
سليماني
التجدد الاخباري – بيروت
انشغلت الاجهزة الامنية الاسرائيلية ، باتهام ايران ،اسرائيل، تدبير محاولة اغتيال قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري، (قاسم سليماني) ، وتصدرت هذه القضية ، موقعا مهما في اهتمام المحللين العسكريين بالاعلام والصحافة الاسرائيلية من موقع التسليم بصحة الاتهام الايراني لـ”تل أبيب” بالوقوف وراء المحاولة الفاشلة ، وهو ما يشير الى امرين :
الاول ، ان معظمهم من المقربين للدوائر العسكرية والامنية الاسرائيلية ، وبالتالي ، فإن اقرارهم بصحة الاتهام الايراني ، يستند في الغالب الأعم الى هذه المصادر، وليس للاتهام الايراني (فقط).
والثاني : سماح الرقابة العسكرية ، بنشر هذه التحليلات ، يؤكد ان الجهات الاسرائيلية المعنية ، ارادت ايصال رسالة الى طهران ، مفادها ” بانه ما زال بمقدورها الوصول الى اي مكان في ايران، واستهداف شخصية بوزن، سليماني الذي يقود مشروع تمدد النفوذ الايراني في المنطقة، رغم اخفاق عملية اغتياله”.
المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ، رون (بن يشاي)، رأى ان اعلان ايران عن محاولة الاغتيال «تبدو ذات مصداقية وليس مبالغا بها»، ورجح أن «الموساد» هو من يقف وراءها، وأن هذا الإعلان ، جاء إثر اعتقال فريق الاغتيال، ما يعني ان اتهام اسرائيل ، يستند إلى نتائج التحقيق مع فريق الاغتيال ، والعتاد الذي وجد بحوزته.

بن يشاي
ولفت (بن يشاي) الى انه رغم عدم اعلان ايران عن توقيت محاولة اغتيال سليماني، إلا أنه رجح أن تكون خلال الـ48 ساعة ، التي سبقت ظهور سليماني في “مقابلة نادرة” على قناة تلفزيونية ايرانية ، الثلاثاء الماضي ، وأضاف بن يشاي : ان ظهور سليماني في المقابلة التلفزيونية ، جاء «كي يقول، أنه ما زال على قيد الحياة، رغم أنف من سعوا لتصفيته».
وكان رئيس استخبارات «الحرس الثوري»، حجة الإسلام حسين (طائب)، اعلن الخميس، ان فريق الاغتيال «مرتبط ومأجور دخل إلى ايران… وقام بشراء عقار مجاور لحسينية المرحوم والد اللواء سليماني في مدينة كرمان، وبعد الاستقرار قام الفريق بإعداد نحو 500 كلغ من المتفجرات، لوضعها تحت الحسينية عبر إيجاد ممر تحت المبنى، بغية تفجيره عند تواجد سليماني، الذي دأب الحضور سنويا لحسينية والده في أيام تاسوعاء وعاشوراء». وأشار بن يشاي إلى أنه «ليس واضحا ما هو الخطأ الذي ارتكبه فريق الاغتيال، ومكن الايرانيين من كشفه».
وفي صحيفة «هآرتس» ، رأى المحلل العسكري في “الصحيفة الاسرئيلية”، عاموس (هرئيل)، أن إعلان ايران عن محاولة اغتيال سليماني ، «ليس مألوفا، لأنه كان إعلاناً رسمياً» ، وقال هارئيل : انه « بالاضافة الى اسرائيل، توجد جهات عديدة تسعى لقتل سليماني» ، كاشفاً عن أنه جرت (محاولتان) ، لاغتيال سليماني، خلال حرب لبنان الثانية، عام 2006، وخلال عملية اغتيال مغنية.

هرئيل
ووفق هرئيل، فإن إعلان (حسين) طائب ، الخميس، عن محاولة الاغتيال، والمقابلة مع سليماني، الثلاثاء الماضي، هما جزء من عملية بناء أسطورة سليماني، مضيفاً: «لكن توجد في خلفية الاعلان عن عملية الاغتيال حسابات لإيران يتعين إغلاقها مع اسرائيل بسبب الغارات الإسرائيلية المتكررة في السنوات الثلاث الأخيرة ضد أهداف إيرانية في سورية والعراق ولبنان». محذراً أن «كل ذلك، يستوجب تأهبا خاصا في إسرائيل».
وفي هذا السياق، قال المحللون السياسيون للقناة (12) الاسرائيلية ، ان انشغال (واشنطن) و(تل ابيب)، حالياً، الاولى بمحاولة الحزب الديموقراطي ، عزل الرئيس دونالد (ترمب)، والثانية بسبب عجزها عن تشكيل حكومة ، ومطاردة رئيسها ، (بنيامين) نتنياهو في قضايا فساد ، قد يشجع طهران على تصعيد الوضع في المنطقة ، وضد اسرائيل على نحو خاص.