(خاص)
التجدد الاخباري
فيما أعلن الرئيس “جو بايدن” ، ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2024، ليصبح بعمر الثمانين ، أكبر مرشح يخوض حملة جديدة إلى البيت الأبيض، وذلك رغم سلسلة النكبات الفاشلة التي منيت بها سياسته الاقتصادية الداخلية، واخرها : افلاس عدد من البنوك الكبرى في بلاده، فان ما يعوّل عليه حسب مراقبين لتحسين شعبيته، هو انتصار على جبهة أوكرانيا ، وما يحكى عن الهجوم المضاد الوشيك الذي قد يؤدي إلى هزيمة روسيا واجبارها على الانسحاب ، والخضوع لمطالب المجتمع الدولي باحترام وحدة وسيادة جارتها.
تعتبر الولايات المتحدة وحلفاؤها الهجوم الاوكراني المضاد الذي سيبدأ قريبا، ضدّ القوات الروسية، انه سيكون اختبارا حاسما لمعرفة ما إذا كانت الأسلحة والتدريب والذخيرة، التي أرسلوها إلى البلاد خلال الأشهر الأخيرة يمكن أن تترجم إلى مكاسب كبيرة على أرض المعركة.
وبحسب المعلومات، هناك حوالي 500 ألف جندي روسي ، يحاربون أو يتأهبون للقتال، منهم 300 ألف يتمركزون داخل أراضي بلاده.
اتجاهات الهجوم
يمكن للهجوم المضاد المخطط له، الذي أصبح ممكنا بفضل الأسلحة والتدريب الغربي، ان يؤدي الى استعادة اوكرانيا لاكبر مساحة من أراضيها، وإثبات أنها تستحق الدعم المستمر. فيمكن لقوات كييف أن تركز جهودها جنوباً، وتحاول استعادة مدينة (ميليتوبول) ثم المضي قدمًا، في محاولة لقطع الجسر البري مع شبه جزيرة القرم. كما يمكن لأوكرانيا أيضًا مهاجمة القرم نفسها سواء بعمليات بحرية أو حتى عبر عمليات إنزال على الشاطئ، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية وجود خنادق واسعة حفرتها القوات الروسية استعدادًا لأي هجوم محتمل على شبه الجزيرة.
وتصر “كييف” على الحصول على صواريخ دقيقة متوسطة المدى، التي يصل إلى 150 كيلومتراً من طراز ،GLSDB وتعني هذه التسمية “القنبلة ذات القطر الصغير التي تطلق من الأرض”، ويمكن لهذه الصواريخ تهديد مواقع روسية استراتيجية، خصوصاً مستودعات الذخيرة، وكذلك تدمير خطوط إمداد الجيش الروسي. وفي السابق، مكّن تسليم الجيش الأوكراني راجمات “هايمارس” النقّالة عالية الدقّة، وصواريخ لهذه الراجمات يصل مداها إلى 80 كيلومتراً في حزيران \ يونيو 2022، من تدمير قواعد خلفية للجيش الروسي.
وردّاً على سلسلة الهجمات التي استهدفت في الأشهر الأخيرة المدن والبنى التحتية الأوكرانية، أعلنت الولايات المتحدة في 3 شباط\ فبراير أنّها ستقدّم صواريخ GLSDB لأوكرانيا، لكن من دون تحديد موعد لذلك.

وبالإضافة إلى هذه الصواريخ، كانت أوكرانيا تقول طوال الشتاء إنها في حاجة إلى المئات من الدبابات الحديثة والمدرّعات لتتمكن من إلحاق هزيمة عسكرية بروسيا. وكانت أكدت الناطقة باسم الوزارة الأوكرانية إيرينا زولوتار أن دبابات تشالنجر “أصبحت في أوكرانيا” من دون أن تحدد عددها، كما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس من جهته، أن برلين سلمت دبابات قتالية من طراز ليوبارد “متطورة جدا” لكييف في حين أوضحت وزارة الدفاع لاحقا أن عددها 18.
الجبهة الروسية تتفكك
بالمقابل في روسيا، يواجه الرئيس، فلاديمير بوتين، تحدياته الخاصة، فقد أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني (بريغوجين)، الجمعة، أنه سيسحب مقاتليه اعتبارا من 10 مايو من مدينة باخموت، مركز القتال في شرق أوكرانيا، بسبب نقص في الذخيرة اتهم الجيش بالوقوف خلفه.
وفي مقطع فيديو آخر حاد النبرة نُشر ليل (الخميس-الجمعة)، هاجم بريغوجين تحديدا وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف. وقال بريغوجين في مقطع الفيديو وهو يتجول بين عشرات الجثث “إنهم من رجال فاغنر، لقد قُتلوا اليوم حتى تتمكنا من أن تسمنا خلف مكتبيكما! وصاح بغضب مخاطبا شويغو وغيراسيموف “أين قذائفي اللعينة؟!”.
وفي حال انسحاب مقاتلي فاغنر من باخموت حيث يحاربون في الخطوط الأمامية، سيضع ذلك الجيش الروسي في موقع حرج في وقت تستكمل قوات كييف استعداداتها لشن الهجوم المضاد الوشيك.والجدير ذكره ان قوات فاغنر الخاصة التي كانت تتمتع سابقا بسمعة جيّدة، تكبدت خسائر فادحة في الأشهر الأخيرة في محاولتها للسيطرة على باخموت.

ويتهم بريغوجين قيادة الجيش بعدم إمداده بالذخائر التي يحتاجها بهدف إطالة أمد معركة باخموت وإضعاف قوات فاغنر لمنعها من تحقيق انتصار من شأنه أن يفضح النكسات التي لحقت بالجيش في الأشهر الأخيرة. هذا ، وقد زاد كلام الزعيم الشيشاني رمضان (قديروف) من حدة الارباك الذي يعيشه معسكر الكرملين عندما أبدى استعداده أمس السبت لإرسال قواته إلى باخموت في حال انسحبت مرتزقة “فاغنر” من المدينة.
وبالنهاية، فان خبراء ومحللين يرون أن توقعات الرئيس بايدن، تنطوي على كثير من التفاؤل المبالغ فيه، فرغم تصدّع الجبهة الروسية، فانه من الصعب برأيهم على القوات الأوكرانية حاليا إحراز انتصارات مفصلية تجبر بوتين على الانصياع وإنهاء غزوه لأوكرانيا الذي كبد جميع الأطراف خسائر فادحة، فخيار الحلّ السياسي المتوازن لا بدّ منه في حال اراد الروس والاميركيون والاوروبيون انهاء الحرب.