
التجدد الاخباري – مكتب واشنطن
عرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد (ترمب) السيطرة على الضفة الغربية للملك الأردني عبد الله الثاني، في اقتراح صادم دفع الملك إلى الاعتقاد بأنه يعاني من أزمة قلبية، وفقا لكتاب جديد.
الكتاب نشرت منه مقتطفات ، صحيفة الـ“واشنطن بوست” ، يتحدث عما اسماه عرض ترمب “صفقة رائعة” على الملك في كانون الثاني\ يناير 2018. وأفاد التقرير أن ترمب لم يكن مدركا -كما يبدو- أن لهذه الخطوة يمكن أن تكون تداعيات مزعزعة لاستقرار المملكة الهاشمية، التي ينحدر أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 9.5 مليون نسمة من أصول فلسطينية، وقد دعا بعضهم إلى الإطاحة بالنظام الملكي.
وقال عبد الله الثاني، وفقا للتقرير، لصديق أمريكي في وقت لاحق من العام نفسه: “ظننت أنني أعاني من أزمة قلبية… لم أقو على التنفس”. وذكر الكتاب إن ترمب اعتقد أنه يقوم بمعروف للملك بتقديم هذا العرض، دون أن يكون مدركا كما يبدو لتداعياته الأوسع، أو حقيقة أنه يعرض أرضا غير تابعة للولايات المتحدة. ولم يذكر التقرير ما إذا كانت إسرائيل على دراية بالعرض في ذلك الوقت.

وجاء الاقتراح المزعوم بعد وقت قصير من إعلان ترمب رسميا عن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ، وعن نية إدارته نقل السفارة الأمريكية إلى هناك من تل أبيب. بعد ذلك بعامين، أعلن رئيس الوزراء – آنذاك- بنيامين نتنياهو عن خطته ضم أجزاء من الضفة الغربية، وهو اقتراح تم تعليقه في النهاية.
تقرير واشنطن بوست مستمد من الكتاب المقبل “The Divider: Trump in the White House, 2017-2021″، من تأليف الكاتبة في مجلة “نيويوركر”، سوزان غلاسر، وبيتر بيكر، مراسل البيت الأبيض لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وذكر التقرير ، إن الكتاب يصور أيضا رئيسا أمريكيا منشغلا بمهاجمة أولئك الذين يعتقد أنهم يعملون ضده، بينما عمل بعض كبار أعضاء إدارة ترمب على تخفيف بعض مطالبه الأكثر تطرفا. وفقا للكتاب، كانت هناك أيضا أوقاتا درس فيها مسؤولون تقديم استقالاتهم بشكل جماعي.
وقال الكتاب إن ترمب طلب في مرحلة معينة من وزيرة الأمن الداخلي (آنذاك) كيرستين نيلسن “تشديد الحدود لدرجة الضغط عليها لاتخاذ إجراء ليس لديها سلطة في اتخاذه”، وهو ما دفع نيلسن ووزير الصحة آنذاك أليكس عازار إلى اتخاذ قرار بأن كلاهما سيتنحى عن منصبه إذا استأنف ترامب سياسة فصل العائلات عند الحدود الجنوبية.
“الأشخاص الذين كانوا الأكثر خوفا من حكمه كانوا أولئك الذين تواجدوا في الغرفة معه”، وفقا للكتاب. وقال الكتاب أيضا إن ترمب قال للمؤلفين أنه استبعد أن يكون مايك بنس نائبا له إذا قرر ترشيح نفسه مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية 2024، حيث ان ذلك “سيكون ذلك غير مناسب على الإطلاق”، على حد تعبيره.
وقال ترمب “لقد ارتكب مايك انتحارا سياسيا من خلال عدم الغاءه عمليات تصويت كان يدرك أنها خاطئة”، في إشارة إلى رفض بنس الخضوع لضغوطات لوقف التصديق على فوز الرئيس جوب بايدن في الفترة التي سبقت اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير.
طالب ترمب أيضا بأن يفقد عدد من مسؤولي الأمن السابقين تصاريحهم، وعندما أعاقت محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة التاسعة إحدى سياساته، قال لنيلسن، وفقا للتقرير، إنه ينبغي عليهم “التخلص” من القضاة و “إلغاء” المحكمة.
وورد في إحدى المقتطفات من الكتاب التي نُشرت في الشهر الماضي ، إن ترمب اشتبك بشكل متكرر مع جنرالاته بشأن رغبته بتنظيم مسيرة عسكرية ضخمة في العاصمة واشنطن، وأعرب عن أسفه لأنهم لم يظهروا نفس التفاني الذي ادعى أن هتلر تمتع به.

مع زيادة إحباط ترمب من عدم إظهار جنرالاته ولاء أعمى له، صرخ في وجه كبير موظفيه، جون كيلي، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية: “أيها الجنرالات الملاعين، لماذا لا يمكنكم أن تكونوا مثل الجنرالات الألمان؟”
“أي جنرالات؟” سأل كيلي
أجاب ترمب: “الجنرالات الألمان في الحرب العالمية الثانية”.
وقال كيلي: “هل تعلم أنهم حاولوا قتل هتلر ثلاث مرات وكادوا أن ينجحوا في ذلك؟”
ورد عليه ترمب رافضا التاريخ الموثق: “لا، لا، لا، لقد كانوا موالين له تماما”.