التجدد – مكتب بيروت
ذكر موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ، تجدد في الفترة الحالية ، الدفع باتجاه إجراء محادثات مباشرة بين (بيروت) و(تل أبيب)، لترسيم حدودهما البحرية ، وإيجاد حل للخلاف القائم بينهما حول اكتشافات ثروات الغاز الطبيعي في شرق المتوسط.
ونقل الموقع الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين ، قولهم إن إدارة ترمب ، تعول على إطلاق المحادثات الدبلوماسية المباشرة بين إسرائيل ولبنان قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، المزمع عقدها خلال تشرين الثاني \نوفمبر القادم.
ويأتي التركيز على التوقيت ، لينهي “ثلاثين عامًا” من توقف المحادثات بين البلدين في هذا الشأن، مما سيعد إنجازًا كبيرًا للإدارة الأمريكية الحالية.
وأفاد “أكسيوس” ، أن الخلاف الحدودي برز بين البلدين على خلفية عائدات الغاز الطبيعي في تلك المنطقة ، والتي يقدرها مراقبون بعشرات المليارات من الدولارات ، وعلى الرغم من ذلك فإن مسوح الغاز في هذه المنطقة متوقفة منذ عقود بسبب النزاعات حول الحدود البحرية.
وأوضح أن الوسيط الأمريكي ” ديفيد ساترفيلد” – يعد القائم بأعمال- هذا الملف في البيت الأبيض، حيث قدم اتفاقًا مبدئيًا لبدء المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية بوساطة أمريكية وتحت رعاية وإشراف مباشر من منظمة الأمم المتحدة.
وذكر الموقع الإخباري الأمريكي، أنه في قت سابق صدرت الموافقة من الحكومة اللبنانية لبدء التفاوض إلا أنها عادت وتراجعت بعد ضغوطات من حزب االله ، ويعد انفجار مرفأ بيروت ، هو السبب الأساسي لتجديد واشنطن جهودها في الوساطة.
ويمكن إسناد ذلك إلى أنه بعد انفجار المرفأ ، تكبد لبنان خسائر اقتصادية أض، يفت لهزائمه السياسية على مدى عام كامل، إضافة إلى نمو حالة من الغضب والرفض ، تجاه “حزب الله” ، نظرًا لأن بعض التكهنات المبدئية أشارت إلى تورطه في وجود شحنة النترات في المرفأ.
ويبدو أن الولايات المتحدة تتحرك بسرعة في هذا الملف، وحسب مسؤولين إسرائيليين ، فقد زار مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ” ديفيد شينكر” ، إسرائيل خلال الأسبوع الجاري ، وقام بطرح القضية خلال مباحثاته مع وزير الطاقة ” يوفال شتاينتس” ، ووزير الخارجية ” جابي أشكينازي”.
ويمكن وضع زيارة “شينكر” ضمن التحركات المكوكية للدبلوماسية الأمريكية في مساعيها لخلق حالة من الحوار بين لبنان وإسرائيل، حيث يشار إلى أن ” شينكر” توجه في زيارة إلى بيروت منذ أسابيع قليلة. وقد قال للصحفيين أنه استطاع حلحلة بعض الأمور بشأن الخلافات حول ترسيم الحدود البحرية، منها أنه قدم مسودة اتفاق مبدئي للجانب الإسرائيلي.
وربما ليست هذه المرة الأولى ، التي تطرح خلالها قضية المحادثات حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ولكن بيروت تبدي هذه المرة ، قدرًا اكبر من المرونة والاستعداد للتفاوض . حتى أن مسؤول إسرائيلي كبير ، أكد أن تل أبيب على استعداد للتفاوض مباشرة ، وبقدر كبير من التفاؤل مع الجانب اللبناني.
جهود أمريكية لإطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان
في ذات السياق ، ذكر موقع “والا” العبري، أن الولايات المتحدة الأمريكية ، تسعى إلى إطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان ، لتحديد المياه الاقتصادية لكل منهما، وحلّ الخلاف حول قضية التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط. وكان شينكر قد أبدى انزعاجه قبل أكثر من أسبوعين من تمسك لبنان بشروطه ، حيال ترسيم الحدود مع إسرائيل.
ووفقًا للموقع العبري، قالت مصادر مطلعة لصحيفة “الأخبار” اللبنانية : إن شينكر التقى المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان وناقش هذا الملف، ووصفت المصادر أجواء اللقاء بغير إيجابية. وبحسب الصحيفة فإن الولايات المتحدة تطالب بفصل الترسيم البري والبحري وتحديد مهلة زمنية للتفاوض.
فيما أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية حينها، أن المسؤول الأمريكي ، ديفيد شينكر، نقل رسالة إلى لبنان من إسرائيل ، مفادها : انها تعارض المقترح اللبناني بالنسبة لترسيم الحدود المائية بين البلدين، وأكد أن التغييرات لن تحصل إلا بموافقة إسرائيلية.
وقال موقع “والا”: إن شينكر التقى ممثلي منظمات المجتمع المدني والنواب المستقلين في بيروت، الذين أوضحوا أن بلادهم بحاجة إلى إصلاحات وتغيير، في حين أكد المسؤول الأمريكي لهم أنه لن يكون هناك دعم مالي للبنان من دون إصلاحات.

وكان شنكر “زار إسرائيل هذا الأسبوع والتقى بوزير الطاقة، يوفال شتاينتس، المسؤول عن القضية (الغاز بالبحر المتوسط) نيابة عن الحكومة (الإسرائيلية)”. كما التقى بوزير الخارجية الإسرائيليّ، غابي أشكنازي، “الذي يعتبر مكتبه شريكا في الاتصالات”.و”أطلع شنكر شتاينتس وأشكنازي على محادثاته في لبنان وقدّم لهما مسودة حديثة لوثيقة المبادئ لبدء المفاوضات”
عقدة الوسطاء
وذكر مسؤول إسرائيلي ، أن إحدى نقاط الخلاف التي لا تزال بحاجة إلى تسوية هي “وضع الوسطاء”، فيما أشار التقرير في هذا الصدد إلى أن لبنان طالبت سابقا، بوساطة مشتركة بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة معًا، فيما تريد إسرائيل في المقابل، وساطة أميركية فقط .
ومنذ العقد الماضي، هناك خلاف بين إسرائيل ولبنان حول وسم المياه بينهما، لا سيما في المنطقة المعروفة باسم “بلوك 9″، حيث تشير التقديرات إلى احتمال اكتشاف احتياطيات للغاز الطبيعي.