قبل أسابيع ومع ارساله أرتالا عسكرية الى “ادلب” ، رفع اردوغان صوته ، مهددا الشرق والغرب ، متخذا هيئة امبراطوري ،انتفخ لدرجة مفرطة ، ولكنه وبمجرد أن توجه ليصافح الرئيس “بوتين” ، عاد رئيسا لدولة اقليمية عادية ، فهل كان الطريق الى بوتين ، هو ما نفس منفخة اردوغان ؟ أم انه تبلغ بشكل ما ، ان المنفخة العثمانية ، غير مقبولة في بلاط القيصر بوتين ؟!
أثناء قرعه طبول الحرب للرد على تقدم الجيش العربي السوري في ادلب ، تهجم (اردوغان) على الروس لدعمهم الحكومة السورية ، وانتقد الامريكان لانهم لم ينزلوا معه الى الميدان ، وهدد أوروبا باللاجئين ، واعتبرعلنا ان العالم بـ(شرقه) روسيا ، و(غربه) اوروبا وامريكا ، متآمرون عليه لمنعه من استعادة امبراطوريته العثمانية الموهومة.
ورغم ان الجيش العربي السوري ، كان يوجه ضربات قوية ، كافية لاخراجه من أوهامه ، الا انه ولشدة ادمانه الجنون العثماني ، ظل يتلقى الضربات ، ويقع بالانكسارات على يد السوريين ، وظل يهدد ويتوعد العالم كله ، متمسكا بمنفخته بالامبراطورية.
ومنذ بداية الجولة الاخيرة من الحرب وشعوره بتقدم الجيش السوري ، واردوغان يتوسل لقاء بوتين ، والاخير طلّع روحه ، قبل ان يقبل بلقائه ، وكثيرا ما رفض بوتين ، الرد على هاتف الرئيس التركي ، كما رفض الاجتماع معه بمشاركة فرنسا وألمانيا ، ولم تسعفه واشنطن بأي موقف يواجه فيه تمنع بوتين .
وهكذا ، فانه (اردوغان) لم يصل لمصافحة القيصر ، الا بعدما طلعت روحه ، وانقطع نفسه.
ربما كان صحيحا ، أن وجود تمثال “كاترين” وراء الوفد التركي غير مقصود ، ولكن وجود كاترين وراء وفوق التركي ، يذكر بانتصارات كاترين وجيشها الروسي على العثمانيين في اوروبا والقرم (كاترين أرسلت عشيقها ليهزم العثمانيين) .
ولابد ، أن يتذكر اردوغان ، بان كاترين حاربت العثمانيين من عاصمتها بطرسبورغ (مدينة بوتين ، ومنبته) ، وكأن التمثال يذكر اردوغان ، بأنه وريث المهزومين.
تزامنت مباحثات الخميس في موسكو ، مع بث القناة الروسية (روسيا24) للقاء مع الرئيس الاسد ، خاطب فيه الشعب التركي ، بما يكسف عن علاقات حسن جوار بن الشعبين السوري والتركي ، سائلا اياه : “هل اعتدى السوريون على تركيا كي يشن اردوغان الحرب عليها ، ويجند الارهابيين ضدها ؟! ” وهنا تحضر (كاترين) أيضا ، حيث ان رجالها ضموا “القرم” بالاقناع ، ودون حرب ، وهي الهزيمة الأعمق للعثمانيين. هزمتهم كاترين باقناع شعبهم بالانضمام اليها.
بصراحة ، الحق مع اردوغان، فكيف يحافظ على منفخته العثمانية ، وفي اجتماعه (كاترين) عن يمينه ، و(القيصر بوتين)عن يساره ، وانتصارات الاسد الميدانية ، تجعل نوابه في البرلمان ، يقاتلون بعضهم البعض !!!. الحق مع اردوغان ، أن يسلم ويتراجع عن كل مطالبه (رجوع الجيش السوري الى ما قبل نقاط المراقبة) ، والاقرار بالتزاماته وفق (سوشتي) ، وتعهده بتنفيذها.
والاهم ، تسليمه بان الاتفاق المرم في موسكو بحضرة “كاترين وانتصارت الاسد” ، لا يشمل الارهابيين ، والحرب ضدهم ، مستمرة ، ولا يجوز (اضعافها) كما قرر القيصر ، بناء على انجازات الجيش السوري.
وحتى لو كان وجود “كاترين” في القاعة صدفة ، وغير مخطط أو مقصود ، ولكن الصدفة في التاريخ ، قانون كاشف لفيزيولوجيا الصراعات. وهنا حضر اردوغان بكامل منفخته ، وخرج لابسا حقيقته ، كـ(وريث للمهزومين) على يد كاترين أيام العثمانيين القدامى ، وعلى يد الجيش العربي السوري في زمن أوهام العثمانيين الجدد.