ترجمة خاصة
التجدد -مكتب بيروت
تواجه السياسة الأمريكية تجاه سورية مشكلات جمة، ويخسر الرئيس جو بايدن في “معركته في سورية حتى الآن”. هذا ما يشير إليه (تقرير)، أعده محرر الشؤون الخارجية، توم (أوكونور)، في مجلة “نيوزويك” الأمريكية.
https://www.newsweek.com/biden-loses-his-biggest-syria-battle-yet-1800760
فعلى مدار العقد الماضي ، خاضت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة غير مجدية تجاه سورية، ولم تثمر في أيّ من المجالات التي استثمرت جهودها بها.

إجراءات أحادية
رفضت البعثة السورية لدى الأمم المتحدة ، الوجود العسكري الأمريكي على أجزاء من أراضي الجمهورية العربية السورية، وفرض الولايات المتحدة إجراءات قاسية أحادية الجانب على الشعب السوري.
وقالت البعثة لـ”نيوزويك” : إن موقف سورية من هاتين المسألتين حازمة، مستندة إلى أحكام القانون الدولي ومبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة”، وفقًا للتقرير المنشور الخميس 18 أيار\ مايو 2023.
أهمية تفعيل القانون الدولي
استشهدت البعثة بالوثيقة التأسيسية للأمم المتحدة، التي تؤكد على “احترام سيادة الدول وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، ورفض جرائم العدوان والاحتلال باعتبارها أخطر انتهاك القانون الدولي”.
وأضافت “نذكر هنا أن الأمم المتحدة تتبنى قرارات تؤكد عدم شرعية الإجراءات القسرية الانفرادية”، مشيرةً إلى آثارها السلبية في حقوق الإنسان وتحقيق التنمية لشعوب البلدان المستهدفة.
دور واشنطن في سورية
أشار التقرير إلى بدء الدور الأمريكي في سوريىة مع اندلاع الحرب في عام 2011، مرورًا بصعود تنظيم داعش الإرهابي عام 2014، وتشكيلها تحالف لمحاربة التنظيم، الذي تمدد على نطاق واسع في سورية والعراق.
وعرج التقرير على تعاون واشنطن مع قوات سوريا الديمقراطية\ قسد ، وهي المجموعة التي ارتكز تكوينها على الأكراد، وسيطرا الطرفان -واشنطن والأكراد- على مساحات شاسعة من الشمال الشرقي.
مع ذلك، لم تجد سياسة الولايات المتحدة نفعًا، وباتت الحكومة السورية ، أكثر قدرة على الانفتاح على الخارج، وقادت التحولات الإقليمية والعالمية إلى إعادة قبوله تدريجيًّا في محيطه الإقليمي، ما اعتبرته دمشق انتصارًا دبلوماسيًّا.

إعادة الأمن للمنطقة
حسب تصريحات البعثة السورية لـ”نيوزويك”، تؤمن دمشق بأن التوجهات والتفاعلات الإيجابية ، التي تشهدها المنطقة تصب في مصلحة جميع دولها، وتسهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى الشرق الأوسط، وتسمح بتوجيه الجهود والقدرات لتحقيق الرفاه.
وأضافت أن “سورية تفاعلت بنحو بناء مع هذه الجهود انطلاقًا من إيمانها بالحوار والدبلوماسية والعمل المشترك، وحرصًا منها على بناء أفضل العلاقات مع الدول الأخرى”.
ماذا عن الجانب العسكري؟
على الصعيد العسكري، شددت البعثة السورية على ضرورة أن تتخلى الإدارة الأمريكية عن سياستها “العدائية” تجاه البلاد، وأن تبدأ في سحب قواتها من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم “الميليشيات غير الشرعية والكيانات الإرهابية”.
وحسب البعثة، فإن الأزمة الاقتصادية، والتضخم الهائل الذي يعاني منه الأمريكيون يتطلبان “التوقف عن إهدار أموال دافعي الضرائب في إنشاء قواعد عسكرية غير شرعية في سورية بذرائع ثبت زيفها، مثل الدفاع عن الأمن القومي الأمريكي على بعد آلاف الأميال عن الأراضي الأمريكية”.
ضرورة رفع العقوبات
أما بالنسبة للوضع الاقتصادي في سوريا، شددت البعثة على أن “الإدارة الأمريكية يجب أن تشرع في الرفع الفوري للإجراءات القسرية المفروضة على السوريين، التي تشكل عقابًا جماعيًّا لهم”، معتبرةً أنها “أكبر عقبة أمام تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية، وتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية “.
على صعيد غير بعيد، أشار التقرير إلى مواصلة أنقرة وموسكو وطهران ، استضافة المحادثات الثلاثية المتعلقة بالصراع، معتبرةً أن” استئناف التعاون الأمني المباشر بين سورية وتركيا قد يمثل تهديدًا خطيرًا لقوات سوريا الديمقراطية، وكذلك للوجود الدائم للجنود الأمريكيين الداعمين لها”.
توم أوكونور- نائب محرر شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية في الـ(نيوزويك)