استعمل الرئيس بوتين ، عبارة (الحفاظ على سيادتنا) في تبريره لخطة انشاء “شبكة انترنت” ، خاصة بروسيا ، فهل يمكن اعتبار فعالية الانترنت ، عدوانا ، او اختراقا للسيادة الوطنية ؟ وكيف؟
استحضر محلل سياسي روسي ، كتابا وصفه بالرائع ، عنوانه : “معاداة الحكومة”، وحسب ماشرح ، فان هذا الكتاب ، يوضح فعالية الانترنت ، كسلاح ضد الحكومة . وأنه تجاه أي سلاح يعاديك ، عليك ان تتسلح بما يواجه العدوان ، دون بناء جدار حديدي.
في مؤتمره الصحفي السنوي الخامس عشر (الاسبوع الماضي)، قال الرئيس بوتين : ” لن نحجب الانترنت ولكن للحفاظ على سيادتنا سنبني انترنت خاصة بنا”، وواضح من كلام الرئيس الروسي، أنه سيستمر بالاستفادة من الانترنت القائم ، ريثما تبني روسيا شبكتها الخاصة ، التي تحفظ سيادتها ، بمنع أي عدوان يتم عبر الانترنت ، سواء أكان بالاخبار الكاذبة \ fake news ، أوترويج ثقافة مضادة ، أو الارتقاء الوطني ، كذلك من وظائف الشبكة الوطنية ، الحفاظ على البيانات الوطنية. طبعا ، كل ذلك دون حجب أي طريقة للاستفادة من المعلومات العالمية ، أو الحوار مع الثقافات، أو التواصل مع العالم.
ان طرح الرئيس بوتين ، حول الانترنت كسلاح ، وتوجهه لاقامة انترنت وطني ، طرح يفتح باب النقاش حول مدى ضرورته ، ومدى جدواه ، كما ويطرح تساؤلات ، حول تأثير ذلك على حرية تدفق المعلومات ، ومدى نجاح الموازنة بين حرية تدفق المعلومات وبين السيادة الوطنية ، وفعلا ، هي قضية هامة ، وعلينا التفكير بها.
من أهم مايلفت النظر في مؤتمر بوتين الصحفي ، عندما سئل عن أسوأ أمر حدث في فترته الرئاسية ، أجاب : أنه (العملية الارهابية) ، وأكد بوتين أنه أمر لن ينساه . وهذا يوضح السبب الحقيقي ، وراء تعاون روسيا مع سورية .انه الارهاب ، وضروة محاربته.
ولما قال له مراسل الـ “بي بي سي” : ان رئيس الوزراء البريطاني جونسون وصفكم بانكم (قاس) ، كأحد شخصيات رواية “هاري بوتر”، فماذا تقول ؟ ، أجاب الرئيس بوتين : انه ، يسمع توصفيات سياسيين غربيين عنه ، ولكنه مهتم بمسؤولياته تجاه مصالح روسيا الوطنية ، لذلك لا ينجر الى الرد عليها ، بل يعمل على فتح الابواب لتحقيق المصالح الروسية.
بوتين ، الذي أستلم السلطة ليلة رأس السنة في مطلع الالفية الثالثة ، حيث كانت روسيا ، تعاني تضخم قدره 300% ، بدا في مؤتمره الصحفي الخامس عشر ، مرتاحا، واثقا، ممسكا بتفاصيل الامور، وبدت روسيا من خلال حواره ، بلدا مستقرا ، مستعدا للحوار حتى مع خصومه . حذر في تصرفاته ، لايسمح لأي استفزاز أن يلهيه عن مساره ، لاستكمال قوته عبر تعميق المصالح الوطنية .