التجدد الاخباري / قسم الترجمة الخاصة/
بعدما أجرى 18 مقابلة صحفية معه … الصحفي الاستقصائي الاشهر في العالم ، يصرخ :”كيف لا تقلق؟”
حاورت مجلة “دير شبيغل” الألمانية المرموقة ، الصحفى والكاتب الشهير «بوب ودورد»، بمناسبة ترجمة ، كتابه الأخير: «الغضب» إلى اللغة الألمانية، والذى نشر قبل (عامين)، وهو عبارة عن مقابلات مسجلة ، أجراها الصحفي الشهير مع الرئيس «ترمب» بين كانون أول /ديسمبر وتموز/يوليو الماضيين.
ويستعرض الكتاب ، مشاعر «ترمب» تجاه الصحافة، وشعوره بالقلق تجاه الصورة، التي يحب أن يظهر بها في الكتاب، وتكتيكات «ترمب» وتستّره تحت شخصية (الأبله)، لتحقيق أهدافه، فضلًا عن أكاذيبه ، وعدم التفرقة بين الوعود الحزبية ، وجدية الحقيقة، وإهانته للجيش الامريكي، وعدم تعاطفه مع السود ، وكشفه لسلاح سري جديد، إضافة لسر الفيديو المفبرك لنتنياهو عن «محمود عباس»،الذي قلب موازين القضية الفلسطينية.
يقول «وود وارد» فى حواره: «استخفاف ترمب بكل شىء حتى مع الأمور المصيرية ،كان كارثيّا، الغضب هنا- يقصد كتابه- قد أتى من سوء إدارة ترمب وإخفاقاته المرعبة».

هنا نص الحوار/ 23.10.2020 / الذي أجراه (رولاند نيليس)، رئيس المراسلين بالمجلة ، ومدير مكتبها في (واشنطن) منذ آب- أغسطس 2017.
ماسبب تصريحك ، بأن «ترمب» هو الرجل الخطأ في منصب الرئاسة؟
لقد خلصت الى أن هناك أدلة قاطعة على أنه فشل بشكل كارثي في إدارة أزمة الفيروس، ففي اجتماع شديد السّرية مع مستشاره للأمن القومي «روبرت أوبراين»، وآخرين في 28 كانون ثاني – يناير2020، قاموا بتنبيهه بأوضح العبارات ، أن الوباء قادم، وأنه سيكون مثل وباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 التي قتلت 675000 شخص في هذا البلد.. وبدلًا من إخبار الجمهور بذلك، قام «ترمب» بالتستر عليه ، والاستخفاف بـأبسط الإجراءات الوقائية.

