التجدد – مكتب واشنطن + (أ ف ب،رويترز)
تواصل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد (ترمب) ، تشديد الخناق على إيران وحلفائها في الشرق الأوسط، فبعد إدراج “الحرس الثوري الإيراني” على قائمة الإرهاب، خصصت واشنطن مكافأة مالية ، لمن يدلي بمعلومات عن الشبكة المالية لـ(حزب الله) اللبناني.
ووعدت الولايات المتحدة ، أمس الاثنين، بتقديم مكافآت جديدة ، قد تصل إلى “عشرة ملايين” دولار ، لمن يقدم معلومات ، تستهدف “تحديد وتعطيل” مصادر الدخل لحزب الله ، والجهات المانحة ، والميسرين الماليين ، والشركات التجارية ، والاستثمارات التي يملكها حزب الله ، أو تخضع لسيطرته ، والشركات التي تعمل لصالحه “في مجال المشتريات الدولية للتكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج”.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ، إنها تتقصى أي معلومات حول مصادر تمويل حزب الله ، المدرج على لائحة الإرهاب الأمريكية ، والمتحالف مع ايران. وجاء أيضا في بيان الخارجية الأمريكية ، أن “مداخيل حزب الله تصل إلى نحو مليار دولار سنويا تتأمن عبر الدعم المالي المباشر الذي تقدمه إيران، والمبادلات والاستثمارات الدولية، وعبر شبكة من المانحين ونشاطات تبييض أموال”.
يأتي هذا الإعلان ، ضمن برنامج “مكافآت من أجل العدالة” ، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية ، والذي يقدم أموالا في العادة ، مقابل معلومات ، تؤدي إلى تحديد مواقع إرهابيين مطلوبين. وهذه هي المرة الأولى ، التي يستخدم فيها البرنامج ، لاستهداف شبكة مالية. ومنذ بدايته عام (1984)، قدم برنامج “مكافآت من أجل العدالة” ما يزيد على (150) مليون دولار ، لأكثر من (100) شخص ، قدموا معلومات عن إرهابيين ، أو منعوا وقوع هجمات إرهابية.
وضربت الخارجية الأمريكية ، مثالا ، على الأشخاص والجهات التي تستهدفها في قضية حزب الله ، بثلاثة من الأعضاء والممولين لـ(حزب الله) – حسب ادعاء الوزارة- وهم : ” أدهم طباجة – محمد إبراهيم بزي – علي يوسف شرارة”.

“بيلينغسلي”
وبين مساعد وزير الخزانة لتمويل الإرهاب، مارشال (بيلينغسلي)، في مؤتمر صحفي ، عقد للإعلان عن المبادرة، أن هؤلاء الثلاثة أشخاص ، يقومون بدورا بارز في دعم «حزب الله»، من خلال شبكات تمتد في أربع قارات، وتتعاون مع حكومات فاسدة، وتتاجر بالمخدرات والممنوعات.
وأشار إلى أن هؤلاء ، نجحوا في بعض البلدان بالهيمنة على قطاعات مهمة، وتغلغلوا في النظام المالي العالمي، خدمة لميليشيات «حزب الله» ، الذي يتلقى أوامره من طهران.
كما أوضح ، أن السياسة الأمريكية في السعي لتجفيف منابع تمويل «حزب الله» ، قد آتت ثمارها، وخير دليل على ذلك ، هي دعوة الأمين العام لهذه الميليشيات (مؤخرا) أتباعه إلى التبرع، والاعتراف بوجود ما وصفه ب«المعركة الاقتصادية» على الحزب.

