التجدد \مكتب واشنطن\
بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي رجب (اردوغان) الى موسكو ، والتي اختتمت يوم امس، عاد المشرعون الامريكان الى التلويح بفرض عقوبات على ادارة اردوغان . وفي هذا الصدد، دعا أعضاء في مجلس النواب الأمريكي، الرئيس دونالد (ترمب)، إلى فرض عقوبات على تركيا، بسبب مضيها في صفقة شراء منظومة إس400 الروسية.
وبحسب “بيان” صادر عن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، فإن اعضاء في المجلس، وجهوا نداء إلى الرئيس ، لفرض عقوبات على تركيا ، وفقا للقوانين الأمريكية ، وأضاف البيان ، أن تركيا بإمكانها تحقيق مصالحها بشكل أمثل، عبر التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وليس روسيا.
وكان وزير الدفاع الامريكي، مارك (اسبر)، اعتبر أن قرار تركيا، شراء صواريخ اس 400 الروسية ، رغم معارضة واشنطن، هو “سيء ومخيب للامال”، من دون ان يوضح، كيفية رد الادارة الامريكية عليه. وقال اسبر :”انهم حلفاء منذ وقت طويل داخل حلف شمال الاطلسي واقوياء جدا، لكن قرارهم في شأن (صواريخ) اس 400 سيء ومخيب للامال”.

الكونغرس
وصوت الكونغرس الأمريكي على قرارات عدة ، تطلب من السلطة التنفيذية ، فرض عقوبات على تركيا في حال لم تعدل عن صفقة الصواريخ الروسية، لكن أي نائب لم يسأل (اسبر) ما إذا كانت الإدارة الأمريكية، ستعلن هذه العقوبات.وترى واشنطن ، أن ثمة خطرا أن تسمح الصواريخ الروسية لـ”موسكو” ، بخرق الأسرار التكنولوجية لطائرة أف-35 الأميركية الجديدة ، التي تريد تركيا ، التزود بها أيضا. ومطلع حزيران\ يونيو ، أعطى البنتاغون ، مهلة لأنقرة حتى 31 تموز\ يوليو ، للتخلي عن تسلم الصواريخ الروسية تحت طائلة استبعادها من برنامج مقاتلة أف-35 ، الذي تشارك فيه تركيا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد (ترمب) قال -في وقت سابق- إنه لا يدرس فرض عقوبات على تركيا في الوقت الراهن، بسبب شراء أنقرة منظومة الدفاع الصاروخية إس400 من روسيا، وذلك بعد إعلان البيت الأبيض ، استبعاد تركيا من برنامج المقاتلة الأمريكية (الشبح إف35). الرئيس ترمب، قال للصحفيين بالبيت الأبيض في معرض رده على سؤال، بشأن العقوبات على تركيا: “لا، نحن لا نبحث ذلك في الوقت الراهن” ، فيما كان وزير الخارجية ، (مايك) بومبيو عبر عن خيبة أمله ، بسبب حصول أنقرة على نظام صواريخ إس-400 الدفاعي الروسي.

ترمب
وعارضت واشنطن، شراء تركيا للنظام الدفاعي الصاروخي الروسي ، وهددت بفرض عقوبات على أنقرة ، ومنذ ذلك الحين لم يتضح موقف الرئيس دونالد(ترمب) من تلك الخطوة، بينما مارس العديد من النواب من الحزبين (الجمهوريين والديمقراطيين)، ضغوطا على الرئيس ، لفرض عقوبات على تركيا بسبب الصفقة.
القانون الأمريكي ، يخول للسلطة التنفيذية، فرض عقوبات فيما يتعلق بصفقات دفاع معينة مع روسيا، بموجب تشريع يطلق عليه (مكافحة أعداء الولايات المتحدة) والمعروف اختصارا باسم قانون “كاتسا”.
وبدأت تركيا في تسلم شحنات من منظومة “إس-400” في شهر تموز\ يوليو الماضي ، حيث تسلمت الدفعة الاولى فيما بدأت بتسلم الدفعة الثانية هذا الاسبوع ، مما دفع الولايات المتحدة إلى البدء في استبعاد شريكتها في حلف (شمال الأطلسي) من برنامج إنتاج الطائرة المقاتلة الشبح “إف-35” الأمريكية لأسباب أمنية.
“مصادر خاصة” كشفت لمكتب التجدد الاخباري في (واشنطن)،ان “هناك العديد من الأعضاء في الكونغرس وعالم السياسة الخارجية بالعاصمة – واشنطن ممن يحتاجون إلى قليل من الحافز للضغط بقوة لإنهاء تحالف الولايات المتحدة مع تركيا”.وتابعت هذه المصادر، ان “الاتفاق الامريكي – التركي هذا الشهر ، لبدء العمل في (منطقة آمنة) ، لمنع الصراع في شمال سوريا ، وانشاء مركز العمليات المشترك ، رغم أهميته الفائقة ، لكن قيمته لا تمتد الى مجالات خلاف أخرى بين (واشنطن)و(أنقرة)، وانه في الواقع “لم يفعل الاتفاق ما يخفف من حدة التوتر بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولا تزال الخلافات بشأن القضايا السياسية الهامة تفصل بينهما”.
وتضيف المصادر ذاتها ” حاليا، خلال فترة عطلة الكونغرس الأمريكي، تتصاعد قضية نقل طائرات إف-35 المقاتلة ، لكنها لا تؤدي إلى دعوات قوية ، لفرض عقوبات على أنقرة ، قد يتغير هذا بعد عودة الكونغرس”. وتختم المصادر، بالقول: “سيعمل الاتفاق الأمريكي التركي على تجنب العواقب الوخيمة لاحتكاك قوات الجيش التركي بالقوات الأمريكية ، لكن الأمر لا يفعل شيئا يذكر حيال حل مجالات التوتر العديدة الأخرى بين الولايات المتحدة وتركيا، والتي من المرجح أن تحظى بمزيد من الاهتمام من أعضاء الكونغرس، ومراقبي سياسة امريكا الخارجية،بمجرد انتهاء عطلة شهر آب\ أغسطس ومع اشتداد حملة الانتخابات الرئاسية تدريجيا”.