aren

المجرم دائما مايعود الى مسرح جريمته … “إردوغان” في «شوشي» الأرمينية
الخميس - 1 - يوليو - 2021

التجدد -بيروت

أثار الرئيس التركي رجب إردوغان ، جدلاً واسعاً بعد زيارته قبل أيام لمدينة “شوشي” الأرمينية ، التي سيطرت عليها أذربيجان، حليفة أنقرة بعد حربها ضد المقاتلين ، التي دامت 44 يوماً الخريف الماضي ، وانتهت بهدنة بين الجانبين برعايةٍ روسية يوم العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وتخضع مدينة “شوشي” لسيطرة (باكو) منذ أشهر، لكنها قبل ذلك بعقود ، كانت تعد من أهم مدنِ جمهورية «آرتساخ» ، المعلنة من جانبٍ واحد في إقليم “ناغورني كراباخ”، الواقع جنوب القوقاز ، والذي تقطنه أغلبية أرمنية.

ووقّع الرئيس التركي ، ونظيره الأذربيجاني إلهام (علييف)، اتفاقاً في المدينة الأرمينية ، فيما سمي بـ”اتفاقية شوشي”، بينما تعتبر يريفان وآرتساخ ، أن هذه المدينة «محتلة» مع 4 مدنٍ أخرى سيطرت عليها (باكو) ، وكانت تتبع قبل ذلك الوقت للجمهورية ، غير المعترف بها.

وأعلن إردوغان عن رغبته في افتتاح قنصليةٍ تركية في “شوشي”، التي يتنازع عليها الجانبان الأرميني والأذربيجاني على أحقيتهما التاريخية في هذه المدينة ، التي سيطرت عليها باكو بعد هدنةٍ أبرمتها مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول (باشينيان) برعايةٍ من موسكو في الربع الأخير من العام الماضي.

كما لم يخفِ الرئيس التركي ، نيته في إنشاء قاعدةٍ عسكرية لبلاده في مدينة “شوشي”، رغم أن موسكو نفت هذه الخطوة، مما ينذر باندلاع خلافٍ جديد بينها وبين أنقرة.

وكالة الأنباء الأرمينية «أرمن بريس»، وفي نسختها العربية ، وصفت ما قام به اردوغان ، أنه  « بمثابةٍ تحدٍّ تركيّ واضح لروسيا»، وأن «إردوغان قام بهذه الزيارة لإرسال عدّة رسائل لموسكو من بينها التأكيد على قوة الوجود التركي جنوب القوقاز».

كما رأى عدد كبير من المراقبين بزيارة الرئيس التركي ، أنه أراد (اردوغان) من خلالها ، القفز فوق القرار الأذربيجاني ، لتبدو أنقرة وكأنها هي من تتخذ قرارات (باكو)، وتنطلق منها لمناطقٍ أخرى في جنوب القوقاز.

وبحسب هؤلاء ، فانه وعلى الرغم من أن الأتراك ، ارتكبوا مجازر في مدينة “شوشي” عام 1920 ، وهي مدينة أرمنية تاريخياً ، وجزء من جمهورية (آرتساخ)، إلا أن الدولة التركية تعتبر أنه كان هناك تواجد كبير للعرق التركي في هذه المدينة، ولذلك يرون فيها مركزاً لثقافتهم، وبالتالي التلميح لافتتاح قنصلية فيها ، هو جزء من خطة طورانية ، لا سيما وأن أذربيجان ، ترى نفسها أيضاً ، جزءا من تركيا.

عموما ، فان رغبات (إردوغان) الأخيرة ، للعب بجغرافية جنوب القوقاز ، ستحدث مزيداً من التوتر في العلاقات بين الدولتين (الروسية والتركية )، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ، أن (القوقاز) ، مجال حيوي كبير وهام بالنسبة لروسيا.

وهذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث ، التي تتمكن فيها “أنقرة” من دخول منطقة جنوب القوقاز. بينما ترجح العديد من الاوساط المتابعة لتعقيدات هذا الملف وتشابكاته ، أن الرد الروسي من المحتمل سيكون عبر ملف “آرتساخ والحسابات الاقتصادية” مع أذربيجان ، وكذلك من خلال الملف الجورجي ، والعلاقات مع “يريفان” ، وأيضاً من خلال مجموعة “مينسك”، وهذا يشير إلى أن أنقرة لا يمكنها ، أن تنفذ بسهولة كل مخططاتها في هذه المنطقة.