خلال استماعى لجانب من خطاب الرئيس السورى بشار الأسد بعد القسم على فترة رئاسية جديدة مدتها 7سنوات، لاحظت نطقه السليم باللغة العربية بالقدر الذى ذكرنى بذلك الاهتمام السورى غير العادى باللغة العربية باعتبارها مكونا أساسيا للهوية السورية، حتى لوكان هناك سوريون يرون أنه ينبغى حذف مايشير إلى عروبة سوريا من اسم الجمهورية العربية السورية. وهنا يجب التنويه إلى أن سوريا تضم سوريين آخرين من القوميات غير العربية، وبخاصة من الأخوة الأكراد الذين يطالب بعضهم بالحفاظ على هوية ثقافية كردية، فى حين يجتهد البعض الآخر منهم للحفاظ على اللغة العربية لغة القرآن الكريم.
وهذا الجانب اللغوى يدفعنى إلى الوقوف مع المطالبين بالعودة العربية لسوريا، حفاظاً على هويتها. فالتقارير الواردة من شمال غربى سوريا، تشير إلى الجهود التركية لربط جانب من سكان تلك المنطقة بتركيا من خلال تعليم اللغة التركية وتقديم خدمات صحية وتعليمية وكهربائية تحسن حياة المواطن بالمقارنة بما كان عليه وبخاصة بعد الحرب،مما يربطه بتركيا. ويساعد التجاور الجغرافى والارتباط السياسى، إن لم يكن الفكرى، بين فصائل سورية مسيطرة على تلك المنطقة وبين تركيا ،على تعميق مايمكن تسميته بـ تتريك تلك المنطقة سياسياً واقتصادياً وثقافياً. كما أن إيران تبذل جهودها فى مناطق أخرى متفرقة بسوريا، مما ينشر الثقافة الفارسية.
لهذا فإن العودة العربية لسوريا باتت مطلوبة من أجل تعزيز الهوية السورية، بالقدر الذى يشعر معه الناطق باللغة العربية أنه فى بلده الثانى.
“الأهرام”المصرية