التجدد الاخباري – واشنطن
كشف موقع مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عن «خلافات وفوضى» في إدارة الرئيس (ترمب) بشأن ملف «سد النهضة» الأثيوبي.
ونقلت المجلة المرموقة ، عن عدة مسؤولين في واشنطن، لم تذكر أسماءهم، أن ترمب يعتزم خفض المساعدات الأمريكية لـ”أثيوبيا” في حال لم تتوصل إلى تفاهم مع (مصر والسودان) بشأن مشروعها العملاق، وأضاف مسؤولون أن رؤية ترمب غير واضحة تماما في هذا الملف، ما يخلق حالة ارتباك لدى سفارات واشنطن في العواصم الأفريقية، فضلا عن خلافات بين وزارتي الخزانة والخارجية.
وذكّرت المجلة في تقريرها ، بأن الرئيس الأمريكي، كلف وزير الخزانة “ستيفن منوتشين” لقيادة وساطة بين الفرقاء، لا وزير الخارجية (مايك بومبيو)، ما يعكس خلافات داخل أروقة البيت الأبيض. لكن مسؤولين آخرين ،نفوا ذلك، مؤكدين أن منوتشين وبومبيو ، عملا عن قرب في إدارة المفاوضات.
وفي الإطار ذاته، كشفت «فورين بوليسي» عن طلب وزارة الخزانة من الخارجية ،بيانات بجميع المساعدات المقدمة لأديس أبابا، في خطوة قد تمهد لحجب بعضها، وهو ما يرفضه مسؤولون في الخارجية ووكالات حكومية أخرى. إلا أن المجلة أشارت إلى أن اتخاذ القرار ،منوط في النهاية بالبيت الأبيض والكونغرس. وأوضح مسؤولون رفضوا الكشف عن هوياتهم ، أن موظفين كبارا في الخارجية ، انتقدوا عزم إدارة ترمب على حجب مساعدات عن أثيوبيا، وعبروا عن قلقهم إزاء ترجيح كفة مصر في المفاوضات وتغييب وجهة النظر الأثيوبية- بحسبهم- ما قد يؤثر سلبا على علاقات واشنطن وأديس أبابا.
وأوضحت المصادر ، أن الأمر قد يتعلّق باستثمارات أمريكية ، تبلغ قيمتها الإجمالية خمسة مليارات دولار، أو بمساعدات واشنطن، التي بلغت العام الماضي 824.3 مليون دولار. وقد أشار مسؤول للمجلة إلى أن الخارجية ، تعمل على إبطاء التوجه الذي تقوده الخزانة. إلى ذلك، رد رئيس الوزراء السوداني عبدالله (حمدوك)، على تصريحات نظيره الأثيوبي، التي قال فيها إن «النيل لنا»، في وقت تملأ فيه أديس أبابا خزان سد النهضة ولم تتوصل لاتفاق مع مصر والسودان بهذا الخصوص ، رغم حساسية الموضوع لدول المصب.
وقال حمدوك إن نهر النيل «ملك لكل دول المصب»، وإنه يجب التوصل لاتفاقية محكمة تعالج أزمة سد النهضة. وأضاف أن «السودان يعمل بشكل جاد مع شركائه للوصول إلى اتفاق يضمن عدم تضرر مصالح أي من أثيوبيا أو مصر أو السودان، من أجل الوصول إلى اتفاقية محكمة، تتضمن كل الجوانب بما في ذلك ملء وتشغيل سد النهضة».
وأضاف حمدوك أن «السودان بادر بكسر جمود التفاوض، ووجد استجابة من مصر وأثيوبيا، لكن لم يتم التوصل لحل نهائي، والاتحاد الأفريقي دخل الآن في التفاوض». وتابع: «لا يوجد استياء من تعثر المفاوضات، واستمررنا في المفاوضات بكل رحابة صدر.. ولا بديل للتفاوض إلا بالتفاوض». وكان رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد هنأ شعبه باكتمال المرحلة الأولى من تعبئة سد النهضة، ولكنه أثار جدلا كبيرا عند قوله في تصريحات تلفزيونية احتفالا بسد النهضة إن «النيل لنا».