aren

” الله ستر” ليبيا من (11 ) ايلول ؟! \\ بقلم : د.فؤاد شربجي
الجمعة - 17 - سبتمبر - 2021

ظلت ليبيا ، هدفا تسعى الادارة الامريكية لضربه عشرات السنين ، وكانت تبحث عن ذريعة تسهل هذ الاستهداف ، ودائما ماكان نزق وعنتريات الرئيس الراحل “معمر القذافي”، يقدم بعض هذه الذرائع .

الراحل معمر القذافي

وفي احدى اللحظات العصيبة للرئيس الليبي ، كاد أن يقدم لامريكا ذريعة لتعامل بلاده ، كما عاملت (أفغانستان والعراق) ، أي بالغزو. ولوحدث هذا الامر ، لكان استعجل الدمار لليبيا ، بأكثر من 15 عاما ، قبل أن يحصل فعلا في وقت لاحق.

وكما روى وزير خارجية القذافي “عبدالرحمن شلقم”، فان القذافي واثناء قيام القيادة الليبية باعداد مذكرة جوابية على اتهام (طرابلس) بتفجير الطائرة فوق مدينة “لوكربي” الاسكتلندية في بريطانيا ، تدخل القذافي غاضبا ، وخاطب وزير خارجيته يومها : (اكتب لهم ، يعني اذا خطف أحدهم طائرة وهاجم بها برج التجارة العالمي في نيويورك ، وفجره ، هل ستتهمون ليبيا أيضا ؟ ).

وفيما اقترحه القذافي ، وصف لماجرى بالفعل (لاحقا) ، ولو فعلا قام الوزير (شلقم) بتضمين مذكرته هذه الفقرة وهذا الوصف ، لصارت حقا ، قابلة لتكون ذريعة اتهام القذافي بالوقوف وراء 11 ايلول \سبتمبر.

لكن – لله الحمد – التف وزير الخارجية على طلب الزعيم الليبي ، ولم يضمن المذكرة الفقرة المذكورة ، التي ارداها القذافي ، والتي كانت بطبيعة الحال ، ستجلب الغزو والدمار بشكل مبكر لليبيا.

لا خلاف على عدوانية اليساسة الامريكية تجاه ليبيا ، ولكن لايجوز ان يكون هناك اي خلاف حول حقيقة ، أن زعميا يعامل نفسه كـ(اله)، ويعتمد النزق والارتجال والعصبية في ادارة شؤون بلاده ، يوفر لاعدائه كل الذرائع ، والمبررات لممارسة عدوانهم .

وبين نزق و”ألوهة” الزعيم المخبولة ، وبين عدوانية العدو(أمريكا – مثلا) ومكره وخبثه ، تضيع البلاد ، وتدمر الاوطان ، وتشرد وتعاني الشعوب.

ولولا لطف الله ، وحنكة بعض المساعدين الذين لم يعتمدوا فقرة القذافي ، لوقعت ليبيا في بؤرة الغزو ، والعدوان بشكل مبكر.

في كل الدنيا، السياسة اولا ، هي ضبط الخطاب ، مايجنب البلاد والحكومة ، المشاكل والازمات ، وهذا مايفتح الطريق أمام هذه السياسة لتحقيق مصالحها ومصالح بلادها.

أما فلتان الخطاب ، ونزق المواقف ، وعنتريات الغباء ، ليست الا المزالق التي تأخذ السياسة والسياسيين ، وبلادهم الى مهاوي خطرة ، ومدمرة .