aren

كواليس الساعات الاخيرة لتسليم عشماوي : المخابرات المصرية تحبط مخططا مزدوجا (قطري تركي) لاستهداف الطائرة التي تنقل “الصندوق الاسود” للجماعات الارهابية في ليبيا وشمال افريقيا
الإثنين - 10 - يونيو - 2019

(خاص) التجدد \ مكتب بيروت \

ذكرت “مصادر خاصة” لموقع التجدد الاخباري ، بعضا من “كواليس” الساعات الاخيرة ، التي سبقت تسليم الارهابي المصري (هشام عشماوي). المصادر أماطت اللثام ، عن تفاصيل دقيقة ، واكبت تنفيذ عملية تأمين الطائرة المصرية ، التي اقلت الارهابي (عشماوي) إلى حين الخروج من المجال الجوي الليبي، رغم وجود محاولات حثيثة من الدول الداعمة للإرهابي ، لمنع تسليمه إلى القاهرة، مهما يكن.

ووفق هذه المصادر، فان”عملية نقل عشماوي بواسطة المخابرات العامة المصرية ، تمت بشكل احترافي ودقيق للغاية”. وتلفت ” إلى أن النظام القطري، الممول الرئيس لـ(تنظيم المرابطين) الارهابي ، الذي يقوده عشماوي، والذي انشق عن تنظيم القاعدة، وتحصل على تمويل كبير وضخم من دولة قطر ، التي لا تخفي دعمها للجماعات الإرهابية المسلحة، والتي تطلق عليها الدوحة «الثوار». فقد كان يسعى جهاز المخابرات القطرية، لعرقلة نقل الإرهابي إلى القاهرة بأي طريقة، وهو ما يفسر سبب التكتم الشديد من الجانبين (المصري والليبي) على تسليم عشماوي.

المصادر (ذاتها) ، أكدت لـ(التجدد) ، أن وفدا رفيع المستوى من المخابرات المصرية وصل إلى (الرجمة)، قبيل وصول اللواء (عباس كامل) ، رئيس جهاز المخابرات العامة، وذلك لوضع الترتيبات النهائية ، لعملية نقل عشماوي ، وعملية تأمين وصول الطائرة إلى داخل الأجواء المصرية، وذلك في ظل تحركات (قطرية-تركية) حثيثة لاستهداف الطائرة ، من أجل منع وصول عشماوي إلى الاراضي المصرية.

5cf50a04d43750667e8b4598

وكشفت المصادر عن “عملية خداع وتمويه احترافية”، قامت بها المخابرات المصرية ، لتأمين زيارة اللواء كامل، ومشاركة القوات الجوية بطائرات ، لتأمين الطائرة المصرية ، وإجهاض أي محاولة من جماعات إرهابية لعرقلة اخراج عشماوي ، وايصاله الى مصر.

لافتةً إلى امتلاك جهاز المخابرات العامة المصرية ، معلومات حول (تحركات مشبوهة) للخلايا النائمة المنتمية لمجموعة عشماوي ، تعمل لعدم نقل الأخير إلى القاهرة، مشيرة في (الآن نفسه) إلى أن الجماعات المتطرفة ، نفذت تفجيرات إرهابية عدة في مدينة (درنة) عقب تسليم عشماوي إلى القاهرة، لغضبها من إقدام السلطات الليبية على تسليمه للسلطات المصرية.

ووفق جهات مقربة من غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي ، فان السلطات المصرية ، اتخذت احتياطات أمنية كبيرة خلال عملية نقل الإرهابي هشام عشماوي، ما يثبت وجود محاولات حثيثة من الإخوان الممولين من (قطر) ، لمنع عملية التسليم ، نظرا لما يمتلكه (عشماوي) من معلومات تدين قيادات إخوانية ليبية، وتكشف الدور الخبيث للدوحة في دعم الجماعات الإرهابية على الاراضي الليبية ، ومنها مجموعة عشماوي” نفسه” ، خصوصا خلال السنوات الاربع الماضية.

وفي السيرة الذاتية والحركية ، للإرهابي هشام عشماوي ، فانه دخل ليبيا تحت مظلة الجماعة الليبية المقاتلة «فرع تنظيم القاعدة في ليبيا» بدعم من الإرهابي (عبدالحكيم) بلحاج ، و(سامي) الساعدي ، و(عبدالوهاب) قايد، وكتلة «الوفاء من أجل الشهداء» في المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته. وان مجموعته، كانت تتلقى “دعماً مباشراً” عبر البحر بمقاتلين وأسلحة من قطر ، عقب وصوله إلى ليبيا، مؤكداً تورط شخصيات إخوانية ليبية في تمويل عشماوي ، والإرهابيين التابعين له في مدينة (درنة).

5ceeb06295a597a74a8b4581

عشماوي ، القيادي في تنظيم القاعدة، من مواليد 1978 ،وكنيته (أبو عمر المهاجر)، المطلوب الأول على لائحة الإرهاب في القوائم المصرية، وأعلن ولاءه لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، وتحالف مع كتائب أبو سليم ، وشكلا “مجلس شورى مجاهدي درنة” عام 2015.

