التجدد
بعد تسريبات الأسبوع الماضي عن حدوث لقاءات أمنية رفيعة المستوى بين الجانبين، نفت سورية (الثلاثاء)، بشكل قاطع، وجود أي نوع من التواصل أو المفاوضات مع تركيا، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن “مصدر رسمي” بوزارة الخارجية والمغتربين السورية، قوله : “تعقيباً على تصريحات وزير خارجية النظام التركي حول وجود مفاوضات مباشرة مع سورية في قضايا أمنية ومكافحة الإرهاب فإن الجمهورية العربية السورية تنفي بشكل قاطع وجود أي نوع من التواصل والمفاوضات مع النظام التركي وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب”.
وأضاف المصدر: “بات معروفاً للقاصي والداني بأن النظام الحاكم في أنقرة هو الداعم الرئيسي للإرهاب وجعل من تركيا خزاناً للتطرف والإرهاب الذي يشكل تهديداً للسلم والاستقرار في المنطقة والعالم ويخالف بشكل فاضح قرارات الشرعية الدولية حول مكافحة الإرهاب”.
وكان وزير الخارجية التركي مولود (جاويش أوغلو) قال في حديث لإحدى القنوات التركية : إن بلاده تتواصل مع سورية حول القضايا الأمنية ومحاربة الإرهاب وإن المفاوضات اللازمة جارية على مستوى الخدمات الخاصة والاستخبارات.
وقبل أيام، تحدثت “مصادر صحفية”- منها (موقع التجدد الاخباري) – نقلاً عن مسؤولين أمنيين عراقيين، عن قُرب عقد لقاء تاريخي في بغداد، بين رئيس جهاز المخابرات الوطنية في تركيا هاكان فيدان، ورئيس جهاز الأمن القومي في سوريا علي مملوك.
وقيّم الرئيس السابق لدائرة استخبارات هيئة الأركان العامة التركية الفريق المتقاعد إسماعيل (حقي بيكين)، الاجتماع المُرتقب بأنه “قد يكون بداية لعملية جديدة للعلاقات التركية السورية المقطوعة منذ منتصف عام 2011″، واعتبر أنّ ذلك يأتي “في نطاق العلاقات الإيجابية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر”.
على صعيدٍ آخر، وفي تلميح مباشر لـ(تركيا) ودول أخرى، قال الرئيس السوري “بشار الأسد “،مؤخراً ، إنّ ملايين اللاجئين يُجبرون على البقاء في البلدان المضيفة “بالضغط أو الترهيب”، مضيفا أن هذه البلدان تقدم لهم إغراءات مالية وتستفيد في الوقت نفسه من المساعدات الدولية المقدمة لهم.
وتحصل تركيا بالفعل على مليارات اليوروهات من الاتحاد الأوروبي ، نظير استخدامها لضمان بقاء اللاجئين السوريين على أراضيها، ومنعهم من الهجرة نحو أوروبا، بينما يتم اتهام أنقرة التي تواصل طلب المزيد، أنّ تلك الأموال الضخمة لا يتم صرفها على النحو المناسب.
ونجح الرئيس الأسد في القضاء تقريبا على المعارضة المسلحة له ، واستعاد السيطرة على 70 بالمئة من البلاد. وفاز بفترة ولاية رابعة في انتخابات أجريت في مايو \ أيار قال الغرب إنها شهدت تلاعبا، في حين تقول الحكومة إنها أظهرت أن الأمور تمضي على نحو طبيعي في البلاد على الرغم من الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة أعوام. وحثت منظمة العفو الحكومات الأوروبية وتركيا والأردن ولبنان على منع أي ممارسات تجبر اللاجئين على العودة. وأصدر المجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي إعلانين قالا فيهما إن الظروف غير مواتية لعودة اللاجئين السوريين على نحو آمن وطوعي.