
اسمعوا ماقاله الرئيس الامريكي “جو بايدن” عن العقوبات الاقتصادية ، أثناء حملته الانتخابية : (انها “العقوبات” ألحقت الاذى بالشعب ، ولم تفعل شيئا لتعزيز الديمقراطية وحقوقه) ، ولكنه عندما أصبح رئيسا ، حافظ على سياسة سالفه (الضغوط القصوى) على عدد من البلاد ، وخاصة على (كوبا) ، التي تعمها هذه الايام ، احتجاجات على الفقر ، الظلم ، فقدان الدواء ، وانقطاع الكهرباء. وعندما يسأل البيت الابيض ، ماذا ستفعلون؟ ترد المتحدثة باسمه : ” سنفعل ماهو في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة).
“بايدن” ، وحسب كلامه أثناء حملته الانتخابية ، يعرف ان العقوبات لا تضر الا الشعوب ، ويعرف ان أذاها ، انما يصيب الناس العاديين ، كما ان حزبه (الديمقراطي) ، يعرف ذلك ، حيث أرسل 80 مشرعا من اعضاء الكونغرس الديمقراطيين ، خطابا الى (بايدن)، يحثوه فيه على الغاء بعض عقوبات (ترمب) القاسية ، بمافي ذلك انهاء القيود على السفر والحوالات المالية ، وكتبواله (بضربة قلم يمكنك مساعدة العائلات الكوبية المتعثرة وتعزيز نهج أكثر ايجابية وفعالية من العقوبات).
فاذا كان (بايدن)، يعرف ان اذى العقوبات لا يصيب الا الشعب ، واذا كان حزبه يطالبه باتباع أسلوب أكثر ايجابية بالغائها ، فلماذ يستمر باتباعها؟ الحجة ، كما قالت المتحدثة باسم ادارته (نفعل ماهو في مصلحة امريكا) ، فهل تجويع الشعوب ، ومنع الدواء ، والكهرباء والغذاء عنها ، مصلحة للامن القومي الامريكي؟!
تعاني (كوبا) من حصار اقتصادي ، وعقوبات جائرة منذ عقود ، لكن (كورونا)، واغلاق البلاد ، ادت بالسياحة الكوبية الى الانهيار ، فوصلت الحالة المعاشية والخدمية الى مستويات صعبة على الشعب ، وشكوى المتحدثة باسم البيت الابيض (بأننا نعيش في عالم تسوده الفوضى)، تحتاج الى تتمة توضحها ، لان (الفوضى وعوامل خلق الفوضى ، انما تسببها وتنتجها ، سياسة الولايات المتحدة تجاه المجتمعات التي لا تعجبها الحكومات فيها) ، اي ان سياسة واشنطن في فرض العقوبات الاقتصادية المؤدية الى تجويع الشعوب ودفعها للعيش بدون كهرباء ، او دواء ، او غذاء.
وهذه العقوبات ، ماهي الا “سلاح ابادة بطيء” ، وهو مؤلم ومعذب أكثر من اسلحة الدمار الشامل ويجب تجريمه ومحاسبة مرتكبيه ، خاصة وان ضحاياه ، هم مجتمعات باكملها . ألم يقل “بايدن” ذلك في حملته الانتخابية (العقوبات ألحقت الاذى بالشعب) ؟
والآن ، ألا يعتبر كلام “بايدن” هذا ، اعترافا من رئيس الولايات المتحدة ، بارتكاب ما اعتبره (أذى يلحق بالشعب) ؟
وأي امريكا عادت : امريكا العقوبات والحاق الاذى بالشعوب ؟ أم امريكا حقوق الانسان والديمقراطية ؟