لم تمنح أردوغان أيضا عبورا يسيرا لدورة ثانية في 28 مايو ولن تكون سهلة في مواجهة مرشح تحالف الأمة المعارض كمال كليتشدار أوغلو، بينما تبقى نتائج الاقتراع مفتوحة على كل الاحتمالات فقد ينتزع الرئيس المنتهية ولايته نصرا بطعم الهزيمة وقد ينتزع مرشح المعارضة فوزا بطعم نصر عظيم ينهي عقدين من حكم الحزب الواحد.

وعبر ناخبو المعارضة في تركيا عن خيبة أملهم وعدم تصديقهم اليوم الاثنين بعد ما تصدر الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان الجولة الأولى في انتخابات الرئاسة، بينما عبر مناصرو الرئيس المبتهجون عن ثقتهم بأنه سيفوز في جولة الإعادة يوم 28 مايو/أيار.

وقال منسر أوزاكداج (55 عاما) الذي يعمل سائق سيارة أجرة “شهدت انتخابات كثيرة. خلدت ابنتي ذات الأربعة عشر عاما إلى النوم محبطة بعد انتظارها نتائج الانتخابات طوال الليل. تركوني محطما هذه المرة”، مضيفا “كل ما أريد هو الحرية والديمقراطية والعدالة… وددت لو ولدت في دولة أخرى”.

وعلى النقيض، يتفاءل الناخبون المؤيدون لأردوغان بشأن فرص تمديد حكمه المستمر منذ 20 عاما لعقد ثالث في جولة الإعادة أمام كمال كليتشدار أوغلو مرشح المعارضة الرئيسي. وقال الموظف المتقاعد صبري شيكر “في الجولة الثانية من الانتخابات، سيظفر طيب أردوغان بالنصر”.

وسيطرت حالة من الهدوء على أجواء معسكر المعارضة خلال الليل في أثناء فرز الأصوات. وقبل الانتخابات، تصدر كليتشدار أوغلو استطلاعات الرأي بفارق طفيف إذ أظهر استطلاعا رأي يوم الجمعة تجاوزه نسبة الخمسين بالمئة اللازمة لتحقيق فوز صريح.

وكانت المعارضة تطمح للاستفادة من حنق الناخبين بسبب الأزمات الاقتصادية في البلاد بعدما سببت سياسة غير تقليدية لخفض أسعار الفائدة أزمة في الليرة وارتفاعا في التضخم. وكان من المتوقع أيضا أن يتأثر التصويت ببطء تحرك الحكومة بعد الزلازل التي أودت بحياة 50 ألف شخص في فبراير شباط.

وما زال بعض أنصار المعارضة متفائلين تفاؤلا مليئا بالتحدي من أن كليتشدار أوغلو – المرشح عن تحالف الأمة المكون من ستة أحزاب – يمكن الفوز في الجولة الثانية. وتعهد كليتشدار أوغلو بإحياء الديمقراطية بعد أعوام من حكم أردوغان الذي ينزع نحو الاستبداد على نحو متزايد.

وقال حسين كوسو أوغلو “لا يبقى شيء على حاله. أعتقد أن هناك أناسا في تركيا يقاومون كل هذا الفساد والظلم والقمع ونظام الحكم الفاشي… وأعتقد أن جولة الإعادة سيفوز بها تحالف الأمة بدعم هؤلاء الأشخاص”.

لكن فردوس آيدن المتقاعدة ذات الخمسة والخمسين عاما لم تعبر عن نفس التفاؤل. وقالت “أنا محبطة جدا. حتى على الرغم من علمي أننا ربما نذهب إلى جولة إعادة، كنت أعتقد أن كليتشدار أوغلو سيتفوق على أردوغان من الجولة الأولى”.

وقال أحمد ينر رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية إنه مع فرز 99 بالمئة من صناديق الاقتراع، تصدر أردوغان الأصوات بنسبة 49.51 بالمئة وحل كليتشدار أوغلو ثانيا بنسبة 44.88 بالمئة.

واحتفلت وسائل الإعلام الموالية للحكومة بالنتيجة، فكتبت صحيفة يني شفق “انتصر الشعب” في إشارة إلى تحالف الشعب بزعامة أردوغان الذي فاز بأغلبية في البرلمان الجديد فيما يبدو ليعزز آمال أردوغان في جولة الإعادة. وأشارت النتائج إلى أن أردوغان وحزبه العدالة والتنمية استطاعا حشد الناخبين المحافظين على الرغم من أزمة تكلفة المعيشة.

وسيكون احتمال تولي أردوغان الرئاسة خمسة أعوام أخرى مثار غضب بالنسبة لنشطاء حقوق الإنسان الذين يطالبون بإصلاحات لاحتواء الأضرار التي يقولون إنها لحقت بالديمقراطية. واستأثر أردوغان بالسلطات وكمم أفواه المعارضة وسيطر على الإعلام والقضاء والاقتصاد. وربما يبدد فوزه أيضا يوم 28 مايو/أيار آمال آلاف السجناء والنشطاء السياسيين في الإفراج عنهم.