
لابد ، أن الرئيس الامريكي “جو بايدن” بذل مجهودا كبيرا ، كي يداري خزيه أمام قادة الدول السبع ، والتي عقدت في قلعة بافاريا (الالمانية).
خاصة، وان هؤلاء القادة ، تباروا في تأكيد احتقارهم لمافعلته أمريكا عبر قرار المحكمة الدستورية العليا، الذي ألغى الحق الدستوري للنساء بالاجهاض . في خطوة فسرت كتشريع لاستعباد النساء في بلد تدعي الحرية ، والمساواة .
وماجاء في عنواننا ليس دعاية سياسية ضد أمريكا ، وليس مصدره نحن ، بل هو بالضبط ماقاله بايدن (شخصيا) في تعليقه على قرار المحكمة ، حيث قال : “امريكا تعود بهذا القرار الى الوراء أكثر من 150 سنة” ، وفي ذلك تعديل لشعار رسالته (أمريكا تعود) بتحديد وجهة العودة ، وتوضيح انها الى الوراء .
طبعا ، لا أحد يمكنه ان يفسر (عودة امريكا الى الوراء) ، على انها ستتخلف تكنولوجيا ، أو أنها ستضعف عسكريا ، أو أنها ستنهار اقتصاديا .
العودة الى الوراء هنا ، هي في ( الحقوق المدنية) ، وفي رد المرأة الى حالة من استعبادها عبر الغاء حريتها تجاه جسدها ، واستعباد المرأة اذا ما أضيف الى استعباد الملونيين ، الذي عاد وحشه الى الظهور ، والى استفحال التعصب الابيض العنصري ، والى التمييز العنصري بين المتعلمين والمهمشين ، والى التناحر السياسي بين ديمقراطيين وجمهوريين.
هكذا ، فان استعباد المرأة اذا ما اضيف الى كل ذلك ، تصبح عودة امريكا الى الوراء ، تقهقرا اجتماعيا يهدد الوحدة الوطنية، وينسف وحدة المجتمع ، ويغذي بذور النزاع بين مكونات المجتمع الامريكي. وهو النزاع ، الذي يهدد كل تفوق تقني ، وكل تقدم عسكري ، وكل سطوة استخبارية ، ويرد المجتمع الى الوراء 150 سنة. وهذه الحركة بحد ذاتها ، هي خزي وعار امريكيان ، ودمار للانجاز الامريكي ، وفضيحة للقيم التي يتحدث عنها (بايدن) ليل نهار.
لو استعرنا حكمة الامام علي بن أبي طالب “المرأة محك الرجل ، مثلما النار محك الذهب” ، لقلنا : ان (المرأة محك استمرار البلاد) ، ونصيحتنا لـ”بايدن” ان يضع حكمة الامام علي فوق طاولة اجتماعات المحكمة الدستورية العليا في بلاده ، كي تهتدي في احكامها وقراراتها ، بمايحفظ تقدم البلاد الى الامام ، وبما يصونها عن التراجع الى الوراء .
انها المرأة محك البلاد !