
خوفا على الانتخابات النصفية ، الرئيس الامريكي جو بايدن ، يتهم روسيا بالقيام بـ(نشاطات سيبرانية) للتأثير في هذه الانتخابات الامريكية ، ويتهدد بالحرب الكاملة . فهل بات الرئيس الامريكي ، خائفا الى هذه الدرجة على مصيره ومصير حزبه ، في هذه الانتخابات. وماقصة التهديد بالحرب؟
انها المرة الاولى ، التي تستل فيها (ادارة بايدن) ، سلاح الحرب الكاملة في وجه “روسيا” ، وضمنا تجاه “الصين”. أين الديبلوماسية التي ادمنت ادارته ، التحدث عن اعتمادها ، كوسيلة أساسية لحل المشكلات ، والطريقة الاساسية لفض النزاعات . أم ان خسارة الانتخابات واضعاف سلطة الرئيس ، تستحق الحرب الكاملة -هذا ان صدقت الاتهامات ضد روسيا – ؟
اثناء زيارته مكتب مدير المخابرات الوطنية ، اتهم بايدن ، روسيا ، بنشر معلومات مضللة ، للتأثير في انتخابات 2022 ، واعتبر الرئيس الامريكي ، ان هذه الافعال (انتهاك محض للسيادة الامريكية) واعرب عن قلقه من تزايد الهجمات الالكترونية الاخيرة ، واوضح الرئيس الامريكي ، ان مثل هذه الاعتداءات التكنولوجية ، ستكون السبب في دخول امريكا ، حربا جديدة ، مؤكدا انه (اذا انتهى بنا المطاف في حرب ، حرب حقيقية مع قوة عظمى ، فسيكون ذلك نتيجة لخرق الكتروني).
التهديد واضح ، حرب حقيقية من دولة عظمى ، دفاعا عن الانتخابات ، وضد جهات (روسية وصينية) ، يتهمها بايدن ، بينما هي تنكر أي صلة لها بهذه الافعال.
اذا اعتمدنا كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، فان روسيا تتعرض لهجمات الكترونية واسعة ، وهي لم تقم بأي هجمات ضد أي جهة امريكية . اذا اعتمدنا هذا الكلام ، المنسوب للرئيس بوتين ، تصبح تهديدات “بايدن”، مثيرة للقلق ، وتجعلنا نتخوف من نية امريكية ، بمحاولة التهديد بالحرب الحقيقية ، أو شنها لعرقلة التطور الروسي ، واعاقة النهوض الصيني ، المهددان للعظمة الامريكية؟
وفي كلتا الحالتين ، التهديد بالحرب ، او شنها بأي شكل من الاشكال ، فانه يضع العالم على حافة انفجار مزعزع ، فهل قررت (امريكا بايدن)، الاستثمار بحرب جديدة ، او التربح من التهديد بها لمواجهة المنافسة الحقيقية من قبل الصين وروسيا ؟ وهل الانسحاب من افغانستان ، هو أحد محددات هذه الحرب ، أم أن كله كلام بكلام ، وتهويش سياسي في اطار حملة انتخابات الكونغرس والشيوخ ؟