aren

“برج الأكاذيب” : جوانب مظلمة من شخصية ترمب
الأحد - 18 - أكتوبر - 2020

ريس وترمب

التجدد الاخباري – مكتب بيروت

في كتاب جديد، من المقرر صدوره (بعد غد الثلاثاء 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2020)، سردت “باربرا ريس”، وهي مسؤولة تنفيذية ، بارزة ، عملت لفترة طويلة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، صفات من شخصيته ، استخلصتها من خلال فترة عملها معه.

وأبرزت باربرا (ريس) ، أن العنصرية ومعاداة السامية والتشبث بالرأي ، وإلقاء مسؤولية الأخطاء على الغير ، كانت من أبرز السمات الشخصية لترمب. وقالت : إن تلك الصفات ظلت تلازم ترمب منذ أن بدأ يفكر في الترشح للرئاسة وحتى بعد وصوله للبيت الأبيض.

غلاف الكتاب

ونقلت صحيفة “لوس أنجليس تايمز” ، التي حصلت على نسخة من الكتاب “حصرياً” – قبل إصداره- عن ريس ، قولها : إنه قبل ما يقرب من أربعة عقود، بعد تشييده لناطحة سحاب ، تحمل اسمه في (فيفث أفينيو) بـ(مانهاتن)، كان دونالد ترمب ، يجلس خلف مكتبه ، المصنوع من خشب الورد ، ويفكر في العمل بمنصب ، أكثر نفوذاً. وقال “هؤلاء الساسة لا يعرفون أي شيء… ربما ينبغي أن أترشح للرئاسة… ألن يكون هذا شيئاً ممكناً؟”.ولم تشغل ريس التي عملت مديرة تنفيذية لفترة طويلة في شركة العقارات المملوكة لترمب، بالها بهذه الفكرة إلى أن تم انتخابه رئيساً.

عنصرية ومعاداة للسامية

والآن، في الأسابيع الأخيرة لحملة إعادة انتخاب ترمب، أعدت ريس ، كتاباً جديداً ، بعنوان “برج الأكاذيب”، وحثت فيه الأمريكيين على عدم منحه فترة ولاية ثانية. ويتحدث الكتاب عن سلوك عنصري ومعادٍ للسامية ، ومتحيز ضد المرأة ، يتسم به ترمب، إلى جانب قدرته على “الكذب بشكل طبيعي للغاية” بحيث “إذا لم تكن تعرف الحقائق الفعلية، يمكنه أن يمرر معلومة غير حقيقية دون أن تلحظ ذلك”.

وكتبت ريس “لقد غرس في الوقت الذي كنت أعمل فيه معه بذور ما هو عليه الآن.. لقد كان قادراً على السيطرة على الآخرين من خلال الأكاذيب والتضخيم أو من خلال وعود بالمال أو وظائف أو من خلال التهديدات برفع دعاوى قضائية أو الفضح”.

وتضيف “لقد أحاط نفسه بأشخاص يوافقونه الرأي وألقى اللوم على الآخرين في إخفاقاته الشخصية، ولم يكن أبداً يتحمل المسؤولية، وكان دائماً يرجع فضل ما يحققه الآخرون إليه”. وتابعت “هذه الأساليب لا يزال يتم استخدامها، وهي سائدة في أعلى مستويات الحكومة الأمريكية مع كل ما يستتبع ذلك بالضرورة من فساد وفوضى”.

ويضاف كتاب ريس إلى عدد كبير من الأطروحات الخاصة بعام الانتخابات ، والتي تهاجم الرئيس، الذي تعرض لانتقادات شديدة من جانب (مايكل كوهين)، مساعده السابق،و(جون بولتون)، مستشاره الثالث للأمن القومي – سابقاً، و(ماري ترمب)، ابنة أخيه، والصحفي المخضرم (بوب وودوارد). وقد تجاهلت حملة ترامب ذلك الكتاب الأخير، إلا أن تيم مورتو، مدير الاتصالات في حملة ترامب الانتخابية قال “إنها بوضوح موظفة سابقة ساخطة تلفق مجموعة من الأكاذيب في كتاب لكسب المال”.

ترمب – ريس

“أخرجي هذا الرجل الأسود”

وقالت ريس في كتابها “إن التعصب والتحيز يسيطران على نظرة ترمب تجاه العالم”. وأشارت إلى أن ترمب وبخها عندما رأى عاملاً أسود في موقع إنشاءات، وأنه قال لها “أخرجيه الآن، ولا تجعلي هذا يحدث مرة أخرى، لا أرغب في أن يقول الأشخاص إن برج ترمب يبنيه السود”. وكتبت ريس أن ترمب قام بتوظيف مدير ألماني للإسكان، معتقداً أن إرثه جعله “نظيفاً ومنظما بشكل خاص”، ثم قال مازحا أمام المديرين التنفيذيين اليهود ، ان “هذا الرجل لا يزال يتذكر الأفران (النازية)، لذا من الأفضل أن تحترسوا منه”.

والأمر اللافت في هذا الصدد ، هو أن ترمب ، وحملته قد أشارا إلى ريس أثناء انتخابات 2016 باعتبارها ، مثالاً على تاريخه التقدمي ، فيما يتعلق بتوظيف النساء ، وترقيتهن. لكن خلال مشوارها الذي استمر 18 عاماً، قالت إن ترمب كان يتحدث بشكل متكرر وتوصيفي عن شكل النساء ، وما يقوم به من استغلال جنسي.

وقد أجبر ترمب ، ريس على إقالة امرأة ، لأنها كانت حاملاً ، ومنع سكرتيرته الخاصة من حضور اجتماعات مهمة بسبب أنها لا تبدو كعارضة أزياء. ودأبت ريس على انتقاد ترمب منذ أن تركت الشركة قبل عقدين ، وتعهدت بالتصويت لهيلاري كلينتون عام 2016 ، وأقرت بأن بعض الأشخاص ، كانوا يرفضون خبراتها ، لأنها عملت مع ترمب لفترة طويلة مضت.

“ريس” خلال عملها في بناء برج ترمب

تفاخر وإدمان على اهتمام الآخرين

وكان ترمب قد قام بتوظيف ريس عندما كان يخطط لبناء ناطحة سحاب جديدة في (فيفث أفينيو). وتذكرت زيارة شقته الواسعة الفخمة لإجراء مقابلة عمل معه. وقال ترمب إن الناطحة “ستكون أكثر بناية يتم الحديث عنها في العالم”. ثم أضاف: أريدك أن تبنيها”.  وكانت ريس في ذلك الوقت ، مديرة مشروعات شابة في صناعة البناء ، التي يهيمن عليها الذكور في “نيويورك.”

وعندما تم الانتهاء من برج ترمب، تم تصميم شقته الثلاثية في الجزء العلوي بطريقة حديثة ، وبسيطة في الأصل. لكن ريس كتبت أنه بعد أن زار القصر الشتوي الروسي، أي المنزل المبهرج ، الذي يعيش فيه القيصر، أعاد ترمب بناء شقته. وقالت ريس إن ترمب تغير بمرور الوقت. وعلى الرغم من أنه كان دائماً متهوراً ومتفاخراً، إلا أنه أصبح يعتمد بشكل متزايد على رجال يوافقونه الرأي ، ومدمنا للاهتمام الذي يتلقاه.