ايفانوف
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمن الدبلوماسي، (مايكل)ؤ، إن «حزب الله» يحصل سنويا على ما يقارب الـ”مليار دولار” ، كدعم من إيران ، وعبر استثمارات ، وغسل أموال ، وأشكال تجارة غير شرعية.
وتابع: «يستعمل حزب الله تلك الأموال في أنشطة خبيثة ودعم ميليشيات في دول أخرى مثل سوريا والعراق واليمن، ومن هنا تأتي أهمية هذه المبادرة التي ستوقف كل تلك الممارسات غير المقبولة».
وأشار إلى أن الحكومة الأمريكية ، تريد قطع إمداد «حزب الله» المالي ، عبر الاستفادة من أي معلومة تساعد في ذلك، علما أن هذه المعلومات ستكون سرية، ويستطيع المقيمون (خارج) الولايات المتحدة أيضا ، تقديم معلوماتهم للسفارات ، والقنصليات الأمريكية.
وهو ما اعتبره العديد من المتابعين ، انه دعوة “علنية” غير مباشرة ، لفتح السفارات الامريكية وقنصلياتها في دول العالم، أبوابها ، وتشريع قبول تجنيد وتوظيف جواسيس على (الحزب) سواء من الداخل اللبناني، أو حتى لبنانيين (وغيرهم) من خارج أراضي الدولة اللبنانية.
وسبق لوزارة المالية أن وضعت (طباجة) في شهر حزيران/يونيو 2015 على لائحتها للإرهابيين ، وممولي الإرهاب.وحسب الخارجية ، فان المدعو (طباجة) ، عضو في حزب الله ، وله صلات مباشرة مع عناصر تنظيمية عليا فيه ، “بما في ذلك العنصر التشغيلي للجماعة الإرهابية الجهاد الإسلامي”. ويمتلك (طباجة) ، عددا من العقارات في لبنان ، نيابة عن حزب الله ، وهو مالك الحصة الغالبة في شركة “الإنماء العقارية” للأعمال السياحية ، والشركات التابعة لها ، والتي وضعت (كذلك) على لوائح الإرهاب.
بينما وضع (شرارة) على لائحة الخزانة للإرهاب في شهر كانون الثاني/يناير 2016 ، بصفته ممولا رئيسيا لحزب الله. وكانت وزارة الخزانة ، أضافت كذلك (بزي) على لائحتها للإرهاب في شهر أيار/مايو 2018 ، وتقول الخارجية الأمريكية ، إنه قدم ملايين الدولارات لحزب الله من خلال أنشطته التجارية.
واشنطن: “الحرس الثوري” يمول(4)جهات بـ”مليار” دولار سنويا
من ناحية أخرى ، اتهم القائم بأعمال السفارة الأمريكية في العراق، جوي (هود) ، الحرس الثوري الإيراني بتمويل أربع جهات، بينها : “كتائب حزب الله والنجباء في العراق”.

“هود”
وقال (هود)، إن الحرس الثوري منظمة إرهابية، ولا يمكن التفاوض معه على اعتباره غير ذلك، مضيفا: “لو تم تهديدنا بصورة عسكرية من قبل الحرس الثوري فسوف نرد، الحرس الثوري يموّل حزب الله وكتائب حزب الله والنجباء العراقيتين والحوثيين بمليار دولار سنوياً، وتلك المنظمات لا تريد سلامة البلدان الموجودة فيها”.
وأشار هود إلى أن “فيلق القدس” ، يدعم أنشطته في العراق، والفصائل التي قاومت تنظيم “داعش” في البلاد، وترتبط بالحرس الثوري، تقوم حاليا بالابتزاز ، وأخذ الإتاوات ، وتمنع الناس من العودة لمناطق سكنهم، مردفا: «كنت في الفلوجة قبل أيام، وشاهدت نازحين هناك من شمال بابل، وضعهم مأساوي، حيث ترفض كتائب حزب الله عودتهم إلى مناطقهم في جرف الصخر، جنوب بغداد، لا أملك معلومات عن تسليم الحرس الثوري صواريخ باليستية لفصائل عراقية، والحكومة الإيرانية تتدخل في العراق بواسطة الحرس الثوري».
وبحسب هود ، فان الإيرانيين ، أطلقوا صواريخ من (سنجار)، ويقومون بمثل هذه الأنشطة في جميع أنحاء العراق، زاعما أن الوجود الأمريكي في العراق ،يأتي لتقوية الحكومة وتمكينها من بسط سلطتها على كل أرجاء البلاد، مشيرا إلى أن الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران ،تضعف من سيادة الحكومة العراقية، مطالبا القوات الأمنية والعسكرية ،بفرض سلطتها على الفصائل المسلحة ،ومنعها من التدخل في الإجراءات الأمنية بالمحافظات المحررة.
وأضاف ،أن الفصائل المسلحة في العراق والتابعة للحرس الثوري الإيراني، مرتبطة بما يحدث في سوريا ولبنان واليمن، وهذا ما تحاول واشنطن تحجيمه خلال الأيام المقبلة، وتابع بالقول : ان الفصائل المسلحة الموجودة في العراق والمرتبطة بإيران تضعف من سيادة الحكومة العراقية. كما شدد على أن كتائب “حزب الله” المدعومة من إيران ، والتابعة للحشد الشعبي، تمنع نازحي جرف الصخر من العودة لديارهم ومنازلهم، ولا أحد يستطيع منعهم من ذلك.