aren

الولايات المتحدة غير مهتمة بسوريا \\ بقلم : ستيفن كوك
الثلاثاء - 8 - أكتوبر - 2019

TOPSHOT - A member of the Syrian Democratic Forces (SDF), backed by US special forces, looks out from a building at the frontline in Raqa on October 16, 2017 in the Islamic State (IS) group jihadist' crumbling stronghold. US-backed fighters battled hundreds of Islamic State group jihadists holed up in the last pockets of Syria's Raqa, as the former extremist stronghold stood on the verge of capture. / AFP PHOTO / BULENT KILIC (Photo credit should read BULENT KILIC/AFP/Getty Images)

أحد أفراد قوات سوريا الديمقراطية\قسد ، تدعمه قوات العمليات الخاصة الأمريكية ، يطل من مبنى في الخط الأمامي في الرقة ، سوريا ، في 16 أكتوبر تشرين الأول 2017.

هل سيهتم أي شخص في حال تم نشر تقرير بتكليف من الكونغرس الأمريكي،حول قضية محيرة في السياسة الخارجية بواشنطن في عام ٢٠١٩؟.. لا أعتقد ذلك، ولا سيما في هذه الأيام. الحقيقة هذا هو ما حدث مع تقرير أصدرته مجموعة دراسة سوريا، وهي لجنة من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) مكلفة من قبل الكونغرس «بفحص وتقديم توصيات بشأن الاستراتيجية العسكرية والدبلوماسية للولايات المتحدة فيما يتعلق بالصراع في سوريا».

وربما يكون التوقيت الحالي سيئًا ، لإصدار مثل هذا التقرير، الذي تم إصدار النسخة النهائية منه في ٢٤ ايلول\ سبتمبر الماضي، وهو نفس اليوم الذي أعلنت فيه رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسى (بيلوسي)، فتح تحقيق لمساءلة الرئيس دونالد ترمب ، حول إساءة استخدامه للسلطة، وذلك لأن سيل الأخبار المتعلقة بقضية ترامب قد غمر التقرير بشكل كامل، ومع ذلك، فإنه في حال كان قد تم إصداره قبل أسبوع أو شهر، فإنه كان من المتوقع أن يتم استقباله بنفس اللامبالاة والتجاهل، حيث لم يكن سوى عدد صغير من الأشخاص في واشنطن ، الذين يدركون وجود المجموعة المكلفة بإصدار التقرير، فالجميع يفضل عدم الاهتمام بهذه القضية.

إنه لأمر سيئ للغاية ، أن عددًا قليلًا فقط في واشنطن، هم الذين اهتموا بهذا التقرير شديد الأهمية، وذلك لأنه يوضح مختلف مسارات الصراع السوري، ويوفر شرحًا واضحًا وموجزًا ، تمس الحاجة إليه للدوافع ، والمصالح الأساسية للجهات الفاعلة في الصراع، كما يقدم كاتبو التقرير أيضًا ، مجموعة من التوصيات المدروسة جيدًا للحكومة الأمريكية، أيضًا يقدم التقرير ، شيئًا آخر مهمًا وحاسمًا بنفس القدر، وذلك بطريقة غير مقصودة تمامًا، وهو أنه يؤكد أنه من غير المرجح أن تسهم الولايات المتحدة بشكل كبير في السلام والاستقرار في سوريا.

ويوضح التقرير ، أن هناك “٥” تهديدات للأمن القومي الأمريكي داخل الصراع السوري:

أولها ، ان تنظيم داعش مازال قويًا، ولديه الموارد الكافية، وملتزم أيديولوجيًا بتحقيق أهدافه على الرغم من القصف الذي تعرض له خلال السنوات الـ٥ الماضية، حيث تؤكد التقارير الواردة من معسكرات الاعتقال المؤقتة حقيقة أن زعيم التنظيم أبوبكر (البغدادي) لا يزال لديه أعداد كبيرة من المتابعين، وأن قيادة التنظيم لا تزال سليمة إلى حد كبير.

وثاني التهديدات ، هو أن وجود إيران في سوريا ، ينذر بحرب إقليمية أوسع ، وذلك بالنظر إلى حرب الظل بين الإسرائيليين والإيرانيين، فصحيح أنه حتى الآن ، كان رد طهران المباشر على التوغلات الإسرائيلية ، ضئيلًا، لكن هناك إمكانية أن يشجع القادة الإيرانيون ،قريبًا، وكلاءهم في لبنان وقطاع غزة على الرد.

وثالثًا، إذا كانت السياسة الخارجية للولايات المتحدة ، تتم صياغتها بناءً على التنافس بين القوى العظمى، فإن روسيا تستخدم سوريا لبناء النفوذ على حساب الولايات المتحدة، ومن وجهة نظر القادة في المنطقة، فإن الروس يظهرون كبديل كفء ، وليس لديهم أيديولوجية معينة ، وذات مصداقية، وذلك مقارنة بنظرائهم الأمريكيين ، الذين يُعتقد أن لديهم حبا مفرطا لفكرة دفع الديمقراطية، كما أنه غير موثوق بهم.

وأرى أن أضعف فكرة ناقشها التقرير ، هي أن انتهاك نظام الأسد للمعايير الدولية «قد أدى إلى تقليص القوة والمصداقية الأمريكية»، فبالطبع، قتل مئات الآلاف من الناس في سورية ، وتم استخدام الأسلحة الكيماوية، لكن التقرير ، يجعل الأمر ، يبدو كما لو كان تقاعس الولايات المتحدة في الرد على هجمات النظام السوري، هو المسؤول الوحيد عن الانطباع واسع النطاق ، للضعف الأمريكي، ولكن هذا ليس صحيحًا، فهناك مجموعة كاملة من السياسات الأمريكية الأخرى ، قبل وبعد الحرب الأهلية السورية ، هي التي غذت هذا الانطباع، وبخاصة الغزو الفاشل للعراق، والانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية، من بين أمور أخرى.

ويوضح التقرير ، أن الولايات المتحدة لديها مصالح على المحك في سوريا، كما أن لديها بعض النفوذ الذي تستخدمه لإجبار أطراف أخرى على فعل ما تريد، ولكن الأهم ، هو سؤال آخر تمامًا: ما الذي تريده الولايات المتحدة في سوريا؟.

أعتقد ، أن التوصيات التي قدمها كاتبو التقرير للمسؤولين الأمريكيين ، هي الجزء الأضعف في التقرير، حيث يوصي أعضاء اللجنة ، بأنه على الولايات المتحدة ، وقف خططها للانسحاب العسكري في (شمال) شرق سوريا، والتركيز على جهود تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة، ومعارضة تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، والضغط على الروس للتوصل لتسوية سياسية ، تكون مقبولة لدى الولايات المتحدة، ودفع الإيرانيين خارج سوريا.

كما توصي المجموعة بالتعاون مع تركيا ، ومعالجة مخاوفها الأمنية، والعمل على تخفيف الأزمة الإنسانية في “إدلب” ، والتصدي للتهديد الإرهابي هناك، وتركيز الانتباه على الأزمة الإنسانية في سوريا، ككل، ودعم البلدان التي تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين السوريين.

ويؤكد التقرير في نهايته ، أنه «يجب ألا تقف أمريكا مكتوفة الأيدي»، لكنهم يعترفون بسهولة، بأنها ستقوم بذلك بكل تأكيد، وهو الأمر الذي يعكس التغير الكامل ،الذي تشهده السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وخاصة في الشرق الأوسط.

https://foreignpolicy.com/2019/10/03/the-united-states-is-done-caring-about-syria/