يبلغ من العمر 40 عاما ، واسمه الكامل (هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم)، انضم للقوات المسلحة المصرية في منتصف التسعينيات، والتحق بالقوات الخاصة “الصاعقة” ، كفرد تأمين عام 1996.

ونقل بعد التحقيق معه إلى الأعمال الإدارية داخل الجيش، لكنه لم يكتف، وظل ينشر أفكاره المتشددة، وفي العام 2000 أثار الشبهات حوله، وأحيل إلى المحكمة العسكرية في العام 2007، بعد تعهده بعدم تكرار كلماته التحريضية ضد الجيش، واستبعد من الجيش إثر محاكمة عسكرية في العام 2011، وانقطعت صلته نهائيا بالمؤسسة العسكرية.

ورصدت وزارة الداخلية المصرية ، سفره لتركيا في 27 إبريل 2013 عبر ميناء القاهرة الجوي، وتسلله لسوريا عبر الحدود التركية، وتلقى تدريبات (حول تصنيع المواد المتفجرة والعمليات القتالية)، كما شارك في محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري السابق ، اللواء محمد إبراهيم عام 2013. وشارك في مذبحة كمين الفرافرة، في 19 يوليو 2014، وهي العملية التي قتل فيها 22 مجندا مصريا، كما شارك في مذبحة العريش الثالثة، في فبراير 2015، التي استهدفت الكتيبة 101، وقتل فيها 29 عنصرا من القوات المسلحة المصرية.

وتفيد بعض المعطيات لدى عدد من الاجهزة الامنية الليبية ، أن امارة (قطر) ، هي الراعي الحقيقي للجماعات الإرهابية في عموم الاراضي الليبية، وأن بعض الجمعيات الخيرية ، الناشطة داخل المجتمع المحلي ، ومنها جمعية الطاهر الزاوي «في مدينة الزاوية» ، تورطت في نقل التمويل للإرهابيين، وذلك نظراً للقاعدة الشعبية للجمعية في القرى والمدن الليبية.

كما ، وتلفت مصادر ليبية (أخرى) ، أن الإرهابي عشماوي يمثل أحد أخطر القيادات الإرهابية في المنطقة، مشيرة إلى أنه كان على اتصال مباشر مع المخابرات القطرية، لإعلان ما يسمى «إمارة درنة الإسلامية»، وتضيف أن الدوحة كانت تسعى لإسقاط الطائرة المصرية قبل دخولها إلى القاهرة، خوفاً من إدلائه بمعلومات حول طبيعة الدور القطري الداعم للإرهابيين في ليبيا بشكل عام، ومجموعته الإرهابية بشكل خاص.

قوات-«GIS»-التي-تسلمت-هشام-عشماوي-من-ليبيا

وكانت تصدرت قوات(G.I.S) المصرية المشهد ، بعد تسلمها الإرهابي هشام عشماوي من قوات “الجيش الوطني الليبي” ، التي يقودها المشير خليفة حفتر. حيث يعد هذا الظهور الاول من نوعه ، لهذه القوات ، التي تمثل جهاز المخابرات العامة المصرية، وتسميتها ، تضم الأحرف الأولى من General Intelligence Security.

وتتخصص هذه القوات في مكافحة الإرهاب، ويتم استخدامها في العمليات الكبرى، والتي “تهدف لتأمين وصول شخصيات رسمية، أو مطلوبين للأمن المصري بجرائم إرهابية”، وتندرج هذه القوات ضمن (فرق النخبة) في مصالح الأمن ، وتعمل على حماية المنشآت الوطنية المصرية، ومنع أي اختراقات يقوم بها الإرهاب.

يذكر أن السلطات الليبية قد ألقت القبض على الإرهابي(هشام عشماوي) في مدينة درنة، تشرين أول \ أكتوبر الماضي، واعترف الإرهابي المصري للسلطات الليبية بتلقيه “دعماً مالياً ولوجيستياً” من النظام القطري، عبر مؤسسات إخوانية ، تنشط على التراب الليبي.

يشار الى ان عملية إلقاء القبض على عشماوي ، تعد ضربة قوية للجماعات المتطرفة في ليبيا، نظراً لكون هذا الارهابي ، أحد أبرز قيادات الإرهاب في شمال افريقيا، ويعد بمثابة (الصندوق الأسود) ، لهذه المجموعات الناشطة في تلك الدول.

857

“الذرعاني”

لاحقا ، يوم الإثنين في 03/يونيو- حزيران /2019 ، ذكرت وسائل اعلام حكومية روسية ، (استشهاد) النقيب عبد الحميد فرج (الذرعاني)، وهو الضابط في الجيش الليبي ، الذي ألقى القبض على الإرهابي هشام عشماوي.

والضابط الذرعاني، هو من سكان مدينة المرج ، الواقعة شرق  بنغازي، قتل خلال اشتباكات بين قوات “الجيش الليبي” بقيادة المشير حفتر ، وقوات حكومة الوفاق الوطني في محور مطار طرابلس الدولي بمنطقة قصر بن غشير”.