وهل لديك تفسير لسلوكه؟
– أعتقد، أثناء القيام بكل هذه التقارير عنه ، وقضاء تسع ساعات في التحدث معه هذا العام فقط، فهو لا يفهم مسؤوليته كرئيس عن حماية الناس، ولا يفهم مسؤوليته في قول الحقيقة. وهو لا يفهم مسؤوليته الأخلاقية في القيام بواجبات الرئاسة.. أعرف بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين ، الذين يوافقون على أن «ترمب» هو الرجل الخطأ في المنصب لكنهم لن يقولوا ذلك علنًا ويلتزمون الصمت.. وبناءً على الأدلة التي لدي؛ لن أنضم إلى صفوف الصامتين.
أجريت 18 مقابلة مع «ترمب».. كيف سارت الاجتماعات في البيت الأبيض؟
– كانت المقابلة الأولى في 5 كانون أول /ديسمبر 2019. ودخلت وأخذت مسجل الشريط الصغير الخاص بي، ووضعته على المكتب ، وقلت له: «كل ما أسجله سيُنشر في كتاب سيصدر في أيلول /سبتمبر وتشرين أول /أكتوبر»، وأخبرته مرارًا، أنني أسجله. كان يعلم ذلك.
على مكتبه ، وجدت صورا لـ«كيم جونغ أونو»، ونسخ الرسائل التي تبادلها مع «كيم» . كان يبدو فخورًا بصداقته، أراني صور «كيم جونغ أون»، التي قال إنها فريدة من نوعها. لكنها كانت جميعًا مألوفة. كانت الصور نفسها موجودة في كل مكان على الإنترنت. ثم في وسط المكتب، كان لديه أوراق التعيين الرسمية لمناصب القضاة ، كان مهتمّا بقراءة أسماء المرشحين ، ومعرفة خلفياتهم.
لقد كشفت فضيحة «ووترجيت».. هل يمكن مقارنة «ترمب» بأي حال بـ«ريتشارد نيكسون»؟
– كان نيكسون، مجرمًا، وقد كتبنا ذلك. وقد ثبت ذلك من خلال تسجيلاته السّرية. لم يثبت أحد أن «ترمب» مجرمٌ بشكل قاطع .. نعم، هناك الكثير من الأسئلة. هناك تحقيق «مولر»، لكن لم يثبت أحد على الإطلاق ، أن من جانبه جريمة. لقد فشل «ترمب» قبل كل شىء في حماية البلاد من الوباء.
في فيتنام، كان العدد الإجمالي للوفيات على الجانب الأمريكي 58000، وسيؤدي الوباء قريبًا إلى أربعة أضعاف عدد الوفيات في الولايات المتحدة، ومن واجب الرئيس ، تحذير الناس. لكنه لم يفعل ذلك. بدلًا من ذلك، نفى وفشل في إدارة الأزمة. ولا توجد حتى الآن خطة.
قد يقول الكثير من الناس إن الديمقراطية في خطر بالولايات المتحدة، وأن «ترمب» كان يريد أن يحكم مثل المستبد..، هل توافق؟
– كتبتُ في الكتاب ، أن القيادة فشلت، لكن الديمقراطية لاتزال قائمة، على الأقل في الوقت الحالي. لم يسعَ في إغلاق صحيفة، لم يداهم أحدٌ مكاتبي أو منزلي.الصحافة الحرة لاتزال تعمل. لدينا نظام انتخابي فعال، رُغم أنه هاجم ذلك أيضًا.

هل أنت قلق بشأن مستقبل بلدك؟
– نعم. كيف لا تقلق الآن؟ ربما كنا نعيش في فقاعة في هذا البلد لمئات السنين. نعم، كانت هناك أوقات عصيبة ورهيبة للغاية بالنسبة للأمريكيين. كانت هناك أزمات مثل اغتيال كينيدى، فيتنام. الآن دمر «ترمب» أي شعور بالبراءة. كيف تستعيد الثقة في المؤسّسات؟ أعني فينا، خلال الفترة المقبلة بعد كل ما حدث.
رويت مؤخرًا على التلفزيون الأمريكي أن «كاثرين جراهام»، رئيسك في صحيفة الـ(واشنطن بوست) خلال فضيحة «ووترجيت»، حذرتك من أنه يجب ألّا تفرّط في الثقة.. كيف تتذكر ذلك الآن؟
– في عام 1974، بعد استقالة «نيكسون»، كتبتْ إلى «كارل بيرنشتاين» وأنا، رسالة على ورقة صفراء: «عزيزي كارل وبوب، لقد كتبتم بعض القصص عن نيكسون، وقد رحل الآن، هذا جيد، لكن لا ، لا تبدأ في التفكير بشكل كبير في أنفسكم.
دعني أقدم لكم بعض النصائح، النصيحة ، هي : احذروا شيطان الغرور».. لكن يتجول التباهي في قاعات جميع المؤسّسات في الولايات المتحدة، ليس فقط وسائل الإعلام؛ خصوصًا أن مجالات السياسة ، والأوساط الأكاديمية ، تمتلئ بالكثير من التبجح والثقة الزائدة بالنفس، وأعتقد أن هذا تحذير مهم حقّا، ونصيحة مهمة.