التجدد الاخباري – مكتب واشنطن
في ما يبدو ، كأنه جزء من صفقة كبيرة لتبادل الأسرى ، أفرجت حركة (أنصار الله) الحوثية ، مؤخرا ، عن رهينتين امريكيين ، وجثة ثالث.
جهات متابعة على هذا الصعيد ، كشفت لموقع التجدد الاخباري ، ان العملية برمتها ، قادتها (سلطنة عمان)، وانها جاءت “تلبية التماس الإدارة الأمريكية لمساعدتهم في تسوية وضع بعض رعاياهم في اليمن”، وبعد أن حصلت مسقط على “استجابة مشكورة من قبل الجهات المعنية في صنعاء”، فقد قامت الجهات المختصة في السلطنة ، بنقل المواطنين الأمريكيين من “صنعاء” إلى “مسقط” على متن رحلتين تابعتين لسلاح الجو السلطاني العماني ، تمهيدًا لعودتهم إلى بلادهم.
وقد عاد على متن الرحلتين (نفسهما) المتجهتين إلى صنعاء ، مجموعة من الأشقاء اليمنيين،والمرضى الذين استكملوا علاجهم في السلطنة. وكان (الحوثيون) – في وقت سابق – قد أعلنوا استقبال أكثر من مئتي مواطن يمني من سلطنة عُمان، بعد تلقيهم المعالجة الطبية.

وكانت ، أفرجت حركة “أنصار الله” الحوثية في اليمن عن “رهينتين أمريكيين” ، وهما : (ساندرا لولي)، وهي موظفة إغاثة ، قد احتجزت منذ ثلاث سنوات، بينما احتجز رجل الأعمال (ميكائيل جيدادا)، عاماً واحداً، وأكد مسؤولون أمريكيون ، تحريرهما (الأربعاء). كما أرسل الحوثيون ، رفات أسير أمريكي ثالث، يدعى (بلال فطين) إلى الولايات المتحدة.
ورحّبت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان بالإفراج عن الرهينتين (لولي وغيغادا)، وأرسلت تعازيها إلى عائلة الجندي (فطين). كذلك شكر مستشار الأمن القومي الأمريكي “روبرت سي أوبرايان”، السلطان هيثم بن طارق والملك سلمان على تعاونهما، وأشاد بدعم الرئيس دونالد ترمب.
وغرّد المتحدث باسم حركة “أنصار الله” الحوثية ، قائلاً: إن اليمنيين الذين يبلغ عددهم نحو 240 شخصاً، من الجرحى أو العالقين كانوا قد سافروا إلى مسقط لتلقي العلاج. وأضاف عبد السلام أنّ “الأمم المتحدة لم تقم بإعادتهم بحسب الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه”. كما شكر سلطنة عمان على “جهودها الإنسانية”، لكنّه لم يأت على ذكر الإفراج عن رهائن أمريكيين.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، التي أوردت خبر الإفراج عن الرهائن الأمريكيين، أن وزارة الخارجية كانت تعمل بشكل عاجل لإتمام الصفقة ، بسبب سوء حالة الرهينة لولي الصحية. وذكرت الصحيفة أن الصفقة ، تضمنت أيضا تسليم مساعدات طبية لليمن. وورد أن العملية أنجزت بإشراف (لجنة الصليب الأحمر الدولية).

متابعون لديناميكية السلطنة في عهد السلطان “هيثم بن طارق” ، كشفوا لـ”موقع التجدد الاخباري” ، ان دبلوماسية الوساطة ، التي انتهجتها السلطنة ، هي سياسة فرضها السلطان الراحل “قابوس”، لإظهار ما يعرف بـ “الاستثناء العماني” في أن لا تلعب السلطنة ، دورا في السياسيات الدولية ، يتجاوز قوتها العسكرية ، ومكانتها الفعلية بميزان القوى العالمي والإقليمي ، كدولة محبة للسلام.
ويضيف هؤلاء ، بانه لم تحدث أي متغيرات مع السلطان الحالي ، قد تعكس تخلي “عمان” عن لعب هذا الدور مستقبلا . و”لكن ربما المأمول أن تتحول السلطنة من دور الحد الأدنى في دبلوماسية الوساطة- أي توفير مكان هادئ للقوى المتصارعة للتفاوض- إلى تقديم مبادرات قابلة للتطبيق وعرضها للتفاوض على أسسها”.